الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الصغار والكبار يحيون «حق الليلة» بالحلوى والأهازيج الشعبية

الصغار والكبار يحيون «حق الليلة» بالحلوى والأهازيج الشعبية
6 أغسطس 2009 01:17
أحيا آلاف الأسر الإماراتية في مختلف إمارات الدولة مساء أمس مناسبة «حق الليلة» التي تصادف ليلة النصف من شعبان حيث خرج الأطفال والكبار لتوزيع الحلوى على الجيران وردد الصغار أهازيج شعبية مرتبطة بالليلة التي يحرص أبناء الخليج عموماً وأبناء الإمارات خاصة على إحيائها. وردد الأطفال الجملة المشهورة «عطونا الله يعطيكم... بيت مكة يوديكم» وهو المقطع الأشهر فيما يردده الأطفال كل عام من الأغاني، بالإضافة إلى عدد كبير من الأهازيج الشعبية احتفالاً بالليلة وهي العادة التي توارثتها الأجيال على مدى مئات السنين في دول الخليج. وإذا كان الصغار هم من يتولون الاحتفال بالليلة عبر توزيع أكياس الحلوى والمكسرات على أقرانهم وجيرانهم، فإن الآباء والأمهات هم من يتحمل عبء شراء هذه الحلوى قبل تعبئتها داخل أكياس مزركشة وتسليمها للصغار لتوزيعها على الجيران، فما أن يهل شهر شعبان من كل عام حتى يبدأ الاستعداد لهذه المناسبة التي باتت طقساً إماراتياً بامتياز ومعها تزدحم محلات بيع الحلوى والمكسرات بالمتسوقين ويحرص العديد من المواطنين على الشراء من محلات بعينها رغم قدمها، معتبرين أن ذلك طقساً يجب عدم تغييره لارتباطه بالمناسبة الجليلة. ولفت بعض الأهالي إلى أنه على الرغم من أن الاحتفال بالمناسبة مستمر من جيل إلى آخر، لكن العادات تغيرت بعض الشيء. العين احتفل أطفال العين وأهلها بليلة منتصف شهر شعبان «حق الليلة»، حيث جاب الأطفال على بيوت المدينة للتهنئة بالليلة المباركة، وسط مراسم احتفالية. وفي هذا الإطار، قالت أمل الريامي، ربة بيت وأم لطفلين، إن «حق الليلة» مناسبة عزيزة على قلوب الصغار ينتظرونها بفارغ الصبر حيث يرتدون فيها أجمل الملابس وكأنها ليلة العيد. وتعد أمل في هذه الليلة كميات كبيرة من المكسرات والشوكولاته، إضافة إلى مبالغ نقدية صغيرة توزعها على الأطفال في عائلتها وكذلك في الحي الذي تسكنه. وترى خلود الدرمكي أن المهم في الاحتفاظ بهذه المناسبة هو الحفاظ على روح الفرح والسعادة التي يشعر بها الصغار من مختلف الأعمار، مقترحة أن يشمل التغيير في حق الليلة إدخال صدقات مالية وعينية توزع على الفقراء والأيتام. دبي استقبلت «مدينة مدهش» الأطفال في دبي للاحتفال بـ«حق الليلة» من خلال إقامة ثلاث خيمات تراثية أقيمت للاحتفال بالمناسبة، حيث شاركت العديد من الدوائر الحكومية من خلال توزيع الحلويات والهدايا على الاطفال الموجودين في هذه التظاهرة الاحتفالية الشعبية. وانطلقت أنشودة «عطونا الله يعطيكم... بيت مكة يوديكم» من أفواه الاطفال المشاركين في احتفالية «مدينة مدهش»، وهم يرتدون الأزياء الشعبية حاملين أكياساً تعج بتشكيلات مختلفة من الحلويات، حيث يجوبون أنحاء المدينة على شكل جماعات، وقد علت وجوههم ملامح الفرح. وفي هذا الإطار، احتفلت صباح أمس الهيئة الوطنية للمواصلات في دبي بالمناسبة حيث زارت مجموعة من الأطفال مبنى الهيئة يحملون البخور وماء الورد وأكياس الحلويات والمكسرات للموظفين. الشارقة وفي الشارقة، تنظم إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة احتفالية ليلة النصف من شهر شعبان بمناسبة «حق الليلة» اليوم في مركز شباب الشارقة، كما يستعد الأهالي للمناسبة بشراء المستلزمات الخاصة كالحلويات والمكسرات. ولفت عبدالعزيز المسلم مدير إدارة التراث والشؤون الثقافية بالشارقة إلى أن الاحتفال بهذه المناسبة يتشابه مع احتفالات خليجية مثل احتفال «ناصفوه» في قطر والبحرين، و«قرنقسوه» في عمان. وأضاف أن الأولاد الصبيان لا يقلون منزلة عن البنات في مسألة الزينة حيث إنهم يرتدون أجمل الثياب مثل الكندورة الجميلة بألوان هادئة والقحفية المطرزة، ويعلقون في رقابهم أكياساً قماشية مميزة تسمى «الخريطة». وأوضح المسلم أنه عصر ليلة النصف من شعبان، وتحديداً بعد الصلاة، يخرج الاطفال بحللهم الجميلة حاملين «خرايطهم» على شكل جماعات أو فرادى مرددين عبارات جميلة بها ذكر الله ودعوات للأهالي، مثل «اعطونا من حق الله». وفي هذا الإطار، قالت مها محمد، ربة منزل بالشارقة، «في كل عام أبدأ بالإعداد لـ«حق الليلة» قبل أسبوع، وأحرص على شراء جميع المستلزمات الخاصة من حلويات ومكسرات لتوزيعها على الأطفال». ولفتت مريم حسن، ربة منزل، إلى أن «حق الليلة من العادات الاجتماعية الجميلة لكنها عادة تغيرت لأنه في السابق كان الأطفال يتجولون في الفريج أما الآن فأصبح الأمر نادراً، وأصبحنا نشتري الحلويات والمكسرات ونحتفل في البيت». رأس الخيمة تزاحم العشرات في سوق رأس الخيمة القديم على محلات البيع صباح أمس الأول قبل الاحتفال مساء أمس، حيث قالت أم راشد من الرمس «جميعنا يحرص على الشراء من سوق رأس الخيمة القديم الذي يذكرنا بأجواء رمضان وحق الليلة». وفي هذا السياق، قال المواطن محمد الشامسي إن مناسبة «حق الليلة» فرصة جيدة لتفعيل العادات الحميدة التي اشتهر بها ابن الإمارات عبر الأجيال». وأضافت أم راشد «في المساء يتولى الأبناء تعبئة الحلوى في أكياس ليبدأ توزيعها بعد صلاة العشاء». الفجيرة احتفل أمس أطفال الفجيرة بليلة النصف من شعبان والتي يطلق عليها بالمصطلح المحلي اسم «حق الليلة»، حيث قاموا بالتجوال بين السكيك والأحياء السكنية حاملين معهم حقائب بسيطة يطلق عليها «خرايط»، وطرقوا أبواب الأهالي لأخذ الحلويات والهدايا والمكسرات، وهم يرددون بفرح غامر «عطونا الله يعطيكم... بيت مكة يوديكم»، بينما ردد البعض الآخر «جدام بيتكم وادي والخير كله ينادي». واستعدت الأسر لاستقبال هذه الليلة حيث اتجهت الأمهات إلى المحامص لشراء أجود أنواع المكسرات والحلويات لتوزيعها كهدايا على الأطفال الذين يجولون من بعد صلاة العصر حتى وقت غروب الشمس. أم القيوين شهدت إمارة أم القيوين مساء أمس احتفالية ليلة النصف من شعبان «حق الليلة» حيث خرج الأطفال إلى الشوارع والأحياء السكنية للاحتفال بالمناسبة الشعبية إلا أن معظم الأطفال تجهزوا بارتداء الملابس الشعبية الجميلة ذات التطريز والخيوط الملونة، ووضعوا أنواعاً من الحلي التقليدية. وتجول الأطفال في المناطق السكنية «الفريج» مبتهجين وفرحين بالمناسبة، حيث تنافسوا من خلال ارتداء ملابس ملونة تحمل صور شخصيات كرتونية مثل «فريج» و»شعبية الكرتون»، ومرددين العبارات التي تناقلوها عن أجدادهم وآبائهم. وبالمناسبة، قالت أم إبراهيم، من قاطني أم القيوين إنه في الماضي كان الصغير والكبير يحتفل بالمناسبة، حيث الكل يتجول بين الأحياء السكنية لقرب المنازل من بعضها، لافتة إلى أن معظم الناس حالياً انتقلوا إلى أماكن بعيدة ومتفرقة. من جهتها، أشارت أم إبراهيم إلى أن الأهالي يتركون أبواب منازلهم مفتوحة بانتظار الأطفال ليدخلوا عليهم وهم يرددون عبارات توارثوها عن أجدادهم وآبائهم. أما الطفلة العنود سعيد فقالت «هذه ثاني سنة احتفل فيها، وبدأت أحب «حق الليلة» والذهاب مع باقي الأطفال للتجوال في الفريج»، أما الطفلة شهد سلطان (9 سنوات)، فأضافت «أنتظر هذه المناسبة لارتداء ملابس شخصيات كرتونية مثل (أم خماس)، وأذهب مع صديقاتي لنتجول في الفريج». عجمان نظمت دائرة البلدية والتخطيط في عجمان أمس احتفالية خاصة بمناسبة ليلة النصف من شعبان «حق الليلة »حيث قام قسم العلاقات العامة والإعلام بإقامة شعائر دينية خاصة بمشاركة كافة الإدارات بالدائرة. وفي هذا المجال، قالت أم علي من سكان عجمان، إنه من «المستحيل حلول النصف من شعبان من دون أن نستعد لهذه المناسبة التراثية التي يشترك فيها الأطفال والكبار من اجل إحياء المناسبة
المصدر: العين ، دبي، الشارقة، رأس الخيمة، عجمان، الفجيرة، أم القيوين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©