الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الرد الصيني على الرسوم الأميركـية غيــر متوقع ويعكس صــلابة مـوقفها

الرد الصيني على الرسوم الأميركـية غيــر متوقع ويعكس صــلابة مـوقفها
5 ابريل 2018 20:08
أبوظبي (الاتحاد) أشار تقرير صادر عن مكتب الدراسات الاستراتيجية في شركة إي.دي.إس سيكيوريتيز الى أن الرد الذي قامت به الصين على الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة مؤخراً على الواردات من الصين، والتي تطال منتجات بقيمة 60 مليار دولار، كان غير متوقع، حيث فرضت الصين بالمقابل رسوماً على جزء كبير من الواردات من الولايات المتحدة بحدود 50 مليار دولار من أصل 170 مليار من إجمالي الصادرات الأميركية إلى الصين، خاصة أن الرسوم تشمل قطاعاً حيوياً أساسياً، وهو صناعة الطيران الذي يشكل بحدود 17 مليار دولار، أي ثلث المنتجات التي ستخضع للرسوم الصينية. ولفت التقرير إلى أن هذه الخطوة تدل على قوة الموقف الصيني في المواجهة التجارية مع الولايات المتحدة، خاصة بعد النقلة النوعية للصين في مجال تسعير السلع باليوان التي بدأتها مع النفط يوم 26 مارس، حيث قفزت حصة الصين في تداولات النفط العالمية إلى 16%، وهو إنجاز نوعي بفترة لا تتجاوز الأسبوعين، بما يعكس التموضع الاستراتيجي للصين الذي تحدثنا عنه الأسبوع الماضي، ومفاده بأن الصين دخلت مرحلة جديدة وقطباً أساسياً مشاركاً في عملية التسعير الدولية، بما يفسح المجال أمام اليوان ليكون عملة احتياط تنافس الدولار الأميركي، وهو تطور استراتيجي يجعل الصين متفوقة وصاحبة أوراق ضغط كبيرة في أي حرب تجارية محتملة. ولفت التقرير إلى أن جميع الأطراف لا تريد أن تكون هناك حرب تجارية، تنعكس سلباً على مصالحهم، ولكن الهدف واضح مما يحدث، وهو أن سياسة الرئيس الأميركي تسعى إلى تخفيض العجز التجاري الأكبر لها مع الصين، البالغ 500 مليار دولار التي تعتبر الخاسر الأكبر، وتريد أن يكون هناك توازن يعيد إلى الاقتصاد الأميركي ما فقده على مر السنين من وظائف ومصانع على مر السنين. وهذا ما حصل من خلال الدعوة إلى التفاوض والتهدئة من كلا الطرفين، بعد خطوة الصين بتوسيع إطار الرسوم على الواردات الأميركية. وأشار التقرير إلى أنه في ظل هذا الواقع لا بد لسياسة الدولار الضعيف أن تترسخ أكثر لكونها جزءاً أساسياً من معالجة العجز التجاري، وأداة مساهمة في تخفيف وطأة الحرب التجارية، نظراً لما تلعبه معادلة العملات في الميزان التجاري بين الدول، ولكن يبقى الأهم هو الصيغة أو الحلول التي سيتفق عليها الطرفان، من خلال المفاوضات التي ستتبلور أكثر خلال الفترة المقبلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©