الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

6 شعراء يطلقون طيور القصيدة في أمسية واحدة

6 شعراء يطلقون طيور القصيدة في أمسية واحدة
1 مايو 2017 22:37
محمد عبدالسميع (أبوظبي) ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب 27، احتضنت قاعة الملتقى أمس الأول أمسية شعرية شارك فيها 6 من الشعراء من عدة جنسيات عربية، كل منهم أطلق طيوراً ملونة بقصائده، تعددت تجاربهم، فتنوعت وتعددت المتعة والدهشة، الذين صنعوا ليلة الشعر هم: عادل خزام، د. طلال الجنيبي (الإمارات)، د. مها العتوب (الأردن)، نصر جميل شعت (فلسطين)، محسن الرملي (العراق)، فتحي عبدالسميع (مصر). وأدار الأمسية الشاعر والكاتب محمود شرف. الشاعرة مها العتوب صاحبة الأربعة دواوين "دوائر الطي" و"نصفها ليلك" و"أشبه أحلامها" و"أسفل النهر"، قرأت مجموعة من القصائد مترجمة للحواس العاشقة بثقافتها العالية، محاكية ثنائية العقل والروح التي تمنح الحياة الحقيقية والمتخيلة، قرأت من قصائدها:"صنعتي، دموع النساء، بين الثلاثين والأربعين، كوني تكوني؛ ومنها: كوني كما شاءت الريحُ/ صوتًا يُدوّمُ ثمّ يضيعُ/ فما شالت الريحُ/ يبقى/ ومن ظلّ يأسنُ/ أنتِ التي تُهرعين إلى الموتِ/ عند الولادةِ/ لا تؤمنين بعشبة جلجامشَ الأبديةِ/ قد تفرحين بعشب قصير/ تُمشّط غرّته الريحُ/ لا تحفلين بما ضاع منكِ/ ومن ضاع منكِ/ فكوني تكوني كما شاءت الريحُ/ غصنًا وحيدًا طليقًا". الشاعر نصر جميل جاءت قصائده من واقع ما حملته الذاكرة من وقائع وأحداث مشتبكة مع الخيال الذي يسقطه على الحياة اليومية الفردية والواقع الجمعي الراهن، فقراء: الحقائب أكثر من المسافرين، حتى البكاء، البحر أوسع، لم أختلف مع طفلي، مثل أعمى، يقول فيها: مثـل أعمى/ كان يتعكّز على قصّة حياته/ التي صارت طوي/ مثل شجرةٍ/ صار يرفع يدَه إلى أعلى / ليقطف منها/ كلّنا لنا قصصٌ،/ مِن عنفِ طولها قطّعناها/ وحزّمناها/ كضمّة نعنع/ حتى ترقص./ ظلّي زميلُ عمل/ أنشطُ منّي،/ أطول مني،/ يتحمّل وقوفَ المدير وزملائي عليه،/ ولا ينظر لساعة الحائط. وقدم الشاعر محسن الرملي قصائد عراقية بمذاق إسباني لامست الأحاسيس بشكل مميز، مؤكدة على وجود الحب رغم الظروف القهرية التي تعاني منها العراق، فقرأ: بيت الأصدقاء، غلاف، توديع، وقصيدة حب وحيد؛ التي قراءها بالإسبانية والعربية، يقول فيها: يا امرأة أنهكها البحث عن حب وحيد؛/ ولا زالت وحيدة/ خذي قلبي وسادة لقلبك الذي أتعبوه/ خُذي قلبي دفتراً لقلبك الذي لم يفهموه/ خذي قلبي حارساً لقلبك الذي خذلوه/ يا امرأة أنهكها البحث عن حب وحيد؛/ ولا زالت وحيدة/ تعالي .. خذيني إليك،/ معك/ .. لك/ لأنني بلا حبك؛/ أنا .. الوحيد. بدوره قدم الشاعر عادل خزام، الذي يعتبر أحد الشعراء المجددين في الإمارات قصيدة مطولة بعنوان "نوح الرباب" وهي قصيدة تنطوي على تجربة غنية تغوص عميقا في الذات والوجدان، وصياغة جديدة تميزت ببناء علاقة حركية بين النص ودلالته، فيها تأمل ومحبة تسكن الحياة وترتوي الحكمة، يقول فيها: ذم الحسود زمانه/ ودمدم ضارباً كفاً بكفٍ يوم التقينا/ وتهذب النمّامُ/ وجاء يجلسُ قربنا لابساً بدلة الصمت/ ثم خرجت امرأة خضراء من بيت وحشتها وقالت: خذاني شجرةً تُظللُ فكرة الوعد وتثمر بالقُبل/ حدث هذا في شتاءٍ أحمر،/ عندما عادت الجيوشُ من الدخان/ وفرش الأطفال الدروب ببتلات ورد". وقدم الشاعر فتحي عبدالسميع قصائد مصوراً جوانب من التراث الشعبي المصري، راصداً متفاعلاً مع الواقع المحيط بكل مفرداته، فقرأ: السمكة الوحيدة، كلهم يرجعون، الإبريق ورنة الخلخال؛ يقول فيها: "سقط الجدار الطيني/ فتناثرت من شقوقه المهمشة/ خصلات من شعر أمي/ جمعناها في كيس وألقيناها في النيل/ تجلس بين طيورها المنزلية/ وتسرح شعرها/ قماشة بيضاء على حجرها/ وشمس حانية ترفرف حولها/ لم تكن أمي بحاجة لما هو أكثر/ من ماء وفلايةٍ/ لتجدد أعيادها". واختتم الأمسية الشاعر طلال الجنيبي بمجموعة قصائد لامست الوجدان بلغة شعرية مميزة جسدت عوالمه بأدائه المميز، فقرأ: استدرجتك، تتوقين، لغة الصمت، شوق السفر؛ وفيها يقول: "يشتاق لي بعض ما يشتاقه السفر/ ويرتجيني فلا يعطي ولا يذر/ راجعت بعض ترانيمي فأفسدها/ صوت حزين بكى من حزنه القمر/ شيّدت سبعة أسوار أردت بها/ قطع الطريق فما أجداني الأثر/ الأول الشوق والثاني صبابته/ والثالث التوق والإحساس والصور/ السادس الرغبة الملقاة في شغف/ والسابع الأمل المنشود والقدر/ ما كنت أحسب أن الدرب يمنعه/ ما قد بنيت وعنه اليوم أعتذر".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©