السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالله الهاشمي: للتطوع بصمة في حياتي

عبدالله الهاشمي: للتطوع بصمة في حياتي
13 يونيو 2016 02:52
أحمد السعداوي (أبوظبي) بدأ عبدالله أنيس الهاشمي مشواره التطوعي عام 2008، كون طبيعة عمله أتاحت له كثيرا من وقت الفراغ، يفخر باستثماره في جهود إنسانية أسهم خلالها في فعل الخير وخدمة الآخرين عبر المشاركة الفعّالة في مشروعات هيئة الهلال الأحمر الإماراتية في عديد من دول العالم، بما أعطاه كثيرا من الدروس، وترك الأثر الواضح على نظرته للحياة وقربه أكثر من الله وجعله أكثر فعالية مع العائلة والمجتمع. أهداف نبيلة ويقول الهاشمي، الحاصل على بكالوريوس الهندسة الكيميائية من كلية التقنية عام 2004، ويعشق مجال التصوير الفوتوغرافي، إن رؤية معاناة الشعوب تغير نظرة الإنسان إلى الأهداف الأنبل وتتيح له مراجعة أولوياته، كتقديم ما يملك من مال ووقت وجهد لمساعدة غيره، سعياً لرسم البسمة على وجه إخواننا في الإنسانية، وبالتالي نصبح أكثر قرباً من السعادة الحقيقية والرشا والسلام الداخلي. ويورد الهاشمي، الذي يعمل حالياً مدير الصحة والسلامة بشركة موانئ أبوظبي، أن العمل التطوعي أحد السمات الإنسانية والفطرية التي خلق الله بها الإنسان، وأن التطوع يختلف في حجمه وشكله ودوافعه من مجتمع إلى آخر، ومن فترة زمنية إلى أخرى، فمن حيث الحجم يقل في فترات الاستقرار والهدوء ويزيد في أوقات الكوارث والنكبات والحروب، ومن حيث الشكل قد يكون التطوع جهادا يدويا أو عضليا أو مهنيا أو تبرعا بالمال، ودوافعه قد تكون نفسية أو اجتماعية. ولكن يبقى التطوع في كل الأحوال ركيزة مهمة لاستقرار المجتمعات ونشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين. ويعتبر شهر رمضان، فرصة لأن يستفيد الفرد من نشاطه التطوعي، كون الشهر الفضيل موسما لفعل الخيرات، عبر توافر برامج خيرية متنوعة من قبل هيئة الهلال الأحمر وغيرها من المؤسسات بالدولة، مثل مشروعات إفطار الصائم والمساهمة في تنظيم صلاة التراويح في مسجد الشيخ زايد، وتوزيع وجبات الإفطار على الصائمين في الإشارات المرورية وغيرها من الأعمال التي ينصح جميع شبابنا بالمشاركة بها. خبرات ومهارات ولفت إلى أن بدء عمله التطوعي في 2008 وحتى الآن، أضاف إليه خبرات ومهارات متنوعة من خلال فريق الهلال الأحمر والعمل مع أصحاب المهن المختلفة من أطباء ومهندسين وغيرهم، بما أضاف له الكثير على المستوى الشخصي والعملي، بما يتيحه التطوع من فرصة لتبادل الخبرات والنظر إلى الحياة بمنظور مختلف. وقال:» طبقت بعض ما تعلمته على أرض الواقع وفي حياتي العملية، ومن ذلك تخصيص حصالة وضعتها في زاوية البيت وفي مكان تطوله أيدي الصغار لوضع دراهمهم القليلة به، وأخبرتهم أننا بتلك الدراهم قد ننقذ حياة إنسان أو ندخل طفل مدرسة، أو نشتري له كسوة العيد. وهذا نبع من رؤيتي لمصابي تفجيرات العراق وشعوري بالألم نحوهم وكذلك المشاركة في حملة تطعيم في باكستان. ويورد أن مساهماته التطوعية لم تستهدف فئة دون غيرها، وإنما المشاركة بالأعمال المرتبطة بالأمور الإنسانية وتستهدف المحتاجين في كل مكان، وإن كانت أكثر الفئات المستفادة من خلال أعماله التطوعية هي فئة الشباب من خلال شبكة (الشباب لتثقيف الأقران) «الواي بيير»، الذي عمل فيه منذ 2009 إلى الآن كمسؤول وممثل الشبكة في دولة الإمارات، وهو مشروع تعليمي عالمي تابع لصندوق الأمم المتحدة للسكان، ويهدف إلى وقاية الأفراد والأسرة من الأمراض المعدية، والتركيز على التنمية الذاتية لدى الشباب. صعوباتوأشار إلى أن هناك صعوبات متنوعة يعتبرها أكثر ما يواجهه خلال تأدية هذه المهمة بحب ورغبة في العطاء، ومن هذه الصعوبات التي يتم التغلب عليها بجهد كبير، مشكلة وجود الوقت الكافي لحضور اجتماعات الشبكة العالمية خارج الدولة، اضطراره لاستعمال رصيده الشخصي من العطلات الرسمية في كثير من الأوقات، صعوبة الحصول على عدد كاف من المتطوعين الشباب لتوزيع المهام ما زاد الضغط على فريق العمل، صعوبة تنسيق الوقت المناسب بين الأعضاء، صعوبات مالية حيث كان التمويل من أكبر أسباب وقف عديد من الفعاليات، صعوبة الوصول إلى الفئات المستهدفة بغير دعم الهلال الأحمر ما يجعلنا نترقب أي فعالية للهلال الأحمر حتى نقوم نحن بالمشاركة واتمام فعالياتنا. ويذكر الهاشمي أنه ساهم في كثير من المشروعات التطوعية الأخرى ومنها، حملة تطعيم نساء وأطفال منكوبي فيضان باكستان، والتي تضرر فيها أكثر من 20 مليون شخص، حيث شارك ولمدة 10 أيام في منتصف شهر رمضان 2010 مع الهلال الأحمر الإماراتي واليونسيف، في الحملة التي استهدفت تطعيم النساء والأطفال للوقاية من بعض الأمراض المنتشرة والتي ربما تكون خطيرة أو مميتة. رحلة المخاطر وقال: كانت الرحلة محفوفة بعديد من المخاطر، أولها حدوث تفجير في الفندق الذي يقيمون فيه قبل وصولهم بفترة قريبة، ولكن المسؤولين طمأنونا بأن الأوضاع أصبحت مستقرة، ولكننا رأينا العديد من خيم العائلات المتضررة من الفيضانات منتشرة في كل مكان، فقام فريق الهلال الأحمر بعمل عيادات باطنية وجراحة للأنف والأذن والحنجرة وعيادة عامة للتطعيم، ساهمت في تطعيم 100 ألف شخص في القرى المتضررة. ولفت الهاشمي، إلى أن هذه الفترة كان لها الأثر الكبير على نفسه، لأنه مهما رأينا في التلفاز أو سمعنا، رؤية الواقع الصعب الذي عاشه متضررو الزلزال فاق الوصف، ورغم كبر حجم المصيبة إلا أن وقفة الشعب الباكستاني والتعاون والاخاء فيما بينهم ودور الجمعيات الخيرية كان له أثر كبير في حماية وإنقاذ الشعب من الجوع والأمراض الناتجة بعد الفيضانات. ومن باكستان إلى فلسطين، وحملة أغيثوهم لدعم أهالي غزة، التي يقول إنه تطوع فيها مدة 10 ساعات ضمن فريق الهلال الأحمر الإماراتي ووسائل الإعلام في الدولة، وشملت الحملة تبرعات من كافة إمارات الدولة، وأقيم أحد مراكز التبرع في مركز الوحدة للتسوق وتم استقبال التبرعات بالهاتف وبثها مباشرة عبر قنوات التلفزيون الإماراتي، حيث كان دوره في مركز الوحدة متمثلا في تنظيم المكان وتوزيع الملحقات لتعريف الجمهور بالبرنامج الذي يقوم به الهلال الأحمر، فضلا عن المساهمة مع باقي المتطوعين لاستقبال مكالمات المتطوعين في مركز البدالة. منوهاً إلى أن التعامل مع الجمهور بشكل عام ليس بالأمر اليسير، حيث واجه بعض الصعوبات في مركز الوحدة للتسوق مثل رفض الناس للحضور واقناعهم بالتبرع، ولكن بفضل الله تم جمع مبلغ 315 مليون درهم. جهود إنسانية جرحى العراق كان لهم نصيبهم في تلك الجهود الخيرية الانسانية، عبر مشاركة الهاشمي زملاءه من المتطوعين، في استقبال 25 مصابا عراقيا بمطار البطين بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي وبعض المستشفيات الحكومية، فكان دوره مع زملائه استقبالهم في قاعة المطار والتخفيف عنهم والجلوس مع المصابين والاستفسار عن أي احتياجات لازمة للتخفيف عن معاناتهم، وتحديد وجهة كل مصاب ونقلهم إلى سيارات الإسعاف المتجهة إلى المستشفيات. ومن التطوع خارجياً ينتقل الهاشمي إلى الحديث عن جهوده التطوعية داخل الإمارات، ومنها المساهمة في الإشراف على إفطار الصائمين في جامع الشيخ زايد في عامي 2010 و2011، بالتعاون مع الهلال الأحمر ونادي ضباط الشرطة بأبوظبي الذي يتولى عمل عشرات الآلاف من الوجبات للصائمين على مدار الشهر الفضيل، فكان ترتيب الطعام وتنظيم عملية دخول الخيام يوميا لأكثر من 10 آلاف صائم عملية مرهقة للغاية خاصة مع اقتراب موعد الإفطار ودخول الصائمين بأعداد كبيرة في نفس الوقت، وضرورة قيام المتطوعين بالتنسيق بحيث يحصل كل شخص على إفطاره. تمارين الكوارث شارك الهاشمي، في تمارين كوارث وهمية وهما «برق» سنة 2009 و«أمان» 2010، التابعين للهلال الأحمر الإماراتي باعتباره يلعب دورا كبيرا في حال حدوث كوارث، ومكملا أساسيا لباقي الأدوار، مبيناً أن الكارثة الوهمية «برق» عبارة عن حريق كبير في أحد المباني. أما الكارثة الوهمية «أمان» ومكانها الوحدة مول، فيها اضطرت الشرطة لإخلاء المركز وإيواء مرتادي المركز إلى إحدى المدارس، فكان عليه مع المتطوعين تهيئة المدرسة لاستقبال المصابين القادمين من الخالدية مول. ومن المساهمات التطوعية والخيرية الأخرى، مشاركته في منظمة «تمني أمنية»، لمساعدة الأطفال ذوي الأمراض الخطيرة،. كما شارك في دورة «تأهيل المسنين» و«لغة الإشارة» و«حملة وقف العمل وقت الظهيرة وتوزيع الوجبات والهدايا على العمال». توثيق الأحداث حول ما ينوي تقديمه من أعمال خيرية خلال الفترة المقبلة، أوضح الهاشمي، أنه زاد موهبته في التصوير الفترة الماضية بشكل لافت، ولذلك يسعى إلى زيادة نشاطاته التطوعية في الفترة المقبلة بتوثيق أحداث وفعاليات مهمة داخل الدولة وخارجها حتى لو كانت محفوفة ببعض المخاطر مثل أماكن النزاعات والكوارث الإنسانية في أنحاء العالم. وينصح الشباب الإماراتي، أن يقدموا طاقاتهم للأعمال التطوعية سواء مع الهلال الأحمر أو الجهات التطوعية الأخرى لأن العمل التطوعي هي إحدى علامات الرقي للدول، وله شأن كبير عند الله، ويكفي أن يعتبره الشخص رداً للجميل للخير الذي يعيشه أو للوطن الذي يتيح له القيام بهذه الأعمال الخيرية، وغرس فينا عمل الخير دون مقابل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©