صرح وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أمس بأن سوريا “لاعب مهم” في منطقة الشرق الأوسط ولا يمكن تحقيق الاستقرار فيها من دون مساهمتها.
وقال أوغلو في حديث للتلفزيون السوري نشرته وكالة الانباء السورية (سانا) ان طريق السلام في الشرق الأوسط يمر عبر سوريا، ورأى أن العلاقات التركية السورية أصبحت “نموذجاً يحتذى به، ليس على صعيد المنطقة فحسب وإنما على الصعيد العالمي أيضاً”.
وقال أوغلو إن دعم الشعب التركي للقضية الفلسطينية هو دعم مطلق ونحن بدورنا كحكومة تركية نقوم بالدفاع عن حقوق الفلسطينيين على مختلف الصعد، وجميعنا مصممون على الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية كافة، كما أن عواطف الشعب التركي هي مع الفلسطينيين قلباً وقالباً.
وجدد أوغلو رفض بلاده تحسين العلاقات المجمدة مع إسرائيل مالم تقدم الحكومة الإسرائيلية اعتذاراً رسمياً وتعويضات عن النشطاء الأتراك التسعة الذين قتلتهم قوات بحرية إسرائيلية على متن السفينة التركية “مافي مرمرة” أثناء اعتدائها على “أسطول الحرية” الإنساني الدولي الذي كان متجها إلى قطاع غزة في البحر الأبيض المتوسط نهاية شهر مايو الماضي.
وقال “إن الهجوم على السفينة يعتبر جريمة كبرى ارتكبت في المياه الدولية، ولذلك فتركيا ما تزال تطالب إسرائيل بالاعتذار عنه ودفع التعويضات اللازمة وهذا حق مشروع”. وأضاف “هذه القضية لم تعد تعني الأتراك أو العرب أو حتى المسلمين، فقط بل هي مسألة إنسانية لأنه لا يمكن لأي ضمير إنساني أن يتقبل حصاراً ظالماً يتعرض له قرابة مليون ونصف المليون إنسان (في قطاع غزة) بهذا الشكل، ويجب على اسرائيل التخلي عن مثل هذه السياسات الخاطئة واتخاذ موقف يحترم القانون الدولي ونحن من جهتنا سنواصل المطالبة بحقوقنا والتمسك بها”. وتابع قائلاً “إن المجتمع الدولي، للأسف، لم يقم بالدور الذي يقع على عاتقه حول الوضع في غزة بالشكل الكافي”.
ورفض أوغلو دعوة وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان إياه في حديث صحفي لزيارة إسرائيل بهدف تسوية المشاكل العالقة بين الجانبين.
وقال لصحفيين في مدينة أرضروم شرقي تركيا “إن مثل هذه المسائل لاتناقش ولا تطرح عبر مقالات الجرائد، بل يتطلب الأمر وقفة مبدئية والتعامل الجاد عبر القنوات الدبلوماسية”، وأضاف “إذا كانت إسرائيل راغبة في تحسين علاقاتها مع تركيا، فيجب عليها الاستجابة للمطالب التركية الخاصة بالاعتذار الرسمي ودفع التعويضات جراء مقتل النشطاء الأتراك”. وشدد على حاجة إسرائيل الملحة إلى القيام بحملة “نقد ذاتي” لسياستها الخارجية.
عدد اليوم
