الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مطر أيلول» سينما تعرض قصيدة رومانسية فوق «توابيت»!

«مطر أيلول» سينما تعرض قصيدة رومانسية فوق «توابيت»!
3 مايو 2010 21:13
أنجز المخرج المتميز عبد اللطيف عبد الحميد تصوير ومونتاج فيلمه الروائي الجديد “مطر أيلول”، وتتواصل العمليات الفنية للفيلم في كل من تونس وبلجيكا، ليصبح جاهزاً للعرض. والفيلم من إنتاج شركة خاصة يديرها المخرج هيثم حقي لمصلحة محطة “أوربت”، وهذه هي المرة الثانية التي يقدم فيها عبد اللطيف نجم شباك التذاكر السوري وحاصد الجوائز على تأليف وإخراج فيلم لمصلحة القطاع الخاص، بعد فيلمه “قمران وزيتونة”. قصائد حب في فيلم “مطر أيلول” يصوغ عبد اللطيف قصائد حب رومانسية، تمتزج بالخيال، فيما يشبه الواقعية السحرية، وبشاعرية تعكس حياة البسطاء، ليقدم قصص حب واقعية تشمل أسرة بكاملها، فالفيلم يعيش حياة الحب في عائلة مؤلفة من ستة شباب وأب أرمل، والكل واقع في الغرام، من الأب “أيمن زيدان” الذي يعشق الخادمة “سمر سامي” إلى الأبناء الأربعة الذين يشكلون فرقة موسيقية، إلى الخامس الذي يبيع البطيخ، وانتهاء بالسادس الذي يعمل في غسيل السيارات، ويحرص يومياً على غسل سيارة الفتاة التي يحبها ويزينها بالورد، “إنها أسرة كاملة تحب ابتداء من الأب وانتهاء بأصغر فرد فيها”. هكذا يلخص عبد اللطيف فيلمه باقتضاب، فهو يقدم “حالات إنسانية تؤرقه، فينتج منها هذا الشيء الذي له علاقة بالحب”. وهكذا كان دأب المخرج في جميع أفلامه السابقة، فهو يركز على البسطاء في لحظات تمتعهم بالسعادة التي سرعان ما تتلاشى بفعل الواقع وظروفه!. وهو يروي في هذا الفيلم حكايات حب لأناس نصادفهم في حياتنا اليومية دون أن نلتفت إلى خصوصياتهم أو نفكر فيها. مع ترنيمات الحب وقصصه الرومانسية التي تدفع بالمحب إلى حد الموت في سبيل المحبوب، يفاجئنا عبد اللطيف بنهاية تختلط فيها الصدمة المأساوية بالخاتمة السعيدة، فهو يعتبر أن نهاية الفيلم تنتمي إلى النهايات السعيدة القائمة على شيء من الغصة، إذ إنها تفرح المشاهد وتحزنه في الوقت نفسه، مما حمل بعض النقاد على وصف هذه الخاتمة بالنهاية الشكسبيرية. ويفسر عبد اللطيف هذه النهاية لفيلمه الجديد، فيرى أننا نقدر قيمة الشيء بعد فقدانه، ولكي لا نفقده مرة أخرى، فهو يُبعث من جديد، وإذا كانت نهاية الفيلم مؤلمة، إلا أنها تحمل انبعاثاً جديداً على خلفية موجعة، ويبدو أن مسألة الحياة والموت تؤرق المخرج كثيراً، فهو يتساءل، لماذا يموت الحب؟. ولماذا نخسر دائماً؟. إن العاشق يشعر بأنه يمتلك الدنيا فيفرح، وعندما يفقد حبه يشعر بأنه خسر كل شيء، وهكذا كان حال الفتى العاشق الذي يغسل سيارة حبيبته كل يوم ويزينها بالورد، لكنها حين تموت نتيجة حادث سير، يقرر الانتحار، ويستأجر بنفسه من سيدفنه!. بين المقدمة والخاتمة بعد أفلامه العديدة عن البيئة والقرية الساحلية السورية، اختار عبد اللطيف أن يوجه من خلال هذا الفيلم تحية حب ووفاء لدمشق ولموسيقى أمير البزق الراحل محمد عبد الكريم، حيث يبدأ مطر أيلول بصور لدمشق بالأبيض والأسود في أربعينيات القرن الماضي، ونتبع أمير البزق وهو يدخل دار الإذاعة السورية حاملاً معه “البزق” ليعزف شارة البداية، وحين يباشر الأمير العزف على آلته، تبدأ صور دمشق لتختلط بكلمات أغنيته الشهيرة “رقة حسنك وسمارك”. وبرأي عبد الحميد فإن الفيلم ليس عن أمير البزق الراحل، ولكن أراد أن يوجه له تحية عبر موسيقاه التي ترافق الفيلم، ولاسيما تلك اللازمة الموسيقية التي تتكرر عند افتتاح إذاعة دمشق وعند إقفال برامجها منذ ذلك الوقت وحتى الآن. ويتضح من هذه التحية للموسيقي السوري الراحل أن عبد الحميد يحتفل بالموسيقيين كثيراً، وهو لا يتردد في الإعلان أنه موسيقي بالأساس، وقد سبق له أن أعد موسيقى تصويرية لفيلم تخرج صديقه المخرج أسامة محمد، وهو من خلال لفتته نحو محمد عبد الكريم وقبله نحو الملحن الراحل بليغ حمدي، يدعو لإعادة الاعتبار لهؤلاء المبدعين، الذين لم يكرموا بما يليق بإبداعاتهم. ورغم الشجن وترنيمات الحب، والتطرق إلى قضايا اجتماعية متعددة، فإن نهاية الفيلم تأتي مشوبة بالأسى، وإن كانت تفتح نافذة أمل معجون بالألم، مما يجعل عبد الحميد يشبه هذه النهاية “بإقامة عرس على توابيت”. جرعة وجع اختار عبد اللطيف ممثلي فيلمه بعناية شديدة، فأيمن زيدان ممثل محترف، ويملك كل الخصائص والمواصفات لأداء شخصية الأب، وسمر سامي لديها حضور جميل وجد فيه ضالته، أما الممثلون الشباب قاسم ملحو وجمال قبش ومازن عباس وميسون أبو أسعد وحازم زيدان وغيرهم، فهم يتمتعون بحيوية فائقة. ويرى عبد اللطيف أن فيلمه يروي بصيغة جديدة في الشكل والمضمون قضايا الحب، وهو مفعم بالعشق والموسيقى والوجع، وهنا الجرعة الزائدة في هذا الفيلم، لذلك انتظروا لتشاهدوا وتروا وتحكموا. ويعبّر المخرج الأكثر شعبية في سوريا عن خوفه الذي يزداد كل سنة عن السنة التي تسبقها، ويؤكد أن ذلك ليس تواضعاً منه، فهو له جمهور واسع، لكن هذا الجمهور لغز يباغت ويحيّر في تقبله لأي عمل جديد، وبالنسبة لمطر أيلول فإنه يرى أن هذا الفيلم سيلامس قلوب الناس بالتأكيد. فيلم سينمائي بكاميرا رقمية! مدة “مطر أيلول” ساعة ونصف، وجرى تصويره بكاميرا “رد وان” الرقمية، وسيعرض على محطة أفلام أوربت، وبعد أن أُنجِز المونتاج تجري حالياً عمليات المكساج في تونس، كما سيتم نسخ الفيلم في بلجيكا، حيث يشير المخرج والمنتج هيثم حقي إلى أن العمل جار لتحضير نسخة (35) ملم من الفيلم من أجل صالات العرض السينمائية، والمشاركة في المهرجانات السينمائية الدولية، وستكون أول مشاركة للفيلم في المسابقات من خلال مهرجان دمشق السينمائي القادم. مخرج البسطاء والجوائز يُعتبر عبد اللطيف عبد الحميد أكثر المخرجين السوريين شعبية ونجومية، وهو يُعتبر ملك شباك التذاكر في سوريا، إذ يستمر عرض أفلامه في الصالات السورية لعدة أشهر دون انقطاع، وهو حاصد الجوائز في المهرجانات العربية والدولية، ربما لأنه حقق وبنجاح معادلة الجماهيرية والارتقاء الفني. وقد سبق لعبد اللطيف أن كتب وأخرج سبعة أفلام روائية طويلة هي ليالي ابن آوى 1990، ورسائل شفهية 1991، وصعود المطر 1995، ونسيم الروح 1998، وقمران وزيتونة 2001، وما يطلبه المستمعون 2003، وخارج التغطية 2007، وأيام الضجر 2008. وقد حصدت أفلامه جوائز في مهرجانات محلية وعربية ودولية، وهو الأبرز حالياً بين جميع المخرجين السوريين والأكثر شعبية.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©