السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مترجمون: الروايات الإماراتية المعدة للترجمة محدودة والأزمة في غياب النقد

مترجمون: الروايات الإماراتية المعدة للترجمة محدودة والأزمة في غياب النقد
1 مايو 2017 22:58
نوف الموسى (أبوظبي) أكد نخبة من المترجمين في الإمارات، المتخصصين في نقل الأدب الإماراتي إلى اللغات الأجنبية، أن الروايات الإماراتية المعدة للترجمة، على مستوى جودة النص، والتي تعكس التجربة الإبداعية للكاتب لا تزال محدودة، مقارنة بالكم والنوع المطبوع في مجالات الرواية والشعر والنثر، وغيرها من الإنتاجات المعرفية، وذلك يعود بشكل رئيس إلى غياب منظومة النقد المتكامل، ودورها التفاعلي في إيقاظ روح النص، وتعزيز التنامي الفكري لدى الكاتب، وإبراز قيمة مشروعه الإبداعي، خاصة أن المترجمين يعتبرون أن حكايتهم مع ترجمة النص الإماراتي، تتشكل من طبيعة الحوار المفتوح مع النص، ومدى إمكانية ترجمة الأفكار والمفاهيم، من دون الارتباط المشروط بالترجمة الحرفية للكلمة، منوهين إلى القضية الأهم في مشروع الترجمة، وهي الجدل السائد حول مفهوم "خيانة النص"، من قبل المترجم، معتبرين أن المسألة متعلقة أساساً بالخلفية الحضارية التي يحملها المترجم عن ثقافة الكاتب، وثقافة اللغة التي سيتم بها ترجمة النص. منوهين إلى أهمية حضور "المدقق المختص" أو ما يمكن تسميه بـ "المراجع للنص"، خاصة إذا كان المترجم، الذي ينقل من العربية إلى اللغات الأخرى، ليس عربياً، وجميعها محاور نوعية أدارها عبد الرحيم آيت علا، ضمن جلسة "تجارب في ترجمة الأدب الإماراتي"، التي أقيمت مساء أول من أمس، بمجلس الحوار في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، بمشاركة كل من: الدكتور صديق جوهر، أستاذ الأدب الإنجليزي والنقد في جامعة الإمارات العربية المتحدة، الدكتور عبد الرحمن بيجار أستاذ الدراسات العربية، والحضارات والثقافة الشرق أوسطية، والدراسات الإسلامية في جامعة ويلفريد لورييه في أونتاريو، والكاتبة الدكتورة فاطمة حمد المزروعي، والدكتورة ليزلي ترامونتيني باحثة مختصة في الأدب العربي. توجه حديث الدكتورة ليزلي ترامونتيني، نحو الوعي بـ "الترجمة" كناقل بين ثقافتين. وباعتبارها مترجمة تنقل الأدب الإماراتي للألمانية، فإن أهم ما تبحث عنه هو بناء علاقة مع النص، بل تعتبره شرطاً ضرورياً لتقتنع بترجمة المنتج الإبداعي، حيث إن مجال عملها يتركز على الشعر تحديداً، موضحة أن هناك ظواهر انتقائية لمترجمين أجانب أو مستشرقين، عملوا على تركيز اختياراتهم بالقضايا الخاصة بالمرأة أو المهمشين والأقليات وغيرها، ولا تستطيع هي تحديد الدوافع من ذلك. ولكن بالنسبة لها فالأمر متعلق بمبدأ النص، الذي استشفت جماليته في العديد من الأعمال الأدبية، من مثل المجموعة الشعرية للأديبة الإماراتية روضة البلوشي. وحول رؤيتها للمشهد العام في الإمارات، أشارت الدكتورة ليزلي ترامونتيني، إلى أن نظرتها للأمور لا تحمل شمولية بالتأكيد فيما يخص الأدب الإماراتي، وأن ما يحدث أحياناً في اختيارها للنص، يأتي من باب "المصادفة"، والتعارف الاجتماعي بالكتّاب والمثقفين، من ينبهون المترجمين لبعض الإنتاجات اللافتة في الساحة الثقافية. بالنسبة للخبرة المعرفية والأدبية، التي نالها الدكتور صديق جوهر، طوال سنوات عمله في الإمارات، والتي ساهمت في تكوين البعد الاستثماري للنص في مشهد الترجمة للأدب المحلي، يؤكد جوهر أن الاهتمام بالنقد وإعادة اكتشاف مشروع الكاتب في الإمارات، سيعمل على فرز الإنتاجات الإبداعية ذات المضامين القيمة في جودتها اللغوية، وتكوينها الفكري القائم على التراكم المعرفي للمؤلفين، حيث يرى أن ما يقدمه الكتّاب الشباب، على مستوى الكم، لا يستحق بعضه أن يتم ترجمته للغات أجنبية، لكون أغلب تلك الإنتاجات، تقع تحت دائرة "التجريب". ولفت د. جوهر صديق إلى آخر أعماله في مجال الترجمة وهي مجموعة قصصية للكاتبة الإماراتية الدكتورة فاطمة حمد المزروعي، بعنوان "نهار الظباء"، وذلك لما احتفت به المجموعة بتاريخ وتراث دولة الإمارات، فمن جهته سعى الدكتور صديق جوهر، إلى توثيق الترجمة بالسؤال والتنبه لكل كلمة ذات خصوصية محلية. أوضح الدكتور عبد الرحمن بيجار، أن المترجم يضع في اعتباره طوال الوقت، المفهوم الخاص بالعلاقات والثقافات، مضيفاً أن ما يحدث مع النص، هو عملية بحث في كيفية طرح فكرة النص، أو من جهة أخرى، "الحقيقة التي تولد في النص ونراها"، فالرواية على سبيل المثال، هو أسلوب تحليلي والخيال يعطي فرصة للشخوص، للذهاب إلى مناطق البحث لدى المترجم، وهي أبواب الحوار وأمهات الأفكار في النص.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©