الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كابول تطالب بمحاكمة علنية لمنفذ مجزرة قندهار

كابول تطالب بمحاكمة علنية لمنفذ مجزرة قندهار
13 مارس 2012
كابول (وكالات) - حذر مسؤولون أميركيون أمس من احتمال وقوع هجمات انتقامية بعد مقتل 16 قرويا أفغانيا معظمهم من الأطفال والنساء في عملية اطلاق نار من قبل جندي أميركي تضعف موقف الغرب في هذا البلد. وفيما توعدت حركة طالبان أنها ستنتقم لكل قتيل في المذبحة، طالب البرلمان الأفغاني بأن تتم محاكمة الجندي القاتل محاكمة علنية في أفغانستان، مشيرا إلى أن “الشعب الأفغاني بدأ يفقد صبره أمام جهل القوات الأجنبية”. وحذر مسؤولون أميركيون والسفارة الأميركية في كابول أمس من احتمال وقوع هجمات انتقامية بعد مقتل 16 قرويا أفغانيا معظمهم من الأطفال والنساء في عملية اطلاق نار من قبل جندي أميركي تضعف موقف الغرب في هذا البلد. وسارعت واشنطن لتفصل عملية إطلاق النار التي أنحت باللائمة فيه على جندي أميركي وحيد عن جهود القوة الأميركية المؤلفة من 90 ألف جندي في أفغانستان ولكن قتل المدنيين سيلهب بالتأكيد من جديد الغضب ضد الغرب. وقالت السفارة الأميركية في بيان طارئ على موقعها على الانترنت إن “السفارة في كابول تحذر الأميركيين في أفغانستان من أنه نتيجة لحادث إطلاق نار مفجع في إقليم قندهار ضم عسكريا أميركيا فهناك خطر بحدوث مشاعر واحتجاجات مناهضة للأميركيين خلال الأيام المقبلة، لاسيما في الأقاليم الشرقية والجنوبية”. وقالت السفارة الأميركية أمس على تويتر إن قيودا فرضت على تنقلات كل أفراد السفارة في الجنوب. واتصل الرئيس الأميركي باراك اوباما بنظيره الأفغاني حامد كرزاي ووعده بالتوصل للحقائق بسرعة و”محاسبة أي شخص مسؤول بشكل كامل. وأضاف في بيان “هذا الحادث مأساوي ومروع ولا يمثل الطابع الاستثنائي لجيشنا والاحترام الذي تكنه الولايات المتحدة لشعب أفغانستان”. ووصف مسؤول أميركي في واشنطن الجندي المحتجز بانه سارجنت متزوج وله ثلاثة أولاد. وأضاف المسؤول إن السارجنت خدم ثلاث مرات في العراق ولكن هذه أول مرة يرسل فيها إلى أفغانستان. وقال أقارب وجيران للقتلى إنهم رأوا مجموعة من الجنود الأميركيين يصلون إلى قريتهم في منطقة بانجوايي في نحو الثانية صباحا ويدخلون منازل ويطلقون النار. ولكن وزير الشؤون الحدودية والقبلية الأفغاني أسد الله خالد قال إن جنديا أميركيا اقتحم ثلاثة منازل قرب قاعدته عند منتصف الليل وقتل 16 شخصا من بينهم 11 شخصا في المنزل الأول. وقال القروي حاجي صمد إن أطفاله وأحفاده كانوا من بين 11 من أقاربه قتلوا في الحادث. وقال صمد وهو يبكي في مكان الحادث وقد تلطخت جدران منزله بالدم إن الأميركيين “سكبوا مواد كيماوية على جثثهم وأحرقوها”. وقال جيران إنهم استيقظوا على صوت أعيرة نارية يطلقها جنود أميركيون وصفوهم بأنهم كانوا سكارى ويضحكون. ولم تعط ايساف التي يتولى قيادتها جنرال أميركي في الوقت الحاضر أي معلومات عن الدوافع الكامنة وراء قيام الجندي بالمجزرة. واتصل كرزاي هاتفيا بأسر الضحايا بمن فيهم رفيق الله وهو فتى في الـ 15 أصيب بجروح في الساق وقال للرئيس إن الجندي مزق ثياب النساء في المنزل وقام بإهانتهن. وروى رفيق الله في تسجيل هاتفي “لقد أتى إلى منزل عمي وكان يلاحق النساء ويمزق ثيابهن ويقوم بإهانتهن”، مضيفا “قتل عمي وابنه وابنته وجدتي وأحد الخدم”. من جانبه، قال مسؤول حكومي أفغاني أمس إن هذه المجزرة قد تلحق الضرر بجهود واشنطن للتوصل إلى اتفاقية استراتيجية مع كابول للسماح بوجود أميركي طويل المدى في أفغانستان. واتفاق الشراكة الاستراتيجية الذي تتفاوض بشأنه الآن واشنطن وكابول هو جزء محوري في استراتيجية واشنطن. وقال المسؤول الحكومي “هذا قد يؤخر التوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية”. وتعهدت طالبان بالانتقام “لكل شهيد .. ضد الأميركيين الهمجيين المختلين عقليا”. وسارعت إلى إرسال مقاتلين إلى المساجد في منطقة بنجاوي في ولاية قندهار لحضور تشييع الضحايا وحث السكان على التمرد. وروى عبد الخالق وهو أحد السكان المحليين”كانوا يقولون للناس”لقد أتى المحتلون الأميركيون الكفار إلى منازلكم وأهانوا نساءكم وقتلوا أطفالكم، فماذا تنتظرون؟ عليكم الخروج والتظاهر”. وطالب البرلمان الأفغاني أمس بأن تتم محاكمة الأميركي المسؤول عن المجزرة محاكمة علنية في أفغانستان. وأعلن مجلس النواب الأفغاني في بيان “نطالب بحزم وننتظر أن تعاقب الحكومة الأميركية المذنبين وأن تحاكمهم في محاكمة علنية أمام الشعب الأفغاني”. وبعدما ندد بمجزرة “وحشية وغير إنسانية” اعتبر أن “الشعب يفقد صبره أمام جهل القوات الأجنبية”. وفي لندن أكد متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس أن المجزرة التي نفذها جندي أميركي وذهب ضحيتها 16 مدنيا أفغانيا في أفغانستان لا تؤثر على خطة بريطانيا لانسحاب جنودها من هذا البلد في 2014. وقال المتحدث في مؤتمر صحفي عادي في مقر رئاسة الوزراء بلندن “إنه بكل وضوح حادث مأساوي وأفكارنا تتجه إلى أسر الذين قتلوا”. وأوضح “أنه بحسب العناصر التي علمنا بها، عمل شنيع ارتكبه فرد. وهناك تحقيق جار”. وأكد المتحدث “لكننا نبقى على الطريق التي حددناها” مشيرا إلى “خطة انتقال تدريجي للمسؤوليات إلى القوات الأفغانية” قبل الانسحاب المقرر للقوات الدولية بحلول نهاية 2014. وردا على سؤال عن خطر حصول أعمال انتقامية ضد القوات البريطانية، أقر المتحدث بـ”أنها مشكلة بالنسبة للقوات على الأرض”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©