«آي فون» منصّة جديدة للابتكار والثراء السريع

مع التزايد الكبير في المبيعات العالمية من الهاتف الذكي “آبل آي فون” في العالم أجمع، زاد عدد مؤلفي التطبيقات العالمية المخصصة للعمل على الجهاز. وبهذا يكون هذا الجهاز قد فتح باباً للربح أمام كل مبدع في التكنولوجيا الرقمية يمكنه أن يقدّم خدمة مبرمجة يمكن تنزيلها على الجهاز. ولقد تضاعف عدد الأجهزة المباعة من “آي فون” خلال الربع الأول من العام الجاري عما كان عليه خلال الربع الأخير من عام 2009. وعزت شركة “آبل” هذا النمو السريع إلى زيادة الطلب على الجهاز في آسيا وأوروبا وخاصة في الصين وكوريا الجنوبية. وشجّع هذا الانتشار السريع للجهاز، مطوّري الوظائف والحلول والتطبيقات الجديدة التي يمكن تحميلها على “آي فون”، على اغتنام الفرصة والإسراع في تقديم الخدمات الجديدة مقابل أجور اشتراكات محددة يتقاضونها من المستخدمين. ومن أمثلة هذه النشاطات أن شركة “تابيولوس” الأميركية بدأت مؤخراً حملة للبحث عن شركاء لمساعدتها على توزيع سلسلة من ألعاب الفيديو الجديدة المصحوبة بالموسيقى في الأسواق العالمية، ونشرت إعلاناً تطلب فيه من كل من يجد في نفسه الكفاءة للقيام بهذا الدور تقديم عرضه بسرعة. ويأتي هذا الإعلان بعد أن فوجئت شركة “تابيولوس” بارتفاع عوائدها من هذه الخدمة الجديدة إلى معدل 40? من مجمل مبيعاتها من المنتجات المختلفة التي تقدمها للأسواق. ويقول بارت ديسريم رئيس قسم ابتكار الألعاب الموسيقية في شركة “تابيولوس” إنه يتوقع نمواً قوياً لسوق الخدمات الجديدة المحمولة التي تقدمها شركته للتشغيل على منصّة “آي فون” وخاصة في الصين وكوريا الجنوبية واليابان. ومن الأمثلة الأخرى عن الدور الذي يلعبه “آي فون” كمنصّة لترويج الحلول الرقمية، ذلك الذي يتعلق بالعوائد التي تجنيها من ورائه شركة “ترافيكماستر كومبانيون” التي عمدت مؤخراً إلى ابتكار نظام جديد لإرشاد المشاة وأصحاب السيارات إلى الوجهة التي يقصدونها تحت اسم “نظام سمارتناف ساتيلايت نافيجيشن” Smartnav Satellite Navigation والجاهز للتنزيل على الهاتف الذكي “آي فون” من موقع “آي تيونز دوت كوم”. ويبلع النظام بمبلغ 35 جنيهاً استرلينياً، ويمكن أن يبلغ عدد المشتركين فيه مئات الألوف سنوياً؛ وهذا يعبّر عن ضخامة العوائد التي يمكن أن تجنيها الشركة المعنية من ورائه. ويمكن لهذا المثال أن يوضّح أهمية الدور الذي يلعب الجهاز “آي فون” كمنصّة عالمية لاستثمار الإبداعات والحلول على مستوى الأفراد والشركات ومؤسسات البحث والتطوير. عن صحيفة “وول ستريت جورنال” ومصادر أخرى