الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيت الألعاب الشعبية بالشارقة جسر للتواصل بين الأمس واليوم

بيت الألعاب الشعبية بالشارقة جسر للتواصل بين الأمس واليوم
6 أغسطس 2009 23:52
نظمت إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة ورشة تدريبية في الألعاب الشعبية تستمر حتى العشرين من أغسطس الجاري ببيت الألعاب الشعبية بمنطقة الشارقة التراثية، كما أكدت خولة الشامسي، مشرفة الفعاليات والأنشطة بإدارة التراث، مضيفة إن أعمال الورشة تنتظم يومياً من الساعة السادسة والنصف بعد الظهر حتى العاشرة مساء، بهدف توفير فرصة للفتيان والناشئة لاستثمار وقتهم بما هو مفيد. ويشرف على الورشة الباحث في التراث عبيد بن صندل، والاستاذ خالد المعمري والأستاذ معاذ الشامسي الذين يدربون الفتيان على اليولة وألعاب شعبية أخرى، إضافة إلى تعليمهم صناعة أدوات الألعاب الشعبية، ليساهموا في التعرف على التراث وحمايته. المكان بيت قديم يفوح منه عبق الأجداد، الوقت مساء، الجو حركة دائبة لشباب مفعم بالحيوية وهو يتعطش للتعرف على خبرات معلميهم في نهل كل ما يتصل بالألعاب الشعبية الإماراتية، وبعد فاصل من التصوير والمشاهدة، أكد لنا عبيد بن صندل أن هذه الدورة: «تعتبر دورة تنشيطية للشباب، بغية اكتساب أعضاء جدد لبيت الألعاب الشعبية في منطقة المريجة التراثية، وهي ترتكز على التراث والمأثور الشعبي الذي يتعلق بالألعاب الشعبية والأهازيج، وهي تتوجه إلى أولاد صغار من سن 12 حتى 18 سنة ليتدربوا على مختلف الألعاب الشعبية». تعزيز حضور الشباب وعن أهمية الدورة يقول بن صندل: «تحيي الدورة تراثنا في مجال الألعاب الشعبية، وتعزز وجود الألعاب القديمة في حياة الشباب لدرء خطر اندثارها، خاصة وأنها ألعاب حركية رياضية محببة، ولها مسميات قديمة مثل «الكرابي» وهي لعبة حركية تعطي الحركة العضلية لمن يمارسها، ولعبة «الميت» التي تتكون من فريقين الأول مهاجم والثاني مستقبل، بحيث يخرج من اللعب اللاعب الذي يتم إمساكه وطرحه أرضاً وعندها يقول: «ميت»، بالإضافة إلى لعبة «خبز رقاق» وهي قفز اللاعب من فوق شخص منحني في وضعية تشبه الركوع، وعندما يقفز اللاعب ويلامس أي جزء من جسم الشخص المنحني عدا ظهره يتم إخراجه من اللعبة، ولعبة «الدامة»، وهي لعبة ذهنية تشبه الشطرنج وتصل مدة اللعب فيها لعدة ساعات»، بالإضافة إلى «اليولة» وهي رقصة شعبية معروفة للجميع. لعب هادف وجميل تأتي أهمية تدريب الأطفال والناشئة على ألعاب الزمن الجميل، لتبعد شبح الخوف على الألعاب الشعبية الإماراتية والخليجية، بعدما حلت محلها ألعاب «الفيديو جيمز» والألعاب الالكترونية الحديثة التي غزت عالم أطفالنا، بعد أن امتلأت في مرحلة سابقة حجرة الواحد منهم بأكوام من الألعاب التي يواجهها وحيداً دون مشاركة اجتماعية أو سعادة تذكر، ومن هنا تأتي ضرورة العودة للتركيز على إعادة الروح لألعابنا الشعبية في مثل هذه الدورات والورش التراثية، بطريقة رياضية محببة تمكن أطفال الأجيال الجديدة من ممارستها والاشتراك فيها، وليس مجرد مشاهدتها عبر مجموعة مختارة من الأطفال تقوم بأدائها في المهرجانات التراثية، فهذه الألعاب على بساطتها أكثر إسعاداً لأطفالنا نظراً لتمتعها بعنصر التكوين الجماعي، الذي يساعد على إبراز شخصية الطفل، وتنمية روح المشاركة الاجتماعية وحب اكتشاف الذات والآخرين من خلال اللعب الهادف والجميل. جوائز بيت الألعاب حصل بيت الألعاب الشعبية منذ تأسيسه على العديد من الجوائز والميداليات والدروع وشهادات التكريم والمشاركة المحلية من الدولة، ومن دول مجلس التعاون الخليجي، من خلال المهرجانات التي شارك بيت الألعاب الشعبية في أغلبها، علما بأن مهرجان الألعاب بدول مجلس التعاون يقام مرة كل سنتين في إحدى دول المجلس. جسور ثقافتنا الشعبية لعبيد بن صندل التراثي الباحث، عدة مؤلفات من أهمها كتاب «الألعاب والأهازيج الشعبية في دولة الإمارات»، وكتاب «الأمثال والألغاز الشعبية في دولة الإمارات»، وكتاب «ملامح من التراث قبل النفط»، وكتاب «فنون البادية والحضر في العمل الفلكلوري والشعبي»، كما أنه يعتبر رائد لمسرح الشباب في دولة الإمارات، وله حكمة جميلة تختصر مشواره الطويل بقوله: «كل إنسان يبحث عن السعادة، هناك من يجدها في العمل، وآخر يحبها في فن يقدمه، أو مع صحبة يقضي معها أوقاتاً جميلة، وأنا ما زلت حتى الآن أنشغل بأشياء مفيدة، وأشعر وأنا أمارسها بسعادة لا توصف، وفي الوقت نفسه أمدّ جسوراً للأجيال الجديدة للتواصل مع ثقافتنا الشعبية»
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©