الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

223 قتيلاً بهجمات قبلية في جنوب السودان

223 قتيلاً بهجمات قبلية في جنوب السودان
13 مارس 2012
جوبا، لندن (وكالات) - قتل أكثر من 200 شخص يومي الجمعة والسبت الماضيين في هجمات قبلية جديدة بسبب عمليات سرقة ماشية على الحدود بين ولايتين في جنوب السودان، كما أعلن حاكم إحدى هاتين الولايتين لوكالة فرانس برس أمس. وقال كول مانيانج حاكم ولاية جونقلي (شمال شرق البلاد) التي انطلق منها المهاجمون من قبيلة المورلي لمهاجمة عناصر قبيلة النوير في بلدة رومييري ومحيطها على الحدود بين جونقلي وولاية أعالي النيل المجاورة، إن “عدد القتلى وصل إلى 223 كما أصيب 150 شخصا بجروح”. وأضاف مانيانج “نعتقد أن حوالى 300 امرأة وطفل خطفوا” وأنه تمت سرقة مئة ألف رأس بقر خلال هذه الهجمات الجمعة والسبت. وتعذر تأكيد هذه الحصيلة من مصدر مستقل في منطقة كثيرا ما يتغير فيها عدد الضحايا بشكل كبير بحسب المصادر. والمنطقة التي وقعت فيها الهجمات منعزلة جدا ولا توجد بها طرق أو شبكة هاتف نقال. وأعلنت منظمة انترناشيونال ميديكال كوربس غير الحكومية التي تنشط في اكوبو، وهي بلدة في ولاية جونقلي، وتقع على بعد خمس ساعات بحرا من منطقة الهجمات، في بيان أمس أنها عالجت 63 شخصا بينهم 60 “مصابون بالرصاص إضافة إلى كسور وجروح طفيفة”. وأضافت المنظمة غير الحكومية أن “شخصا فارق الحياة أثناء نقله إلى المستشفى”، موضحة أن إحدى فرقها التي توجهت إلى المكان لإجلاء جرحى “شاهدت جثثا لأشخاص قتلوا خلال المعارك”. ويبدو أن هذه الهجمات تأتي انتقاما لسلسلة هجمات سابقة مماثلة جرت في المنطقة نفسها في يناير بيد عناصر من قبيلة النوير بلغ عددهم حوالى ثمانية آلاف شاب مدعومين من عناصر من قبيلة الدينكا ضد قرى تابعة لقبيلة المورلي. وكان مسؤول محلي أعلن في تلك الفترة سقوط ثلاثة آلاف قتيل. واعتبرت الأمم المتحدة من جهتها أن “العشرات وربما المئات” من الأشخاص قضوا، من دون التمكن من إعطاء حصيلة أكثر دقة. على صعيد آخر اتهم مسؤول كبير سابق بالأمم المتحدة حكومة السودان بشن حملة إبادة ضد قرويين في منطقة حدودية بقصف المدنيين واستخدام أساليب تعيد إلى الأذهان الصراع في إقليم دارفور بغرب السودان. ونفت حكومة السودان الاتهامات قائلة إنه لا توجد حملة لاستهداف المدنيين أو جماعات عرقية معينة خلال قتالها المتواصل ضد المتمردين في ولاية جنوب كردفان. وقال موكيش كابيلا - الذي كان واحدا من أوائل مسؤولي الأمم المتحدة الذين دقوا ناقوس الخطر تجاه الأوضاع في دارفور عام 2004 ويعمل الآن ناشطا حقوقيا- في مقابلة مع (رويترز) إن لديه أدلة على أن الحكومة ترتكب جرائم ضد الإنسانية في منطقة جبال النوبة بجنوب كردفان. وقال كابيلا الممثل الخاص لجماعة أغيس المدافعة عن حقوق الإنسان إنه رأى خلال زيارته لجنوب كردفان في الفترة من 28 فبراير إلى الثاني من مارس طائرات الحكومة تستهدف قرويين غير عرب وتحرق محاصيلهم لإرغامهم على ترك أراضيهم. وقال لرويترز خلال المقابلة التي أجريت معه في لندن يوم الخميس “كان لدي إحساس كبير بأنني شاهدت ذلك من قبل كما لو أن الزمن عاد بي إلى دارفور عام 2004 عندما كنت منسقا للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.” وقال “هذا التهاب مزمن ..إنه (السودان) شهد أول إبادة في القرن في دارفور والثانية تحدث في النوبة”. وقال كابيلا إنه رأى أدلة على أن القوات السودانية تدمر المحاصيل في جبال النوبة. وأضاف “عندما تتجول ترى الأرض سوداء. بعضها بسبب الإحراق الموسمي في وقت الزراعة لكن المساحات الشاسعة (المحترقة) هي نتيجة للقصف. هذا لمنع الناس من الزراعة”. وسئل عما إذا كانت الأساليب ترقى إلى حد التطهير العرقي فقال كابيلا “هذا ما رأيناه. الأمر يتعلق بطبيعة الاستهداف..إنه ليس عشوائيا بل موجها”. وكان كابيلا قال للصحفيين عام 2004 إن ميليشيات موالية للحكومة تنفذ عمليات قتل ممنهجة تعيد إلى الأذهان عمليات الإبادة الرواندية في إشارة إلى مذابح 1994 التي قتل فيها 800 ألف من التوتسي والهوتو المعتدلين على ايدي جماعات من الهوتو في رواندا. ونفت الخرطوم تصريحاته لكن واشنطن والكثير من الجماعات النشطة استمروا في وصف العنف في دارفور بانه إبادة. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير ومسؤولين كبار آخرين لمواجهة اتهامات بتدبير عمليات إبادة في دارفور وهي الاتهامات التي ينفيها البشير. ونددت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة وجماعات نشطة أخرى بأعمال العنف التي وقعت في الآونة الأخيرة في جنوب كردفان. لكن كابيلا دعا الأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراء أشد صرامة فيما يتعلق بهذه الأزمة. وقال لرويترز “عندي أدلة واضحة على أن جرائم ضد الإنسانية ترتكب (هناك). يجب الاعتراف بهذا كأساس كاف لإجراء تحقيق مباشر من قبل السلطات المختصة دوليا وهي مجلس الأمن (التابع للأمم المتحدة).” وأضاف “نحتاج إلى تحقيق مناسب من مجلس الأمن وإذا منع السودان ذلك فهذا دليل كاف على أن لديه ما يخفيه”. ونفى السودان قصف المدنيين أو القيام بأي محاولة لإرغام أي جماعة على الخروج من المنطقة. كما نفى تسليحه لميليشيات للقتال معه أو التمييز بين الجماعات العرقية هناك. وقال ربيع عبد العاطي المتحدث باسم وزارة الإعلام السودانية لرويترز إن ما يحدث الآن في جنوب كردفان هو نزاع بين قوات الحكومة وقوات مدعومة من الحكومة الجنوبية في إشارة إلى دولة جنوب السودان المستقلة حديثا. وأضاف أنه ليس من سياسة السودان دعم أو تشجيع أي ميليشيا أو جماعة عرقية. ونفى السودان مرارا اتهامات بأن حملته التي بدأت عام 2003 لسحق تمرد منفصل لمتمردين في منطقة دارفور تصل إلى حد الإبادة. وفر آلاف المدنيين بسبب تصاعد حدة القتال الذي بدأ العام الماضي في جنوب كردفان بين القوات الحكومية وميليشيا متحالفة معها من جهة والمتمردين من جهة أخرى والكثير منهم من النوبة. وتقع ولاية جنوب كردفان على الحدود مع كل من دارفور وجنوب السودان الذي استقل في يوليو في إطار اتفاق سلام أنهى عقودا من الحرب الأهلية مع حكومة الخرطوم. وأيد الكثير من سكان جنوب كردفان، خاصة بين النوبة الجنوب خلال الحرب الأهلية لكنهم تركوا على الجانب السوداني من الحدود بعد انفصال الجنوب. واتهمت حكومة السودان جنوب السودان بدعم متمردي المنطقة لإشاعة الفوضى في المناطق الحدودية ومحاولة السيطرة على حقول النفط هناك وهي اتهامات ينفيها جنوب السودان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©