الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكتاب الديني يحافظ على مكانته رغم التكنولوجيا الوافدة

الكتاب الديني يحافظ على مكانته رغم التكنولوجيا الوافدة
6 أغسطس 2009 23:53
في عصر الفضائيات والانترنت، أصبحت المعلومات والمعارف الدينية سهلة ويسيرة، ويمكن الوصول إليها بمجرد لمسة زر على جهاز الكمبيوتر أو التلفاز، ودون أي تكلفة تذكر، ومع ذلك تبقى المكتبات الدينية صامدة في وجه هذه الهجمة التكنولوجية، محاولة الإبقاء على مكانتها في ظل هذا الزحف الالكتروني الحاصل. مصداقية الكتاب هل ستنجح المكتبات الدينية في الوقوف طويلاً والصمود أمام سرعة انتشار وسائل المعرفة الحديثة، وسهولة التعامل معها قياساً على الكتب والمعارف المطبوعة، أو حتى المسموعة منها. يقول صبحي هنداوي: «للإجابة على هذا السؤال يجب معرفة، أنه عندما نأخذ المعلومة عبر الفضائيات، فهي تكون في الغالب مقتضبة، تفتقد الاستفاضة، نظراً لضيق وقت البرامج أو لغيره من الأسباب، ولكن عند التوجه وشراء الكتاب ومطالعته، سيكون هناك شرح موسع عن القضية أو الموضوع الذي نبحث عنه، فالعلم لا يمكن أن يأخذ أبداً عبر الفضائيات أو شبكة الانترنت، ولكن بالرجوع إلى الكتب والمراجع، خاصة وأن الكتاب المطبوع أكثر مصداقية، وهو خاضع للمراجعة من قبل هيئات وجهات عديدة، بخلاف شبكة الانترنت التي لا تخضع لأي رقابة، والمعلومات والمعارف الموجودة فيها لا يمكن الجزم بصحتها، ولذلك فإن المكتبات الدينية ضرورة لا غنى عنها، حتى في ظل الثورة التكنولوجية التي نعيشها، والتي تطور يوماً بعد يوم. أشرف الأحنف بدوره يؤكد على هذا الرأي قائلاً: «طالما أنَّ الإسلام في حالة انتشار وتوسع، ستبقى هذه المكتبات موجودة، لأنها المعين الصادق لكل المعارف والعلوم الإسلامية، وما عداها من سبل ووسائل علمية، ليست أكثر من مكملات للكتاب المطبوع ودوره في حفظ العلوم ونقلها عبر الأجيال». ومن هنا، يشدد أشرف على أن المستقبل سيظل دائماً للمكتبات الدينية، لأنه لا يمكن ان نستقي معارفنا الدينية وتعاليم الإسلام، من خلال القنوات التليفزيونية أو شبكة الانترنت فقط، خاصة وأن بهم تضارب وتعارض في كثير من الآراء حول الأمور التي تهم المسلمين، بينما الكتب التراثية القيمة التي وضعها العلماء الثقاة موجودة على أرفف المكتبات الدينية ومتاحة لمن يبتغى المعلومة الصحيحة، التي لا لبس فيها ولا شك. اندثار الكاسيت من جانب العاملين في المكتبات الدينية، وتوقعاتهم حول مستقبل الأمكنة التي يعملون بها، والمتعلقة بها أرزاقهم وحياتهم، يقول صالح عبد الله الذي يعمل مسؤولا عن بيع الكتب في إحدى تلك المكتبات: «برغم ظهور المكتبات الرقمية وإمكانية توافر عشرات الكتب أو المجلدات على قرص مدمج واحد، جنباً إلى جنب مع تعدد القنوات الفضائية الدينية، وكثرة المواقع الإسلامية على الشبكة العنكبوتية، إلا أن المكتبات الدينية بشكلها الحالي سيظل قائماً حتى لو انخفضت إلى حد ما بعض مبيعاتها، لأن هذا يرجع إلى انصراف غالبية الناس لأساليب اللهو المختلفة، وليس لقصور في المواد العلمية الموجودة في تلك المكتبات، التي لا غنى للكثيرين عنها، ممن يسعون إلى امتلاك المعلومة الدينية الصحيحة والشاملة، ومن واقع أرقام المبيعات وخبرتي في مجال بيع الكتب الدينية لا تزال نسبة مبيعات الكتاب المطبوع مرضية إلى حد كبير، وإلا ما تسنى لنا اتخاذ هذه المهنة مصدر رزق نعتاش منه، ومهما بلغت التكنولوجيا من آفاق بعيدة، ستظل تلك المكتبات الدينية قائمة، لأن العمود الفقري الذي تعتمد عليه مبيعاتها هو المصاحف، التي لا غنى لأي مسلم عنها، فالمسلم مهما امتلك من وسائل تكنولوجية متقدمة، لا يمكنه الاستغناء عن قراءة القرآن الكريم عبر المصاحف، لما في ذلك من خير كثير ليس هذا مجال ذكره». وفي ذات السياق يرى عثمان فارع، الذي يعمل موزعاً للكتب والأشرطة وأقراص المدمجة المتضمنة مواداً دينية، أن المكتبات الدينية ستظل باقية، لأن «الكتاب هو الكتاب، حيث يمكنك أن تصطحبه معك في أي مكان، ومهما حدث تطور تكنولوجي، فهذا لن ينال من مكانة المكتبات الدينية وما فيها من كتب مطبوعة، والدليل على ذلك، أنه في السنوات الماضية ظهرت أشرطة الفيديو، والكاسيت الدينية، ولكنها أخذت في الاندثار الآن مفسحة المجال للأقراص المدمجة، مع ذلك، وبالتزامن مع هذه التغيرات، ظل الكتاب الديني المطبوع محافظاً على قيمته ومكانته». من جهته بدر الزمان عاشق علي، ويعمل في مبيعات الكتب الدينية منذ عدة سنوات، يذكر أن المكتبات الدينية ستظل باقية لأن امتلاك الكتب وقراءتها تعتبر متعة في حد ذاتها اكثر من الاستماع إليها أو مشاهدتها، وعلى سبيل المثال .. كيف يمكن مشاهدة أحد كتب التفسير والذي يتجاوز عدد صفحاته الخمسمائة ورقة؟ المسألة صعبة ولا يمكن أن تحدث... إذاً المكتبات الدينية بشكلها الحالي تعد منهلاً أساسياً من مناهل العلوم الشرعية التي لا يمكن لغالبية المسلمين الاستغناء عنها. جاذبية الفضائيات يقف محمد الهاشمي، البائع في إحدى المكتبات، إلى النقيض مما سبق حيث يذكر أنَّ المكتبات الدينية بشكلها الحالي في طريقها إلى الانقراض والاختفاء، وإنه يتوقع حدوث ذلك خلال ثلاثين أو أربعين عاماً على أقصى تقدير، وذلك بسبب التطورات التكنولوجية المتلاحقة، فضلاً عن أن مبيعات الكتب في تناقص مستمر، لأن الأجيال الجديدة، تسعى دائماً للمعلومة السهلة والبسيطة من خلال الانترنت والقنوات الفضائية، حتى من يسعى إلى تقوية معارفه الدينية منهم، يلجأ إلى الشبكة العنكبوتية باعتبارها الوسيلة الأسهل والتي اعتاد استخدامها أكثر من اعتياده على القراءة، خاصة وأن معظم زبائن المكتبات الدينية في ممن تجاوزا سن الأربعين، أي أن الأجيال الجديدة، تكاد تكون مقطوعة الصلة بالمكتبات الدينية وما يعرض بها من كتب، أو حتى أشرطة كاسيت، وأقراص مدمجة. ويشاركه الرأي نبيل محمد، الذي يعمل في مجال بيع الكتب منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، حيث يقول: «الجميع الآن يريدون المعلومة السهلة والميسرة عبر التلفاز والانترنت، خاصة وأن الفضائيات أكثر جذباً ومتعة من قراءة الكتاب، كما يعتقد كثير من الأجيال الجديدة، وهناك عنصر بالغ الأهمية أن معظم الدعاة ممن تملأ كتبهم أرفف المكتبات الدينية هذه الأيام، كان أول ظهورهم ومعرفة الناس بهم عبر الفضائيات، ومن ثم فإن الفضائيات استقطبت أعداداً هائلة من الشباب والباحثين عن المعلومة الدينية بشكل سهيل وبسيط»، ومن واقع خبرته يؤكد نبيل أنَّ المكتبات الدينية بشكلها الحالي، ستندثر، وربما يظهر شكل جديد لها يقتصر على بيع الأقراص المدمجة وغيرها من وسائل الجذب السمعية والبصرية. أما حسين عبد الجليل فيقول: «أصبحنا الآن في زمن السرعة والتقنية، وصار الكثيرون يسعون وراء الوسيلة التي تمكنهم من المعلومة في أسرع وقت، كذلك ساد في الآونة الأخيرة مفهوم عدم الاهتمام بالكتاب رغم أن التشديد على قيمة الكتاب وردت في القرآن الكريم في قوله تعالى (فيها كتب قيمة) وجاءت القنوات الفضائية لتقف عائقاً جديداً في سبيل تشجيع الناس على القراءة، لذلك يجب التنويه بمختلف الوسائل على أهمية قراءة الكتب وأخذ المعلومات الدينية منها وعدم جعل الانترنت المصدر الوحيد للحصول على المعرفة، كذلك يتوجب تقديم برامج في تلك الفضائيات تحث على القراءة من أمهات الكتب الإسلامية والتراثية في ترسيخ المبادئ الدينية الصحيحة في النفوس، وهذه السبل وحدها كافية بتدعيم مكانة المكتبات الدينية في ماجهة زحف الفضائيات والتوسع في استخدام الانترنت»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©