يوسف البستنجي (أبوظبي) – تضخ شركة أبوظبي الوطنية للطاقة “طاقة” استثمارات رأسمالية جديدة، في أصولها، بقيمة 8,26 مليار درهم (2,25 مليار دولار) العام الحالي 2013، بحسب خالد الصيعري، رئيس قسم العلاقات الاستراتيجية والشؤون العامة بالشركة.
وقال الصيعري في مؤتمر صحفي عقد بمقر الشركة بأبوظبي أمس، إن “طاقة” تخطط لضخ نحو 5,5 مليار درهم (1,5 مليار دولار) جديدة في الأصول الخاصة بقطاع النفط والغاز، في حين ستخصص 2,754 مليار درهم في قطاع الكهرباء والمياه.
وأوضح أن الإنتاج الكامل للشركة من النفط سيرتفع العام الحالي إلى 155,4 ألف برميل يومياً، وذلك بعد إضافة نحو 20 ألف برميل من الأصول التي استحوذت عليها من شركة “بي بي” في بحر الشمال، وذلك مقارنة بإنتاج 135,4 ألف برميل نفط مكافئ يومياً في 2012.
وقال إن الاحتياطيات المؤكدة من النفط الخام في المناطق العائدة للشركة في العالم ارتفعت بنحو 17 مليون برميل إضافية خلال العام الماضي، لتبلغ 599,6 مليون برميل مقارنة بـ582,6 مليون برميل في 2011.
وارتفعت إيرادات الشركة بنسبة 15% عام 2012 لتصل إلى 27,78 مليار درهم مقارنة بـ24,18 مليار درهم عام 2011 بدعم من قطاع إنتاج الماء والكهرباء.
ورغم أن “طاقة” سجلت تراجعاً في أرباحها الصافية بنسبة 13? لتنخفض إلى 649 مليون درهم في 2012 مقارنة بـ744 مليون درهم في 2011، إلا أن الصيعري أكد أن اقتراح مجلس الإدارة بتوزيع 10? من رأس المال أرباحاً على المساهمين يضع أسهم الشركة في مقدمة الأسهم في السوق المحلية من حيث قيمة التوزيعات نسبة إلى سعر السهم في السوق.
يذكر أن سعر السوق لسهم “طاقة” أغلق أمس على 1,34 درهم دون تغيير عن مستواه السابق، وعند هذا المستوى السعري تكون التوزيعات 7,5? تقريباً من القيمة السوقية للسهم. وقال الصيعري إن الشركة تمكنت من تعزيز ثقة المستثمرين العالميين بأدائها، حيث تمكنت من إصدار سندات بقيمة 7,345 مليار درهم (مليارا دولار) بنهاية العام الماضي على شريحتين، 5 سنوات و10 سنوات، بسعر فائدة يتراوح بين 2,5? إلى 3,5?، وهي أسعار الفائدة الأدنى مقارنة بالإصدارات في المنطقة، ما يؤكد ثقة المستثمرين.
وبين أن الشركة أصدرت هذه السندات من أجل الوفاء بالتزاماتها في تسديد سندات تستحق العام الحالي بنفس القيمة ولكن بفائدة تصل إلى 6?، ما يعني أن الشركة ستتمكن من تحقيق خفض في تكلفة التمويل.
وخلال عام 2012، أكملت الشركة العديد من عمليات التمويل، بما في ذلك إصدار أول صكوك لها، إضافة إلى إصدار أكبر سندات غير سيادية بالدولار الأميركي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عام 2012.
ولفت إلى أن الشركة جنبت مخصصات بقيمة 453 مليون درهم في عام 2012 لمواجهة انخفاض القيمة في أصول الشركة في أميركا الشمالية، وذلك بنسبة أقل بـ26,5? تقريباً من المخصصات التي جنبتها الشركة لنفس السبب عام 2011 والبالغة قيمتها 616 مليون درهم.
وبين أن الشركة باعت أصولاً بقيمة 1,9 مليار درهم (513 مليون دولار)، وأنها تمكنت من تحقيق أرباح بقيمة 367 مليون درهم (100 مليون دولار) نتيجة بيع تلك الأصول.
لكن الشركة اشترت بالمقابل أصولاً جديدة بقيمة 595 مليون درهم (162 مليون دولار).
وأشار إلى أن نحو 35? تعادل ما يقارب 42 مليار درهم من أصول الشركة مستثمرة داخل الإمارات، بينما نحو 80 مليار درهم مستثمرة في الأسواق الخارجية.
وقال إن الشركة مستمرة في ضخ مزيد من الاستثمارات لزيادة الطاقة الإنتاجية لمحطة تحلية المياه في الفجيرة، علماً أن الشركة تمتلك محطتين، هما الفجيرة 1 و2.
وأوضح أن الشركة تمضي في خطط التوسعة حسب المخطط، حيث تم الانتهاء من 80% من الأعمال الإنشائية الخاصة بمشروع توسعة محطة الجرف الأصفر بالمغرب حسب الميزانية المرصودة، وبالمثل، يمضي العمل قدماً بمشروع توسعة محطة تاكورادي في غانا، مع الحصول على جميع الموافقات المطلوبة والبدء بعملية الإنشاء. ودخلت شركة “طاقة” أيضاً سوقين جديدين خلال العام، بعد توقيع مذكرة تفاهم مع شركة الكهرباء الوطنية التركية تتعلق بتطوير مشروعات كبرى للطاقة في جنوب تركيا، إضافة للاستثمار بمحطة لتوليد الكهرباء في السليمانية في إقليم كردستان في العراق بقدرة إنتاجية تبلغ ألف ميجاواط.
وفي بحر الشمال في المملكة المتحدة، ورغم وجود تحديات تشغيلية، منها إيقاف العمليات التشغيلية بشكل غير متوقع، إلا أن الشركة استفادت من ارتفاع سعر خام برنت وعدد من عمليات الاستحواذ خلال العام، كان أهمها إبرام اتفاقية للاستحواذ على مجموعة من أصول شركة بريتش بتروليوم (بي بي) في وسط بحر الشمال.
ولمواجهة استمرار انخفاض أسعار الغاز الطبيعي، قامت الشركة ببيع بعض الأصول غير الرئيسية، والاستحواذ على مجموعة من الأصول الواقعة ضمن مناطق العمليات الرئيسية للشركة، وإغلاق بعض الآبار غير الاقتصادية.
وشهد الربع الأخير من عام 2012 ارتفاعاً طفيفاً في أسعار الغاز الطبيعي، التي حافظت على اتجاهها التصاعدي منذ ذلك الحين.
وقال الصيعري “نتوقع استمرار تحسن أسعار الغاز الطبيعي خلال الربع الأول من العام الحالي”.
كما أشار إلى أن الشركة حصلت على جميع التراخيص اللازمة للبدء بإنشاء أكبر مشروع لتخزين الغاز الطبيعي المسال في منطقة غرب أوروبا والذي سيتم بناؤه في هولندا.
عدد اليوم
