الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عن التعليم

عن التعليم
12 يونيو 2008 02:02
نشر البنك الدوليّ تقريراً في أربعمائة صفحةٍ باللّغة الإنجليزيّة عن حالة التعليم في العالم العربيّ، فلاحظ تراجُعاً كبيراً في مستويات التعليم حتى بلغت نسبة الأميّة بين العرب ثلاثين بالمائة؛ فبعد أن كانت المنظّمات والجمعيّات المحليّة تجاهد نفسَها من أجل تعميم التعليم بين الكبار، وهو ما كان يعرف تحت عنوان: ''محاربة الأمّيّة''، لم يعُدْ ذلك الاهتمام على النحو الذي كان عليه· كما أنّ المستوى النوعيّ للتعليم في العالم العربيّ تراجع إلى الأسوأ، ونحن نردّ ذلك إلى أسباب لم يتحدّث عنها التقرير، ومنها: ·1 العمل بإجباريّة التعليم في بعض البلدان العربيّة، المشرقيّة والمغربيّة معاً: فعلى الرغم مما في هذا السعي من نُبْلٍ يستحق التقدير، إلاّ أنّ محاولةَ جعْلِ التعليم في المرحلة الابتدائيّة، على الأقلّ، إجباريّاً تنشأ عنه مضارُّ لا تُنكر· ·2 من الأسباب المفضية إلى تدنّي مستوى التعليم الانفجارُ السكّانيّ، وهو ما يتولّد عنه إقبالُ عددٍ كبير من التلاميذ على المدرسة، وتلك سيرة تجعل هذا العددَ الكبير، في الصّفّ الواحد، خارج السيطرة البيداغوجيّة، إذ يستحيل على معلّم واحدٍ التحكّمُ في صفّ تعدادُه خمسون تلميذاً أو أكثر! ·3 إنّ المستوى التحصيليّ للمعلّمين، هو أيضاً، متدَنٍّ، في بعض هذه البلدان التي تنتهج إجباريّة التعليم، إذ هي مضطرّة إلى توفير العدد الكافي من هؤلاء المعلّمين، وذلك للعدد الهائل من التلاميذ، فيتولّد عن كثرة التلاميذ كثرةُ المعلّمين، وينشأ عن هذه الكثرة تدنّي المستوى التحصيليّ لهؤلاء وأولئك جميعاً· ومع أنّنا نحبّذ إجباريّة التعليم التي هي حقّ طبيعيّ لكلّ طفل عربيّ إلاّ أنّ ذلك يحتاج إلى ميزانيّة ضخمة، وإلى جيش من المعلّمين مكوَّنٍ تكويناً بيداغوجيّاً عميقاً وصحيحاً، ومثل هذه الميزانيّة الضخمة لا تطيقها خزائنُ كلّ الدّول العربيّة· ومن اللاّفت في هذا التقرير العجيب أنّه يجعل الأردن أوّل البلدان العربيّة عنايةً بالتعليم، وأجودها نوعيّة له أيضاً، مع أنّ هذا البلد الشقيق مصنَّف في قائمة البلدان العربيّة الفقيرة· والأعجب من ذلك أنّ هذا التقرير يجعل المملكة العربيّة السعوديّة، الغنيّة، عاشرةً في إشاعة التعليم ومستواه النوعيّ معاً· ولا غرابة، بالمقابل، في أن يكون المغرب واليمن والعراق في آخر الدول العربيّة للظروف التي يعيشها كلّ من هذه الأقطار الثلاثة· ونلاحظ أنّ التقرير تنبّه إلى وجود ضعف العلاقة بين التعليم في العالم العربيّ والنموّ الاقتصاديّ، لأنّ الدول العربيّة لا تُعنىَ كثيراً، عناية الأوربيّين، بالتكوين المهنيّ في المستويات الوسطى، فنجد المهندسين، ولا نجد المساعدين، ونجد الأطباء ولا نجد الممرّضين، وهلمّ جرّاً··· كما أنّ التعليم العربيّ يغلُب عليه الطبيعة الأدبيّة والإنسانيّة، وتقلّ فيه النزعة العلميّة والتقنيّة· وكلّ هذه عوامل تُفضي إلى ركود النموّ الاقتصاديّ، وإلى تفشّي البطالة التي تبلغ في العالم العربيّ، حسب التقرير، 14 في المائة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©