الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

بادية أبوظبي ووهج الذاكرة في «وين الطروش»

بادية أبوظبي ووهج الذاكرة في «وين الطروش»
2 مايو 2017 01:19
فاطمة عطفة (أبوظبي) لوحة تاريخية واقعية شاملة، تمثل حياة بادية أبوظبي وأبنائها بين الثلاثينيات والستينيات من القرن الماضي، هذا ما تضمنه كتاب «وين الطروش» الصادر عن «دار الكتب الوطنية» في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، والكتاب من تأليف الشيخة صبحة محمد جابر الخييلي. وبمناسبة صدور الطبعة الثانية من الكتاب الذي وقعته المؤلفة، مساء أمس، بحضور الإعلاميات، تحدثت عنه قائلة: «من أهم النجاحات التي حققها الكتاب في طبعته الأولى، اختياره من قبل لجنة مؤلفة من المثقفين والمختصين ليكون ضمن باقة كتب مبادرة (كتاب جريدة الاتحاد الشهري)، والذي يصدر بالتعاون بين (أبوظبي للإعلام)، وهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة». يسلط الكتاب الضوء على حياة بادية أبوظبي عبر تجربة حقيقية من عمق البادية عاشتها الكاتبة بنفسها، فاستطاعت تقديم تفاصيل ومعلومات دقيقة لم يطرحها أحد من قبل. وهي تأخذنا في رحلة ممتعة بين أرجاء بادية أبوظبي مستذكرة «زمان أول» بحلاوته وقساوته، مروراً بسرد وافٍ عن حياة البدو وعاداتهم، ومعتقداتهم، وطرق معيشتهم، إلى جانب صناعتهم وتجارتهم والتحديات التي واجهوها بخبرة واسعة ومقدرة فائقة. ويشتمل الكتاب على سرد مفصل عن الحياة اليومية للأسر البدوية الإماراتية في تلك الفترة، موضحاً دور المرأة في الحياة الاجتماعية والثقافية، والعادات والتقاليد والمعتقدات التي كانت سائدة في ذاك الزمان، إضافة إلى علاقة أهل البادية بسكان مدينة أبوظبي وقيمة الشعر عند البدو. تتجلى قيمة الكتاب الكبيرة، فضلاً عن معلوماته التاريخية، في أنه يتيح للجيل الحاضر والأجيال القادمة أن تطلع على هذا الموروث الثقافي الغني، فيأخذوا منه الحكمة والعبرة في مسيرتهم نحو المستقبل، وهم مزودون بأهم مبادئ الحياة وبكل فخر واعتزاز بهويتهم. الكتاب مصنف في موضوعات عدة، منها: ذاكرة المكان والترحال، هزع البوش ودروب الإبل، المروى سر الحياة، «الفريج» أسرة واحدة، السنع أسلوب حياة، بطولات الشباب، المرأة البدوية، بطلات البادية، والعلاقات والواجبات الاجتماعية البدوية، إضافة إلى موضوعات متعددة أخرى. اختتمت الشيخة صبحة الكتاب بمقولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه،: «من ليس له ماض ليس له حاضر ولا مستقبل»، وتقول الكاتبة: «كم كان ذاك الزمن رائعاً ببساطته وطيبة أهله، إذ كانت القيم والأصول والاحترام أهم ما تم تدوينه في دستور حياتهم، حيث الثقافة التي سبقت عصرها، والإيمان الحقيقي الذي كسا أرواحنا بالأمان، فاستطاع البدوي أن يتفوق على الحياة بقسوتها وتحدياتها، ويحق لكل من خرج من رحم هذه البادية أن يفخر بذلك، ويتباهى بأجداده الذين زرعوا قيم الحب والوفاء والشجاعة والإخلاص والولاء لهذا الوطن الغالي، ولكل ذرة من ترابه». والكتاب من حوار وإعداد فاطمة النزوري وتحرير شيخة محمد الجابري، ويقع في 164 صفحة من القطع الكبير، ومزود بصور مهمة من حياة البادية. يشار إلى أن أهم المعلومات الجديدة التي أضيفت في هذه الطبعة: «بطلات البادية»: رزنة الخييلي، موزة السويدي، حمده الخييلي، غريبة الخييلي، سلمى الخييلي. وأيضاً بطولات الشباب، وحادثة أم البناديق، قصة مبارك الخييلي، قصة شقيقتي مريم، إضافة إلى الأمثال الشعبية التي كانت تردد في البادية في ذاك الزمن. وكذلك لمحة من حياة المرأة البدوية وعملها كراعية، والنساء الطروش وصناعاتها وحكمتها وزينتها وطموحاتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©