الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

57 قتيلاً ذبحاً وطعناً بمجزرة دامية في حمص

57 قتيلاً ذبحاً وطعناً بمجزرة دامية في حمص
13 مارس 2012
عثر على جثث حوالي 57 امرأة وطفلاً في مدينة حمص، وسط سوريا مقتولين ذبحا أو طعنا، واتهمت المعارضة قوات النظام وميليشيا «الشبيحة» التابعة لها بارتكاب “المجزرة”، داعية إلى اجتماع عاجل لمجلس الامن الدولي، فيما اتهمت السلطات “مجموعات إرهابية مسلحة” بالجريمة. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من حمص “عثر على جثث ما لا يقل عن 23 طفلا و28 امرأة و6 رجال في حيي كرم الزيتون والعدوية، بعضهم ذبحوا وآخرون طعنوا على أيدي الشبيحة”. وبث ناشطون أشرطة فيديو وصورا مروعة عن الضحايا تظهر فيها رؤوس أطفال مدممة ومشوهة، وجثث متفحمة. وذكر العبدالله ان “عناصر من الجيش السوري الحر تمكنوا من نقل الجثث الى حي باب السباع في حمص الاكثر امانا”، ما مكن الناشطين من تصوير الجثث. وقال “تعرض بعض الضحايا للذبح بالسكاكين وآخرون للطعن. وغيرهم، خصوصا الأطفال، ضربوا على الرؤوس بأدوات حادة. وتعرضت فتاة للتشويه بينما تم اغتصاب بعض النساء قبل قتلهن”. وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن سبعة آخرين ذبحوا في حي جوبر المتاخم لحي بابا عمرو الذي كان معقلا لمقاتلي المعارضة. وقال وليد فارس وهو ناشط من حي الخالدية في حمص الذي لا يبعد سوى كيلومتر واحد عن كرم الزيتون، ان ما يتراوح بين 30 و40 دبابة وصلت إلى كرم الزيتون الليلة قبل الماضية. وقال لرويترز في اتصال عبر سكايب “نعرف الآن ان الشبيحة قتلوا أربع عائلات. لدينا 21 اسما ونحاول التأكد من بقية الاسماء. “الوضع هادئ الآن لكني كنت اسمع اطلاق النار طوال الليل”. وأضاف أن جميع الضحايا من الأغلبية السنية في سوريا. وذكر ان معظم القتلى سقطوا في كرم الزيتون لكن سقط قتلى في احياء أخرى. وذكر عنصر من الجيش السوري الحر فر ليلا من حمص الى لبنان لوكالة فرانس برس ان “الشبيحة، وبحماية من الجيش، اغتصبوا عددا كبيرا من الفتيات لا تتجاوز اعمارهن 17 عاما. تم اقتيادهن الى الملاجئ حيث تم اغتصابهن، ثم ذبحهن بالسكاكين”. وقال أبو محمد (38 عاما) ان عددا من الاشخاص الذين هربوا من حيي العدوية وكرم الزيتون رووا ما حصل. واضاف انه كان يقاتل الى جانب الجيش الحر في حي بعلبة في حمص وقرر المغادرة “بعد احتدام حدة المواجهات وصعوبة البقاء”. وأضاف انه ترك عائلته المؤلفة من زوجة وخمسة اولاد “عند اقارب في منطقة في حمص يسيطر عليها الجيش السوري، لكنني لم أنم طيلة الليل خوفا على مصيرهم بعد مجزرة كرم الزيتون والعدوية”. واشار الى انه سيعمل على استقدام عائلته الى لبنان. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان، ان مئات العائلات نزحت من بعض احياء حمص، لا سيما حي كرم الزيتون، بعد المعلومات عن “مجزرة” راح ضحيتها خمسون امرأة وطفلا في المدينة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي “هربت مئات العائلات من مدينة حمص ليل الاحد الاثنين، لا سيما من حي كرم الزيتون، خوفا من مجازر جديدة على ايدي قوات النظام”. واشار الى ان العائلات نزحت من احياء كرم الزيتون وباب الدريب والنازحين، مضيفا ان بعض هذه العائلات “نام أفرادها في العراء داخل سياراتهم”، لانهم لم يكونوا يعرفون الى أين يتجهون بعد اكتشاف “المجزرة”. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان الجيش السوري بات مسيطرا على حوالي 70% من مدينة حمص، وان بعض الاحياء في حمص القديمة لا تزال خارجة عن سيطرته. وهناك أجزاء من كرم الزيتون لا يزال المنشقون موجودين فيها، بينما أجزاء أخرى اصبحت خلال الايام الماضية تحت سيطرة الجيش و”قد وقعت المجزرة فيها”، بحسب المرصد. وفي حادث آخر، روى هادي العبدالله لوكالة فرانس برس نقلا عن شهود، ان عناصر من قوات النظام “جمعت امس الاول عشرات النساء والفتيات في ساحات عامة في كرم الزيتون، وعروهن وبدأوا يسخرون، وذلك أمام أعين أهلهن”. واضاف “ان بعض الاهالي الذين شهدوا إذلال بناتهم، قالوا لي انهم لم يستطيعوا إلا البكاء، لانهم كانوا مهددين بالسلاح”. ودعا المجلس الوطني السوري المعارض امس الى “جلسة عاجلة” لمجلس الامن الدولي، بعد “المجزرة” التي اتهم قوات النظام بارتكابها. واعلن المجلس الوطني السوري في بيان انه “يجري الاتصالات اللازمة مع كافة المنظمات والهيئات والدول الصديقة للشعب السوري بغية الدعوة لعقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي”. وندد بالجريمة المروعة التي عمد مجرمو النظام الأسدي الى ارتكابها في حيي كرم الزيتون والعدوية في حمص امس الاول وذهب ضحيتها قرابة خمسين طفلا وامرأة”. واشار البيان إلى ان “جرائم مماثلة كانت ارتكبت في معظم احياء المدينة”، معتبرا أنها “تقدم دليلا اضافيا على ان هذا النظام ومسؤوليه هم فئة ضالة مجرمة، مصيرهم محكمة الجنايات الدولية بوصفهم مجرمي حرب”. ودعا المجلس جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي والامم المتحدة الى “تحرك دولي فاعل”، وحث مجلس الأمن على “اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف عمليات الإبادة مهما كانت طبيعتها بما في ذلك التدخل العاجل والحازم لردع النظام بكل الوسائل التي تمنع استخدامه آلة الموت والقتل والتدمير”. ودعا المجلس الوطني أمس إلى “تدخل عسكري عربي ودولي عاجل” في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وجاء في بيان تلاه عضو المجلس الوطني جورج صبرا في اسطنبول باسم المجلس الوطني “نطالب بتدخل عسكري عربي ودولي عاجل، وبحظر جوي لمنع عصابات الأسد من الاستمرار في المجازر”. وأضاف بيان المجلس الوطني “نطالب بضرب آلة القتل وتسليح الجيش السوري الحر”. من جهته، قال رئيس المجلس الوطني برهان غليون “إن المجتمع الدولي لا يستطيع أن يستمر على وعود فارغة، ودول الجامعة العربية لا يمكن أن تستمر في إصدار بيانات إعلامية لوقف القتل”. وأضاف غليون “لقد حان الوقت لكي يتخذ المجتمع الدولي فعلاً إجراء جدياً وعملياً وفعلياً من أجل وقف هذا العنف، إن لم يكن عبر مجلس الأمن فليكن عبر مجموعة أصدقاء سوريا”. واعتبر أخيراً أن “سوريا مقبلة على مرحلة خطيرة جداً إذا استمر هذا العنف”. كما طالب البيان أيضا بـ”عمليات تسليح منظم لكتائب الجيش الحر الميدانية وبأقصى سرعة داخل البلاد، والتي تتولى الدفاع عن المدنيين وحمايتهم، وتقديم الأسلحة الدفاعية اللازمة التي تمكن شعبنا السوري من الدفاع في المدن والقرى التي يجري اجتياحها أو التخطيط لإقامة حرب إبادة ضد كافة مكونات الشعب السوري، وبدور فوري في الإطار العربي الدولي لفتح قنوات الدعم اللوجستي للشعب السوري والجيش السوري الحر”. ودعا المجلس الوطني أيضا إلى “عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لبحث هذه المجازر واتخاذ ما يلزم لمعالجتها وضمان عدم تكرارها وبلجنة تحقيق دولية خاصة بالمجازر الجارية لشعبنا السوري”. وقال وليد البني عضو المجلس الوطني السوري لوكالة الأنباء الألمانية من اسطنبول:”ندعو الأمم المتحدة إلى عقد اجتماع طارئ على الفور. ما حدث مذبحة موثقة بالأسماء والهويات”. وأضاف أن المجتمع الدولي لا يمكنه أن يقف صامتا أكثر من ذلك. من جانبه، دعا رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان الأمم المتحدة إلى “تشكيل لجنة تحقيق مستقلة عاجلة من قضاة مشهود لهم بالنزاهة للكشف عن مرتكبي هذه المجزرة، بالمقابل اتهم وزير الاعلام السوري عدنان محمود “مجموعات إرهابية” بارتكاب “افظع المجازر بحق السوريين في حي كرم الزيتون في حمص من اجل استغلال سفك الدماء السورية بهدف الضغط لاستدعاء مواقف دولية ضد سوريا”. وقال في تصريح لوكالة فرانس برس ان “بعض الدول التي تدعم المجموعات الارهابية المسلحة هي شريكة في الإرهاب الذي يستهدف الشعب السوري بكل أطيافه ومكوناته، وتتحمل مسؤولية نزيف الدم السوري من خلال دعمها للمجموعات الارهابية المسلحة بالمال والسلاح”. وكان مصدر إعلامي سوري قال في وقت سابق ان “الصور التي تعرضها بعض الفضائيات هي من جرائم المجموعات الارهابية المسلحة” التي “تخطف الأهالي في بعض احياء حمص وتقتلهم وتمثل بجثامينهم وتصورهم لوسائل إعلام بهدف استدعاء مواقف دولية ضد سورية”. وتابع ان “القنوات الاعلامية الدموية بما فيها الجزيرة والعربية، تشارك المجموعات الإرهابية المسلحة جرائمها وتعتمد المسلحين مراسلين لها في المناطق التي ترتكب فيها هذه الجرائم”. واضاف “اعتدنا على تصعيد المجموعات الإرهابية المسلحة لجرائمها قبيل جلسات مجلس الأمن بهدف استدعاء مواقف ضد سوريا”. ولفت الوزير الى ان هذه “المجزرة التي ذهبت ضحيتها اسر كاملة بينهم اطفال ونساء وشيوخ هي واحدة من المجازر التي تقوم المجموعات المسلحة بارتكابها في تصعيد لجرائمها بحق المدنيين”. وبث التلفزيون السوري صباح امس صورا لعدد من الجثث التي تم التمثيل بها، وبعضها مقيد الأيدي، مرمية في اماكن مختلفة. وقال التلفزيون إنها تعود لسكان حي كرم الزيتون في حمص، وأظهرت احدى اللقطات عبارة “من هنا مرت كتيبة الفاروق” على أحد الجدران. وكتيبة الفاروق تابعة للجيش السوري الحر، وكانت تقاتل قوات النظام خلال معارك حي بابا عمرو.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©