الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الخوف يصنع المعالجة.. و «الفرجة» تقود المنافسة

الخوف يصنع المعالجة.. و «الفرجة» تقود المنافسة
22 مارس 2014 23:33
الشارقة (الاتحاد) - شهد اليوم الخامس من مهرجان أيام الشارقة المسرحية في دورته الرابعة والعشرين، أكثر المنافسات سخونة، وجدلية من خلال العرضين: «سمره وعسل» للمخرج عبدالله زيد، و«الواشي» للمخرج رامي مجدي. وقد تراوحت آراء أهل المهنة بينهما، لكن «سمره وعسل» تفوقت، ويتوقع لها بحسب استفتاء «الاتحاد» أن تنتزع جائزة أفضل نص مسرحي، إذا ما صدقت توقعات الذين قالوا بذلك. الدكتورة عبير الجندي من الهيئة العامة للتعليم التطبيقي بالكويت، قالت إن «سمره وعسل» متكاملة شكلاً ومضموناً، وأثيرة في محلّيتها الخاصة وضخامة إخراجها، «لا نقول إنها تتفوق على «الواشي»، عن نص لبرتولد بريخت، وما تحمله من إسقاط سياسي على الراهن العربي، ولكننا نقول إنها من الأعمال الكبيرة على مستوى المضمون والتقنية ومناقشة هوية الشخصية الخليجية». المخرج والناقد الأردني حسين نافع، أعلن انحيازه لعرض «الواشي»، وإن كان خارج المسابقة الرسمية، فهو ينقلنا من خلال نازية هتلر إلى واقعنا العربي المأزوم في إطار مسرحي بديع يقوم على تكنيك وفنيات الحلم، ولا بأس أن أقول إن «سمره وعسل» فيها واقعنا العربي المأزوم. الدكتور الناقد العراقي باسم الأعسم، قال إن العرض الفرجوي «سمره وعسل» الذي قدمه لنا عبدالله زيد في إطار واقعي هو أقرب العروض إلى المشاهد البسيط، فيه مقاربة عربية بديعة بين الماضي والحاضر، وبه استشرافية تحترم ذائقتنا، وربما يتناغم مع «الواشي» في طرحه لمسائل الاستبداد والقمع وفكرة الخوف المختزنة في ذاكرة العربي من صاحب القرار. الممثل سلّوم حداد قال إن عرضي «الواشي» و«سمره وعسل» يحملان فكراً مستنيراً نحو قضايا مشتركة، ربما تتفوق «الواشي» في تقنيتها الإخراجية منذ عرضها في مهرجان أيام الشارقة للمسرحيات القصيرة في كلباء، لكني في الواقع أرى أن «سمره وعسل» تمثلنا، وتوقظ فينا الحس الجاهلي الظلامي، من خلال عدد ضخم من الممثلين. الكاتب والناقد والباحث التونسي يوسف البحري، أكد قيمة المضمون ومهارة المخرج في إدارة هذا المجموع الضخم من الممثلين في حيز محدود، في عرض «سمره وعسل» الذي يحمل كل مقومات نجاحه من فرجة ومحلية، واستلهام بديع للموروث الشعبي. وقال: أحب أن أوجه رسالة إلى ممثلي مسرحية «الواشي»، هؤلاء المقاتلين الذين اجتازوا حدود بريخت. الممثلة البحرينية شيماء سبت التي هنأت طاقم «سمره وعسل» بحرارة، وصفت العرض بالجميل الرشيق البديع بإسقاطه الفني السياسي على الراهن، وبلغته وإيقاعه، ومزاجه المحلي الخليجي إن صح التعبير. وحيّت ممثلات العرض الشابات اللواتي بذلن جهداً خارقاً لتأكيد حضورهن وسط نص يصور مجتمعاً محافظاً فيه دور المرأة محدود. الكاتب والناقد السوري عماد جلّول، أعلن انحيازه الكامل لعرض «الواشي»، ليس لأنه ينقل لنا صورتنا العربية التي تعكس مدى الظلم والاستبداد الذي نعانيه من الأجهزة القمعية من خلال نص لبرتولد بريخت، ولكن لأنه يتمتع بجودة في صناعة المشهد المسرحي، واستثمار أمثل لجسد الممثل في فضاء المسرح، ولأنه يحمل هدفاً ورسالة تتكئ على فنيات وتقنيات من تقنية المسرح المعاصر. الكاتب والأديب والناقد القطري الدكتور حسن رشيد، قال: هي ليست مسألة انحياز إلى عرض دون الآخر، لكن هناك تجربة تفرض نفسها من خلال جماليات الشكل والمضمون وحرفية المعالجة وهو ما تحقق لـ «سمره وعسل»، بهذا الحشد الضخم من الممثلين وكيف تم ضبطهم، في الواقع لقد كنّا أمام تجربة أمينة على مناقشة الماضي، لاستشراف الحاضر المؤلم مع كل أسف. الكاتب والناقد والاعلامي اللبناني عبيدو باشا، الذي أشرف على ورشة «كيف تكتب مقالة صحفي عن عرض مسرحي»، قال: أنا لست مع التصنيفات، ولكنني مع فكرة «هل كان شيء مهم أراد أن يقوله لنا صانع العرض»، وأعتقد أن «سمره وعسل» تحمل الفكر الجيد، والقدر الكافي من مقومات الفرجوية، وتحقيق حالة مسرحية كان الجمهور جزءاً منها. الدكتور الناقد حازم عزمي الأستاذ بجامعة عين شمس المصرية، وجد في عرض «الواشي» ممكنات هائلة من السردية المسرحية وفن التشخيص، وكيف يضطر الإنسان العادي في ظروف استبدادية لتأييد الديكتاتور، وكان لطيفاً أن يأتينا هذا العرض حاراً ساخناً لاذعاً في إسقاطه على الراهن العربي، وجرأة مخرجه في معالجة نص خطير كتبه فنان أكثر خطورة هو برتولد بريخت.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©