الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أحمد بن حمدان: البحر عشقي وكرة القدم لها أصحابها

أحمد بن حمدان: البحر عشقي وكرة القدم لها أصحابها
3 مايو 2010 23:36
يمثل الشيخ أحمد بن حمدان آل نهيان حالة خاصة لدى أهالي المرفأ، ووجهاً مميزاً في منافسات مهرجان المنطقة الغربية للرياضات المائية، بسبب حرصه من العام الماضي على المشاركة في المهرجان، وتأكيده الدائم على أن هذه المشاركة تعتبر واجباً عليه من أجل أن يساهم قدر استطاعته في النهوض بالمهرجان وتثبيت أركانه على الخريطة السياحية والرياضية؛ ولذا وخلال النسخة الثانية من المهرجان، كان حريصاً على المشاركة الفاعلة والدفاع عن لقبه الذي حققه في منافسات “الكايت سيرف” العام الماضي، ولم يكتف بذلك، وإنما دفع بنجله الشيخ محمد بن أحمد إلى منافسات القوارب الشراعية “فئة فورمولا 18”، من أجل الهدف ذاته، وهو دعم المهرجان، والوجود بين المشاركين. والحديث مع الشيخ أحمد بن حمدان، لا يحتاج إلى مقدمات، فبساطته تغري الجميع بالحديث معه، وعندها ستشدك تلك المعاني التي يركز عليها دوماً ويراها سبباً لانحيازه لعدد معين من الرياضات، وفق المبدأ الإسلامي “علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل”، وهي الرياضات التي ينحاز إليها انحيازاً كاملاً ويراها الأولى بالاهتمام. في المرفأ.. امتد الحوار مع الشيخ أحمد بن حمدان آل نهيان، من البحر إلى الشاطئ، إلى مراتع المدينة الخضراء، والتي يعشقها بدرجة كبيرة، وتناول العديد من القضايا الرياضية، وكان طبيعياً أن يحتل المهرجان والألعاب البحرية النسبة الأكبر في تفاصيل الحوار. الطابع التراثي في البداية، وعن مهرجان الغربية للرياضات المائية، أكد الشيخ أحمد بن حمدان آل نهيان، أن المهرجان نجح في تثبيت أركانه كفعالية بحرية رياضية مهمة، وفي نسخته الثانية، ازداد تألقاً وتطوراً، خاصة بعد إضافة عدد من الفعاليات البحرية المهمة، وبالذات الرياضات ذات الطابع التراثي، والتي كان الإقبال عليها كبيراً، وكانت مشاركتها ذات دلالة ورسالة مهمة. وأضاف أنه بطبعه شغوف بالرياضات البحرية، وأيضاً بالرياضات التي حث الإسلام أبناءه على الإقبال عليها وتعلمها، كالسباحة والرماية وركوب الخيل، وهو ما يحرص على تعليمه لأبنائه، مشيراً إلى أن للرياضات البحرية بالذات انعكاساتها على من يمارسها، وفوائدها الكبيرة، وقال: البحر مثلاً يعلم الإنسان اتجاهات الريح والمد والجزر، وينمي معرفته بالطبيعة، ويدفعه إلى الإبداع والابتكار والتفكير والتخطيط، خاصة أنه في البحر قد يكون وحده، وعليه التعامل مع معطيات الطبيعة. وأشار إلى أنه ليس ضد الرياضات الأخرى، ولكن هناك رياضات ميكانيكية، قد تساهم في التلوث، ولذا هو لا يحبذها ولا يميل إليها كثيراً، بينما الرياضات التي يمارسها ذات فائدة للبيئة، وضرب مثلاً برياضة “الكايت سيرف”، التي يمارسها، حيث يصفها بأنها رياضة غير ضارة، ولها فوائدها العديدة للبيئة، فإضافة إلى أنها تعتمد على العوامل الطبيعية ولا شيء غيرها، فإن حركتها في المياه تزيد من نسبة الأوكسجين، وتخفف من انعدامات ثاني أوكسيد الكربون، وتحرك الماء، مما يفيد الكائنات البحرية في الأماكن التي تمارس فيها هذه الرياضة. «الكايت سيرف» وأضاف: قرأت عن بحيرات في أوروبا لتربية الأسماك، وهناك، يستحث أصحاب هذه المزارع، ممارسي رياضات “الكايت سيرف” على التدرب في هذه المزارع، لما لذلك من فوائد للأسماك التي تعيش في هذه المزارع. وحول أعداد المشاركين من أبناء الإمارات في المهرجان الأخير، قال: بالرغم من أن العدد ازداد عن الموسم الماضي، إلا أنني لست راضياً عن نسبة المشاركة، خاصة أن كل شيء كان متوافراً ومحفزاً على المشاركة، واللجنة المنظمة “ما قصرت”، ووفرت المسكن وكل شؤون الاستضافة، ولم يكن هناك عذر لأحد، متسائلاً: لست أدري هل هو كسل أم خوف أم ارتباك؟ وتابع: أعداد الممارسين لهذه الرياضة في الدولة جيدة، فهناك في دبي أكثر من 30 مواطناً يمارسونها، وفي أبوظبي يزداد العدد عاماً بعد عام، إضافة إلى المئات من الأجانب، ولكن مشكلة هذه الرياضة بالذات، تتمثل في التحزبات، حيث يقسم اللاعبون أنفسهم إلى مجموعات، بحسب نوع وماركة “الكايت” الذي يستخدمونه، فهناك مجموعة “إف 1”، ومجموعة “آر آر دي”، وهكذا، مع أنه من المفروض أن هذه الرياضة تجمعهم، لافتاً إلى أن جوائز المهرجان، ربما ليست محفزة بالشكل الكافي، وطالب بإعادة النظر فيها ورفعها لتمثل حافزاً أكبر للراغبين في المشاركة، بالرغم من تأكيده على أن المهرجان وضع هذه الرياضة على الخريطة الرياضية والسياحية بالدولة، كما لفت إلى مشكلة قلة الغرف الفندقية في المرفأ، إذ قد لا يود البعض المبيت في الخيام التي أقامتها إدارة المهرجان. البحر عشقي الأول وعن كرة القدم في حياته، قال الشيخ أحمد بن حمدان آل نهيان: أعلم أنها اللعبة الشعبية الأولى، وأعلم أن جماهيريتها عريضة، وهي محط الأنظار ونقطة الضوء، ولكن البحر هو عشقي الأول، أما الكرة فلها أصحابها، وذلك على الرغم من أنني وأنا صغير لعبت الكرة في مركزي حارس المرمى والدفاع، ولكن بعد ذلك انصرفت عنها إلى هوايات أخرى، أراها أعظم فائدة، وأقرب إلى تحقيق ما حثنا عليه ديننا الحنيف، وهي رياضات لبناء الإنسان جسداً وروحاً، وهذا بالطبع لا يعني أنني ضد الكرة، فهي رياضة أيضاً ولها انعكاساتها على الإنسان وبنيته، ولكنها تحولت الآن إلى صناعة وتجارة، أكثر من كونها رياضة. وحول الدعوة التي تتجدد بإنشاء نادٍ للرياضات البحرية، سواء في المنطقة الغربية عامة، أو في المرفأ بصفة خاصة، قال الشيخ أحمد بن حمدان آل نهيان: الأمر لم يعد دعوة أو مجرد فكرة، فبعد النجاح الذي تحقق سواء لرياضة “الكايت سيرف” في النسخة الأولى، أو سباقات التراث، “البوانيش” و”الفريس”، والقوارب الحديثة، و”الكاياك”، وغيرها من الرياضات التي أثرت المهرجان، قدمت المنطقة مسوغات تفردها وأحقيتها إنشاء نادٍ فيها للرياضات البحرية، ومنذ النسخة الماضية للمهرجان، وبعد المستوى الذي أظهرناه، بدأت الاتصالات حتى يصبح هذا النادي واقعاً، وهناك اهتمام لافت من الجهات المعنية، وموافقات مبدئية، ولكن الأمر لا يمكن أن يتحقق في يوم وليلة، وقريباً -إن شاء الله- سيصبح هذا الحلم حقيقة، فبلدنا المعطاء سباق إلى كل ما يلبي رغبات أبنائه، طالما أنها واقعية وطالما أن لها مسوغاتها، وطموحنا أن يبدأ هذا النادي كبيراً وشامخاً، ولذا لا بد من الترتيب بتأنٍ لهذا الأمر. ميلاد «الكايت سيرف» خطف الأضواء من «الشراع» المرفأ (الاتحاد) - منذ سنوات قليلة، لم يكن هناك وجود لرياضة “الكايت سيرف” على خريطة الرياضة الإماراتية، قبل أن يتصدى الشيخ أحمد بن حمدان آل نهيان لها ويمارسها ويكتب شهادة ميلادها، ليصبح عدد الممارسين لها بالمئات، وتعد الإمارات عامة وأبوظبي بصفة خاصة، بيئة مثالية لهذه الرياضة التي تمارسها تقريباً كل دول العالم الساحلية، خاصة فرنسا، وإسبانيا، وجزر الكاناري وهاواي التي تنظم فيها أهم بطولات العالم في “الكايت سيرف”. وعن بداية تعلقه برياضة “الكايت سيرف”، قال الشيخ أحمد بن حمدان آل نهيان: بدأت مع هذه الرياضة فعلياً من عام 2002، وكنت وقتها أمارس رياضة الشراع، لكنني أبحث عن شيء أكثر إثارة، وأخبرني أحد الأصدقاء بوجود رياضة عالمية أخرى هي “الكايت سيرف”، فاستفسرت عنها، وتوصلت إلى وكيل لأدوات هذه الرياضة في دبي، فذهبت إليه واشتريت كل لوازمها، وشيئاً فشيئاً أحببتها واعتمدت على نفسي، إضافة إلى إلمامي بكل جديد عنها من خلال “الانترنت”، حيث أستعين بمقاطع فيديو لأبطال هذه الرياضة لأبدأ تطبيق ما رأيته، وبعد ذلك بدأت القاعدة تتسع، وبعد أن كان عدد من يمارسون هذه اللعبة قليلاً، ازداد العدد، وتم تنظيم بطولة في دبي، حصلت على المركز الأول خلالها في فئة المواطنين، وبعد ذلك وبالإصرار والتدريب المكثف تجاوزت مرحلة المبتدئين وأصبحت من محترفي اللعبة، وقد تلقيت دعوة من قبل للمشاركة في بطولة العالم بهاواي، ولكن الظروف حالت دون ذهابي، وإن شاء الله مستقبلاً إن لم أشارك أنا في هذه الفعاليات العالمية، فهناك العديد من أبناء الإمارات القادرين على المشاركة ورفع علم الدولة وتمثيلها التمثيل المشرف، ومن خلال سواحلنا وبقدرات أبنائنا لدينا القدرة إن شاء الله على الدخول إلى العالمية. وعن تكلفة هذه الرياضة الواعدة، وهل هي مؤهلة لتكون شعبية على سواحل الإمارات، قال: نعم هي مؤهلة لذلك تماماً، وتكاليفها ليست بالباهظة، حيث إن سعر “البورد” وهو لوح التزلج على الماء، مع الأجنحة والحزام لا يتجاوز خمسة آلاف درهم. التدريب في الضبعية وجزيرة ياس المرفأ (الاتحاد) - حول الأماكن التي يتدرب فيها على رياضة “الكايت سيرف”، قال الشيخ أحمد بن حمدان آل نهيان: بعد إغلاق منطقة “آلرأس الأخضر” أمامنا، اكتشفنا مكاناً مثالياً في الطرف الشمالي من جزيرة ياس، وهناك كان آخر في جزيرة الضبعية، وكلما سنحت الفرصة للتدريب، وكانت الرياح مواتية، نذهب على الفور إلى هناك، وأياً كان حجم ارتباطاتي أو أعمالي، لا أفرط في فرصة الرياح المواتية، وأذهب إلى البحر للتدريب وممارسة رياضتي المفضلة، لأكون دائماً في جاهزية تامة لأية بطولة أو فعالية. وعن البطولات التي يشارك فيها، قال: كانت الفرصة متاحة أمامي للمشاركة في بطولة العالم بهاواي، ولكن ارتباطاً ملحاً حال بيني وبين المشاركة، كما نظمت بطولة منذ فترة على نفقتي، وتولى الإشراف عليها كل من المدربين الدوليين، سامح الصغير وجاكوب، ولكن الرياح لم تكن مواتية تماماً، فحولناها إلى بطولة جر بالقوارب، وستكون هذه البطولة باسمي كل عام إن شاء الله، من أجل دعم اللعبة والدفع بها إلى الأمام. «الكايت باجي» و«الشراعي» والتجديف الواقف في الطريق المرفأ (الاتحاد) - لا يتوقف عشق الشيخ أحمد بن حمدان للرياضات الجديدة على “آلكايت سيرف”، فما زال لديه الجديد، والذي كشف عنه لـ”الاتحاد”، مؤكداً أن هناك عدداً من الرياضات التي يمارسها حالياً، ويتمنى أن يأتي اليوم الذي تنتشر فيه بين شباب الإمارات، خاصة أنها ملائمة تماماً لطبيعة البلاد. من هذه الرياضات، “الكايت باجي”، وهي فكرة “الكايت سيرف” نفسها، ولكنها تكون في الصحراء، على الرمال، وعبر الكثبان، ويتحرك “الكايت” فيها بسرعة تراوح من 60 إلى 100 كيلومتر في الساعة، ولكنها أكثر خطورة من “الكايت” البحرية، ويمارسها في مكان بالوثبة، بالقرب من قرية بوذيب للقدرة. كما يكشف عن هواية أخرى، هي “الباراجلادينج”، أو الطيران الشراعي على الهواء دون ماكينة أو أي عوامل مساعدة سوى الرياح الخفيفة، من 8 إلى 11 عقدة، ويمارس هذه الهواية على تل صناعي بالمكان ذاته الذي يمارس فيه رياضة “الكايت باجي”. أما الهواية الثالثة، فهي “التجديف الواقف”، وهي رياضة نشأت بجزيرة تدعى “فرنش بولونيجيا”، حيث يجمع الأهالي هناك ثمار جوز الهند، ويذهبون لبيعه، وهم وقوف يحركون القارب بمجداف واحد، وهي من الرياضات الجديدة التي لم تنتشر على نطاق واسع بعد، ولكنها مؤهلة لتكون من الرياضات البحرية الرائجة والشعبية.
المصدر: المرفأ
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©