الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

علي بن تميم: محمد بن راشد قدَّم رؤية متميزة لطبيعة العلاقة مع الموروث

علي بن تميم: محمد بن راشد قدَّم رؤية متميزة لطبيعة العلاقة مع الموروث
2 مايو 2017 12:23
دبي (الاتحاد) في جلسة بعنوان «الإرث المنسي للحضارة العربية»، في اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي المقام في دبي، بمشاركة نخبة من القيادات الإعلامية العربية والأجنبية، تناول سعادة الدكتور علي بن تميم مدير عام «أبوظبي للإعلام»، موضوعاً شائقاً، وحاول تقديم إجابة عن تساؤل مؤداه: «ما الفرق بين الإرث والتراث، وهل الإرث منسي أم مُتناسَى»، موضحاً أن «منسي» يُقصد به أن هناك عوامل سياسية وثقافية واجتماعية ساهمت في أن ننسى هذا الإرث، لكن حينما نقول إنه «مُتناسَى»، فإن هناك تعطلاً في العقل، مؤكداً أن تراثنا العربي فيه عناصر غنية ومضيئة. وأشار سعادة الدكتور علي بن تميم إلى اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بالموروث الثقافي العربي في كتابه «تأملات في السعادة والإيجابية»، حينما قال سموه: «منذ آلاف السنين وأبناء هذه المنطقة منبع الحضارات. لماذا لا يستطيع أبناؤهم اليوم تكرار التفوق الحضاري نفسه الذي حققه آباؤهم»، ويشير صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى ما عرفته دولة الإمارات العربية المتحدة في تاريخها من حضارات، ابتداءً من حضارة أم النار التي تعود إلى أكثر من 4000 عام قبل الميلاد، مروراً بمختلف الحضارات التي رسمت ملامح هذه الأرض، وشكلت الطبقات العميقة للثقافة في هذا الجزء من العالم. وتساءل سعادة الدكتور علي بن تميم: «هل ثمة موروث منسي؟ وإذا تنوسي هذا الموروث فلماذا تم تناسيه؟ وهل نحن إزاء موروث حي قابل للاستئناف الحضاري؟ مؤكداً أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قدّم رؤية متميزة لطبيعة العلاقة مع هذا الموروث، تقوم على ما أسماه بـ«النظرة الإيجابية لقدراتنا وإمكاناتنا»، وتشكل هذه النظرة منطلقاً للتعامل مع الماضي والحاضر، مشيراً إلى أنها شرط لعملية الاستئناف الحضاري، وأن سموه يبرهن على النظرة الإيجابية للموروث بقوله: «الحضارات تتفاعل مع بعضها، وتبني على علوم من سبقوها، وتبدأ من حيث انتهت عقول وأفكار من جاءوا قبلها»، مؤكداً أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يسعى إلى إبراز أهمية التراث، وجعله ركيزة فاعلة في عملية الاستئناف الحضاري الخلّاق. وتحدّث سعادة الدكتور علي بن تميم عن مسائل أربع، وقال: «إنها تشكل في مجموعها تراثاً حياً، ينبغي التوقف عنده وإعادة قراءته، بغية ربط الماضي بالحاضر، وهي الهوية، والمهمشون، والتسامح، والعلوم عند العرب». وأضاف سعادته: «إن التهميش أو «التمييز» عملية مركبة، يجتمع فيها الثقافي والاجتماعي الاقتصادي والديني، إذ يشعر الآخر المهمش بأنه ضحية، والمهمشون في الغالب أقلية تخضع لأكثرية غالبة ومتفوقة»، مشيراً إلى أن التهميش أو التمييز قد يعود إلى عقدة الاستعلاء العرقي، وأضاف: «إننا في دولة الإمارات نعتز بقانون مكافحة التمييز والكراهية الذي يقضي بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها، ومكافحة أشكال التمييز كافة، ونبذ خطاب الكراهية عبر مختلف وسائل وطرق التعبير». وذكر سعادة الدكتور علي بن تميم أن الحضارة العربية استطاعت أن تنشئ نهضة علمية في الفلسفة والطب والزراعة والرياضيات والصيدلة والكيمياء، وغيرها من العلوم التي كانت ثمرة التفاعل بين الواقع يومها والترجمة، وتابع: «إننا نعي تأثير العلم العربي في نشأة الحضارة الغربية»، مشيراً إلى أمرين مهمين: الأول أن نكف عن التباهي بالماضي على نحو يكشف عجزنا، ويجعلنا كالفقير الذي يتباهى بثروة أجداده التي ذهبت، والثاني استئناف العقلية التجريبية التي كان غيابها من أسباب تدهور حضارتنا، وقال: «إن هذه نقاط يعتبرها محوراً للحوار الحضاري، لأنها جوانب منسية، يجدر أن نتأملها، ونعيد التوقف عندها، بغية إقامة حوار حضاري فاعل».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©