الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحمل وانفعالات المرأة

8 يناير 2012
ذكرت في عدد سابق أن جسم الإنسان له ذاكرة ويتأثر بكل ما يحدث حوله كما يتأثر بكل فكرة تدور في ذهنة وكل كلمة يتلفظ بها وكل شعور يحمله داخل صدره. ونود هنا لفت انتباه الأخوات اللاتي حملن وهن غير راغبات في الحمل لسبب ما أن عدم الرغبة في الحمل قد تسجل في جسم الجنين وتعمل معه بسلبية قوية كلما زاد التفكير السلبي والمشاعر السلبية تجاهه، وهذا قد يحدث للجنين مشاكل صحية بدرجة معينة، أو من المحتمل أن يكون طفلاً لديه مشاكل نفسية إلا أن يشاء الله غير ذلك. فنحن لا نستطيع الجزم بحدوث ذلك ولكن نعطي الاحتمالية لكثرة المشاهدات التي درسناها والتي وصلتنا من أصحاب الخبرة ومن أصحاب القصص أنفسهم. ولذا نحن هنا ننوه ونبين لكي تأخذ السيدة حذرها في هذا الموضوع، وأن تزيل تلك الأفكار والمشاعر السلبية وتتوجه لله بالحمد على ما رزقها من نعمة الإنجاب، وأن تملأ كيانها بالسعادة والفرح وأن تأتي بكل سلوك إيجابي تجاه نفسها وتجاه ما تحمله في بطنها. وقد قرأت منذ زمن طويل في أحد كتب علم النفس عن طبيب نفساني كان يعالج رجلاً من مشكلة نفسية، وبعد عدة جلسات قام بها الطبيب بإرجاع ذاكرة الرجل إلى الزمن الذي كان فيه في بطن أمه أخذ الرجل يشعر بالضيق والحرارة والظلمة بشكل مزعج، فتعجب الطبيب من ذلك وبسؤال الأم تبين أنها أثناء حملها قامت بمحاولة للتخلص من الجنين حيث جلست في حوض مليء بماء ساخن لكي تجهض؛ لأنها لم تكن ترغب فيه. فما قامت به الأم سجل في ذاكرة الجنين وبقي معه في ذاكرته سنين طوالا. كما أخبرني أحد المعالجين عن حالة فتاة قام بعلاجها تبلغ من العمر 18 سنة لديها كره شديد لأبيها دون أن تعرف سبب الكره، وأثناء العلاج اكتشف جذر المشكلة للحالة حيث تبين حدوث شجار بين الأم والأب حول المكان المناسب للولادة فالأب كان يريد منها أن تلد في بلدته، والأم تريد أن تلد في بلدتها فغضب الأب وأهان الأم وانصرف، كل ذلك حدث قبل ولادة الفتاة بأيام قلائل. فقد سجلت ذاكرة الفتاة كل الكلمات والعبارات والانفعالات وهي لا تزال في بطن أمها، وقد حكت للمعالج كل الحوار الذي دار بين أبيها وأمها وهي خاضعة للعلاج. ونود الإشارة إلى أنه مثبت علمياً أن أول أدوات الحواس اكتمالاً في الشهر الرابع هي الأذن، ولذا فإن الجنين في هذه السن يسمع ما يدور حوله، كما أنه يشعر بما يحيط به ويحسُ بمشاعر أمه وانفعالاتها. ولذا دائماً ما ننصح الحوامل بعدم التعرض للانفعالات والتوتر والقلق بقدر المستطاع؛ والأمر نفسه عند الرضاعة عليهن بالراحة النفسية والذهنية والجسدية وحسن التفكير. كما ننصحهن بالتحدث للجنين كثيراً حتى يكتسب معلومات جيدة تؤثر بعد ذلك على ثقافته وشخصيته وتفكيره ومعتقداته. وعلى الأزواج مساعدة زوجاتهم في ذلك، فالزوجة تحمل في جوفها لبنة المستقبل وقوته. د.عبداللطيف العزعزي | dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©