الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأمن السوري يفض احتجاجاً في دمشق

الأمن السوري يفض احتجاجاً في دمشق
17 مارس 2011 00:20
قال شاهد إن قوات الأمن السورية فرقت نحو 150 شخصا تظاهروا أمام وزارة الداخلية بوسط دمشق أمس للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، وقال الشاهد إن عشرات من قوات الأمن انهالوا على الحشد بالهراوات وإن متظاهرا واحدا على الأقل أصيب في رأسه، وأضاف أنه شاهد قوات الأمن وهي تعتقل خمسة محتجين على الأقل، وكان عشرات من أهالي معتقلين تجمعوا في ساحة المرجة قرب وزارة الداخلية في وسط دمشق، وتجمع عشرات من أهالي المعتقلين والمؤازرين لهم أمام وزارة الداخلية حاملين صور المعتقلين ولافتات تطالب بحرية معتقلي الرأي في سوريا قبل أن تقوم قوات الأمن بتفريقهم واعتقال عدد منهم بينهم فتى. وذكر شهود عيان أن من بين الذين اعتقلتهم قوات الأمن المفكر الطيب تيزيني والناشط كمال شيخو والناشط مازن درويش والناشطة ناهد بدوية وعمر اللبواني ابن المعتقل كمال اللبواني، وتابع اهالي المعتقلين بعد تفريقهم مسيرهم باتجاه ساحة المرجة واندس بينهم عشرات آخرون في الساحة نفسها ليعبروا عن تأييدهم للرئيس السوري بشار الأسد، مرددين هتافات دعم له. كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المنظمة الحقوقية التي تتخذ من لندن مقراً لها في بيان أن شهود عيان أكدوا له أن قوات أمنية كبيرة اعتقلت ما يزيد على 25 شخصا. وعدد بين الموقوفين الكاتبة حسيبة عبد الرحمن والمفكر السوري الطيب تيزيني وعامر داوود زوج المعتقلة رغدة الحسن وسهير الاتاسي وخمسة من أفراد عائلة المعتقل كمال اللبواني. وأكد مدير إدارة التوجيه المعنوي في وزارة الداخلية محمد حسن العلي في تصريح أمام الصحفيين أن تقديم الرسالة “أمر طبيعي جداً”. وأضاف أن “استقبال الأهالي يجري في وزارة الداخلية بدون أي تظاهر حيث يتم الاستماع إلى شكواهم لعرضها على الجهات المختصة والبت فيها”. وأوضح أن “البعض استغل بعض الدعوات واندس في صفوف هذه العائلات وحاول إطلاق بعض الشعارات”. وبعد أن أشار إلى أن “هذه المنطقة من المدينة مكتظة بالسكان ليلا نهارا”، قال إن “بعض الأشخاص وأصحاب المحلات المحيطة تصدوا بشكل عفوي لبعض الأشخاص الداعين إلى التظاهر”. وانتقد رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي رد فعل السلطات الحكومية على التجمع السلمي. وقال إن “رد فعل السلطات الحكومية تجاه تجمع سلمي أمر مبالغ فيه وغير مقبول ويعتبر انتهاكا لحق التجمع السلمي المنصوص عليه في الدستور السوري”. وطالب ريحاوي “بالإفراج عن جميع المعتقلين على خلفية التجمع السلمي”. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن السبت أن عائلات الناشطين السياسيين في سوريا ستتوجه الأربعاء إلى وزير الداخلية سعيد سمور لمناشدته الإفراج عن أبنائهم، وقالت رسالة للعائلات نشرها المرصد “قررنا نحن عائلات المعتقلين التوجه إلى السيد وزير الداخلية الأربعاء، لتقديم معروض يتضمن شكوانا ومعاناتنا”. وأضافت العائلات أنها ستقوم بهذه الخطوة “بعد طول انتظار وإشاعات عن قرب الإفراج عن معتقلي الرأي في سوريا وبعد أن ذهبت آمالنا بلم شمل عائلاتنا بعد طول فراق، أدراج الرياح”. واكد أقارب 21 معتقلا للرأي أن أقاربهم الذين احتجز بعضهم منذ سنوات “أحبوا سوريا وطالبوا بها وطنا للجميع وتحت سقف القانون”، ومن بين المعتقلين المحاميان الناشطان لحقوق الإنسان انور البني ومهند الحسني وأطباء ومهندسون وكتاب. وكان أكثر من 40 شخصا شاركوا في احتجاج في وسط العاصمة السورية دمشق أمس الأول ورددوا شعارات سياسية قبل أن يتفرقوا بعد وقت قصير، وذلك في أول تحد لحزب البعث الحاكم منذ الاحتجاجات المدنية التي اجتاحت دولا في أرجاء العالم العربي. وأضاف الشهود أن المحتجين نظموا مسيرة في سوق الحميدية بالقرب من المسجد الأموي في مدينة دمشق القديمة قبل أن يتفرقوا في شوارع جانبية مما جعل من الصعب اعتقالهم على أيدي الشرطة السرية السورية التي عززت وجودها في أعقاب الاضطرابات التي أطاحت بالرئيسين التونسي والمصري. وكان الرئيس السوري بشار الاسد - الذي خلف والده قبل 11 عاما- قد قال إنه لا توجد فرصة لانتقال الاضطرابات التي تهز العالم العربي إلى سوريا. والرئيس السوري هو أيضا زعيم حزب البعث الذي يحكم البلاد منذ 1963 ويحظر المعارضة ويفرض قوانين الطوارئ التي لا تزال سارية في سوريا. وأظهرت لقطات قصيرة لشريط فيديو عرض في موقع يوتيوب بضع عشرات من الأشخاص في مسيرة بعد صلاة الظهر بالقرب من المسجد الاموي وهم يهتفون “وينك (اين انت) يا سوري وينك” و”الله وسوريا وحرية وبس”. كما ردد المتظاهرون “سلمية.. سلمية” وهي نفس العبارة التي كان يرددها المتظاهرون في مصر أثناء الاحتجاجات التي أسقطت حكم الرئيس حسني مبارك الشهر الماضي. وقال ناشط سياسي “الأعداد صغيرة لكن الاحتجاج كان مهما لأن قوات الأمن التي منعت كل أشكال التجمعات السابقة لم تعرف ماذا أصابها هذه المرة”. وأمكن سماع صوت الشخص الذي كان على الأرجح يلتقط الصور وهو يقول “بتاريخ 15 (مارس) اذار .. هذه أول انتفاضة صريحة ضد النظام السوري... علوية وسنية ومن كل أطياف سوريا بدنا (نريد ان) نوقع (نسقط) هذا النظام”. وفي علامة على حرص السلطات على منع انتشار الاحتجاجات أغلقت جامعة دمشق أبوابها مبكرا أمس الأول، وألغيت مناسبة نظمها المعهد الهولندي للدراسات الأكاديمية، وقال شهود إن قوات الأمن السورية عززت تواجدها حول ساحة سعد الله الجابري في مدينة حلب، ولم يصدر رد فعل من الحكومة السورية.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©