السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قمة الكويت تخوض في سيناريوهات الممكن والمستبعد

قمة الكويت تخوض في سيناريوهات الممكن والمستبعد
23 مارس 2014 17:22
محمد نوار (القاهرة) - على الرغم من أن القمة العربية التي تستضيفها الكويت في 25 و26 مارس الحالي، معنية بالبحث عن حل للأزمة السورية بتعقيداتها السياسية والأمنية والعسكرية، فإن الحلول والمبادرات لا تزال تصطدم بالمواقف المتضاربة للزعماء العرب، مما يقلل من فرص الحوار، ويزيد من معاناة وأوجاع الشعب السوري الذي تنحصر مناقشة قضاياه في البحث عن مزيد من الدعم الإنساني، مما يشير إلى انسداد الأفق وعدم الرغبة في التعاون لحل الأزمة، بجانب خلافات الزعماء بسبب دعمهم لأطراف الصراع مما فاقم الأوضاع إنسانياً وأمنياً. والقمة نفسها حتى بالاتفاق لا تملك مفتاح الحل وحدها خاصة في وجود أطراف خارجية كروسيا وأميركا، اللتين تمارسان أسلوب الحرب الباردة في المنطقة، إضافة إلى إيران التي تمثل الحاضر الغائب في القمة، وهناك عدد من خبراء العلوم السياسية والمحللين، يرون استحالة الخروج بحل للأزمة خلال القمة، ويشيرون إلى أن حضور ممثل عن المعارضة السورية على حساب حكومة نظام بشار الأسد سيعقد الأزمة. بين أوكرانيا وسوريا يقول السفير سيد قاسم مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق لشؤون الأمم المتحدة والمنظمات الدولية «إن الأزمة في أوكرانيا ستلقي بظلالها على القمة العربية في الكويت، نظراً لأنها أدت إلى مواجهة سياسية باردة بين الغرب وروسيا، خاصةً أن موسكو انتصرت في معركتها الدبلوماسية، ونجحت في ضم شبه جزيرة القرم ضمن جمهوريتها، وبالتالي فإن أميركا ستحاول رد هذه الصفعة على سوريا، بمعنى أنها ستقدم للمعارضة المسلحة مزيداً من الأسلحة والمعدات الثقيلة لمواجهة نظام الأسد.. وبالطبع لن تترك موسكو حليفها فريسة لهذه الأسلحة، وهو ما سيؤدي إلى تعقيد الأزمة السورية». ويضيف: «إن مواقف الدول العربية المشاركة في قمة الكويت مختلفة حول ما يحدث في سوريا، فهناك من يدعم المعارضة، وهناك من يدعم النظام ويؤيد موقف روسيا، وبالتالي فإن هذه الإرهاصات تطيل من أمد الصراع، وتخلف مزيداً من الأوجاع الإنسانية بين الشعب السوري، نظراً لأن العالم أصبح منقسماً إلى كتلتين، واحدة موالية لروسيا والأخرى موالية للغرب، ومن المحتمل أن يلقي هذا الخلاف في المواقف بظلاله على العالم العربي، وتحديداً على الوضع في سوريا، إضافة إلى القضية النووية الإيرانية، وقضية فلسطين، وبلاشك ستكون الأزمة السورية هي عنوان «الحرب القادمة بين الفرقاء»، لأنها ستحدد إلى حد بعيد ما ستؤول إليه هذه القضية مستقبلاً. من أين يأتي الحل؟ ويستنكر السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، مواقف بعض الدول العربية التي تقول إنها (معتدلة)، وتساهم في البحث عن حل للأزمة السورية، وفي ذات الوقت هي داعمة لموقف المعارضة المسلحة، ويقول: «هناك دول أخرى تقوم بدعم المتشددين والجهاديين الإسلاميين بالمال والسلاح، وهو ما أدى إلى حرب أهلية يصعب على المجتمع الدولي إيجاد طرق ملموسة لحلها»، ويتساءل من أين يأتي الحل؟. ويضيف: «الإجابة ببساطة أن قمة الكويت ستفشل في إيجاد طريق مشترك وهدف واحد يجمع الدول العربية حول الأزمة السورية، بالإضافة إلى أن الحكومة السورية منذ تصاعد الأزمة، وهي تقاطع جميع المؤتمرات والقمم العربية، بعد إسناد مقعدها كدولة إلى المعارضة التي يمثلها أحمد الجربا. ويعتقد خلاف أنه (الجربا) لن يستطيع نقل الصورة بصورة محايدة، وسينحصر دوره في إطلاع القادة العرب خلال قمة الكويت على آخر التطورات، ووجهة نظر المعارضة على حل الأزمة السورية، مع العلم أن المعارضة المسلحة المعتدلة ترفض أي حديث يتعلق بالدبلوماسية أو الحلول السلمية للأزمة السورية، وترحب فقط بالتدخل العسكري لإسقاط النظام، وبالتالي لن يجرؤ قادة قمة الكويت في الاستجابة لهذا المطلب، أوحتى دعوة مجلس الأمن بسرعة التدخل العسكري في سوريا، وإنما سوف تنحصر القرارات في إمكانية تقديم مساعدات إنسانية، ومناشدة الأمم المتحدة لسرعة تسوية الأزمة داخل أروقة مفاوضات جنيف المقبلة». ولاية رئاسية جديدة للأسد وتزداد الأزمة تعقيداً برأي سعيد اللاوندي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، حين يعلن الأسد ترشحه لولاية رئاسية جديدة معتبرا ان هذا القرار سيساهم في تأجيج الموقف العربي والدولي، ويشير إلى أن الدول العربية فشلت في اللحاق بالركب الدولي لتسوية الصراع المسلح بعيداً عن مناقشات الأمم المتحدة أو مجلس الأمن. ففي الوقت الذي ساهمت فيه دول الخليج سابقاً في تسوية الأزمة اليمنية بما يعرف بـ»مبادرة مجلس التعاون الخليجي»، فشلت في تحقيق هذا الهدف لاعتبارات عديدة، أبرزها رغبة بعض الدول العربية في تزايد الصراع السوري لفك نفوذها وتحالفها بعيداً عن إيران. ويراهن اللاوندي على تجاهل الأسد لتلك المناشدات المتوقعة من قادة قمة الكويت والعمل على ترشيح نفسه لولاية جديدة، لأن طهران وموسكو يدعمانه بالمال والسلاح، وما دام الأشقاء العرب غير قادرين على التدخل لإنهاء الأزمة فإن الصراع سوف يتفاقم على الصعيدين السياسي والعسكري، بالإضافة إلى أن الأسد يرى أن جميع الدول العربية تدعم قوى الإرهاب والتطرف، وساهمت في زعزعة استقرار بلاده، وبالتالي فإنه لن يلتزم بأي قرارات تصدر سواء من الجامعة العربية أو في أي قمة عربية قادمة، مشدداً على ضرورة التوصل لاتفاق مع المجتمع الدولي لإجلاء المحاصرين، وإدخال المساعدات الإنسانية لردع أي عواقب خطيرة ومأساوية على الأطفال في سوريا، خاصةً وأن المساعدات الإنسانية من أولويات المفاوضات بين الجانبين بوساطة المجتمع الدولي، وينبغي مواجهة هذه المشكلة أولاً، بينما من الممكن مناقشة دور الأسد في المستقبل. دعوات ولكن..! ويشير جمال سلامة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، إلى أن الدول العربية المشاركة في قمة الكويت ستنحصر مناقشاتها حول كيفية إيجاد حلول لعلاج الأزمة الإنسانية، كونها لا تمتلك أكثر من ذلك، ولذلك لابد من مضاعفة الجهود العربية والعمل مع المجتمع الدولي، وخاصةً مجلس الأمن لوضع حد لهذه المأساة الإنسانية، ويقول: «إن الدول العربية رغم أنها تؤكد على وجود حل سياسي للأزمة، لكنها أيضاً ترفض استبعاد تسليح المتمردين، رغم إدراكهم عدم وجود انتصار عسكري، ومن هنا لابد من إقناع روسيا بالتراجع قليلاً عن دعمها لحكومة انتقالية بمشاركة الأسد، مع وجود تعهدات عربية لضمان تدفق الغاز إلى موسكو، وتأمين مناطق نفوذها في سوريا حرصاً على إنهاء الأزمة». ويلفت إلى أن دور الأسد في المستقبل أوجد خلافات بين روسيا والغرب، ولذلك فإن العرب عليهم أن يكونوا أكثر استعداداً لتقبّل مثل هذه الخلافات، والقدرة على التعامل معها مستقبلاً. ويرى حول غياب النظام السوري عن القمة «أن مقاطعة الأسد لجميع المؤتمرات العربية تؤثر على إيجاد صيغة تفاهم عربية موحدة حول سوريا ما بعد حقبة الأسد، ولذلك فإنه من المتوقع أن يخرج بيان القمة النهائي بدعوة الأسد للتنحي، ولن يتطرق البيان حول ضرورة إنهاء تسليح المتمردين ضده لوقف إراقة الدماء في سوريا». «مخالب» إيران إلا أن عمرو الشوبكي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، يعتقد أن النظام السوري سيبعث برسالة للقمة تتمثل في مضاعفة القصف وتصعيد العمليات العسكرية على معاقل المتمردين في جميع أنحاء البلاد، وهي رسالة واضحة بأن سوريا لن تلتزم بأي مبادرات أو حلول يطرحها قادة الدول العربية في قمة الكويت، ويقول: «إن العالم خرج بتوصيات عديدة ومبادرات كثيرة لوقف إراقة الدماء في دمشق، ولكن الأسد يضع هذه الالتزامات بعيداً عن حيز التنفيذ، كونه يرى أن بلاده تواجه إرهاباً منظماً من جميع الدول العربية والغربية، وبالتالي ليس هناك وقت يضيعه في مثل هذه المؤتمرات أو القمم التقليدية،» ويؤكد أن القمة العربية لو نجحت في تعديل خطابها التصالحي مع إيران، من الممكن أن تكون أكثر مرونة في تسوية النزاع، خاصةً أن طهران تعاني من عزلة دولية في قضايا الشرق الأوسط بعد استبعادها من مؤتمر جنيف 2، وسترغب في رد الصفعة للمجتمع الدولي بتعاونها مع المجتمع العربي لتسوية الأزمة في سوريا، لكن بشروط وضمانات تضمن بقاء نفوذها داخل دمشق، وهنا يكمن التساؤل، هل ستوافق الدول العربية على تنحي الأسد مقابل بقاء نفوذ إيران في سوريا؟، ويجيب قائلاً : «لا أظن ذلك لأن العرب يريدون نزع مخالب إيران من قلب الدولة السورية، كما يريدون إنهاء حكم الشيعة التي يمثلها الطائفة العلوية، وإقامة حكم إسلامي على الطريقة السنية، ويشير إلى أن التفاهمات بين الدول العربية وإيران قد تستغرق سنوات طويلة لتسوية النزاع».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©