الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مشاركة دولية واسعة في اجتماع جدة لبحث وضع سوق النفط

مشاركة دولية واسعة في اجتماع جدة لبحث وضع سوق النفط
13 يونيو 2008 00:19
رحب ممثلون للمستهلكين ودول كبرى أمس بدعوة السعودية لعقد اجتماع يشارك فيه منتجو ومستهلكو النفط في الثاني والعشرين من الشهر الجاري في جدة لبحث تداعيات الارتفاع الملحوظ في أسعار النفط· ورحبت وكالة الطاقة الدولية الممثلة لمصالح كبار مستهلكي النفط في باريس أمس بالدعوة، وقال مدير الوكالة نوبو تاناكا: ''لا يمكن تحمل هذا الارتفاع في أسعار (النفط) بشكل مستمر كما أنه يشكل خطورة على النمو الاقتصادي العالمي'' مؤكداً أن تداعيات هذا الارتفاع في أسعار النفط ستكون ''قاسية على الدول النامية بشكل خاص''، وأكد تاناكا أن السعودية تقدم من خلال هذه المبادرة ''فرصة للتصرف الجماعي'' لنشر الأمان في السوق بالنسبة للتطورات المستقبلية· وكان مجلس الوزراء السعودي قد طلب الاثنين الماضي من وزير النفط علي النعيمي الدعوة لاجتماع قريب يضم ممثلين عن الدول المنتجة والدول المستهلكة والشركات العاملة في إنتاج وتصدير وبيع النفط للنظر في ارتفاع الأسعار ومسبباته وكيفية التعامل الموضوعي معه· وحث رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون على التوصل إلى حل عالمي لارتفاع أسعار النفط أمس وقال إنه سيسافر إلى السعودية لمناقشة الأمر مع أكبر منتج للنفط في العالم· إلى ذلك انخفض سعر الخام الاميركي الخفيف أكثر من ثلاثة دولارات أمس إلى 132,60 دولار للبرميل بعد ارتفاعه نحو خمسة دولارات أمس الأول، وفي الساعة 11:32 بتوقيت جرينتش هبط الخام الأميركي لعقود التسليم في يوليو 3,17 دولار إلى 133,21 دولار للبرميل· ولكن وزير النفط الفنزويلي رفاييل راميريز قال إن الاجتماع المرتقب لمنتجي ومستهلكي النفط في السعودية لن يسفر عن اتفاق لتغيير مستويات انتاج الخام، وقال راميريز إن أوبك تعمل بالفعل للحفاظ على التوازن في الاسواق ولذلك فإن اجتماع السعودية لن يكون منتدى لمناقشة الإنتاج· وأضاف قائلاً للصحفيين في كراكاس: ''انه ليس المكان للاتفاق على أي من هذه الأشياء·'' ومضى قائلاً ''آمل أن تتفهم الدول المستهلكة الرئيسية ان اوبك موجودة واننا نقوم بدور استثنائي في الحفاظ على التوازن في السوق''، وقال راميريز إنه لا يعرف ان كانت فنزويلا ستحضر الاجتماع· وقال ايضا انه لا يرى حاجة لأن تزيد اوبك انتاجها النفطي لأن الاسعار المرتفعة لا ترجع إلى نقص في الانتاج بل الى المضاربات في الأسواق وهبوط الدولار، وفي وقت لاحق قال الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز إن أسعار النفط أعلى من المستويات التي ينبغي ان تكون عندها لكنه حذر من انها قد تواصل الارتفاع· وأضاف قائلاً في كلمة عبر التلفزيون: ''ينبغي ألا يكون (السعر) حيث هو الان·· النفط ينبغي ان يكون حول 100 دولار للبرميل''، لكنه استدرك قائلاً ''النفط قد يصل إلى 200 دولار للبرميل·· هذا شيء قلناه منذ فترة''· وفي سياق متصل قال شكري غانم رئيس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط أمس إن إمدادات العالم من النفط كافية في الوقت الحالي لكن الإمدادات في المستقبل تمثل مصدراً للقلق مع اقتراب الانتاج من ذروته التي سينخفض بعدها، وقال غانم أيضا إن سعر النفط بلغ مستوى قياسيا لعدة أسباب منها المضاربات مما يجعل أي جهد لخفض الاسعار صعباً· كما قال وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني أمس إن زيادة انتاج المملكة العربية السعودية ودول أخرى من أعضاء أوبك من النفط لن تخفف ارتفاع أسعار النفط العالمية لانها ناتجة عن مضاربات في السوق· وقال الشهرستاني: ''نحن نعتقد أن زيادة انتاج أوبك من النفط لن تعالج مشكلة ارتفاع أسعار النفط''، وأضاف: ''حتى إذا رفعت السعودية انتاجها فإن ذلك لن يؤثر على السوق''، وأبلغ رويترز اثناء رحلة طيران إلى الأردن في زيارة دولة يقوم بها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن بغداد ستبحث حضور الاجتماع المقرر عقده يوم 22 يونيو الجاري في مدينة جدة السعودية عندما توجه إليها الدعوة، وأضاف: ''أوبك لا سيطرة لها على أسعار النفط العالمية الآن؛ المضاربون في سوق المعاملات الآجلة وراء ارتفاع الأسعار·'' وقال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون للصحفيين في مؤتمره الصحفي الشهري أمس: ''السعوديون اتفقوا الآن على عقد اجتماع على مستوى رفيع في جدة يوم الأحد بعد القادم لمعالجة هذه القضايا· وأنا أؤيد بشدة هذه المبادرة''· وأضاف: ''سأسافر إلى جدة لبحثها مع الملك عبدالله· وسأقترح على الملك انه إذا تطلب الأمر فيسعدني ان استضيف قمة تالية للمتابعة على مستوى رؤساء الدول في لندن''· وأكد براون مراراً على الحاجة لاستجابة اكثر تنسيقا لارتفاع اسعار الغذاء والطاقة في الأيام القليلة الماضية قائلاً بعد اجتماع مع جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الأوروبية الأسبوع الماضي إن الاتحاد الذي يضم 27 دولة يحتاج لوضع سياسة مشتركة للحد من ارتفاع التكاليف· وأكد براون هذه الرسالة مجدداً أمس وقال انه سيثير الأمر كذلك في قمة مجموعة الثماني في اليابان الشهر المقبل، وقال: ''اسعار النفط العالمية زادت إلى ثلاثة أمثالها واسعار القمح والذرة زادت إلى مثليها مما أضر بشدة بجميع الدول ونحن من بينها''، وأضاف: ''في المستقبل المنظور من المتوقع أن يفوق نمو الطلب على الغذاء والنفط والسلع المعروض منها·'' وارتفعت أسعار النفط بنحو 40% منذ يناير كانون الثاني الماضي وتبلغ حالياً نحو 135 دولاراً للبرميل لكن منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) قالت زيادة امداداتها لن يخفف من ارتفاع الأسعار· وكان ممثلون عن المنتجين والمستهلكين قد التقوا خلال اجتماع عقد في روما في ابريل لكنهم لم يتفقوا حتى على أن السعر مرتفع جداً رغم أنه كان في ذلك الحين دون مستوياته الحالية نحو 20 دولاراً· ويقول مصدرو النفط إنه ينبغي ترويض تدفقات استثمارية هائلة تساهم في ارتفاع أسعار النفط وسائر السلع الأولية، وقال مصدر بالصناعة ''المملكة يساورها قلق حقيقي وتريد أن يشارك أكبر عدد ممكن من أصحاب المصلحة وأن يقدموا بعض المقترحات الجادة لترشيد المضاربة''، وكان عبدالله البدري الأمين العام لمنظمة أوبك قد قال يوم الثلاثاء الماضي إن الدعوة ستوجه إلى بنكي الاستثمار جولدمان ساكس ومورجان ستانلي حضور الاجتماع· والبنوك من قبيل جولدمان ومورجان هي من المرددة دائما أن العوامل الأساسية لسوق النفط هي عنصر رئيسي في ارتفاع الأسعار موجهة بذلك رسالة تبعث على صعود الأسعار في سوق الخام، ورفع جولدمان توقعاته لسعر النفط في مايو في ذات اليوم الذي قالت فيه السعودية إنها سترفع المعروض· وطغت توقعات جولدمان على إشارة السعودية إلى السوق ودفعت السعر إلى مستوى قياسي جديد آنذاك، وقد يتطلب الأمر ما هو أكثر من عقد اجتماع في مدينة جدة على البحر الأحمر لإقناع بنوك الاستثمار بأن العوامل الأساسية ليست مسؤولة عن ارتفاع الأسعار· ويراهن المستثمرون الذين يشترون في سوق النفط للمدى الطويل على أن المعروض سيجد صعوبة في تلبية الطلب لسنوات في المستقبل، وهم لا يقرون قط بأن نشاطهم يضخم السعر بشكل مصطنع· وقال سام بودمان وزير الطاقة الأميركي الذي سيحضر الاجتماع في وقت سابق أمس الأول إن أكبر بلد مستهلك للطاقة في العالم يختلف في الرأي مع الرياض بشأن ارتفاع أسعار النفط، وقال بودمان: ''المسألة هي أن بيننا خلافاً في الرأي·· السبب الذي نراه وراء هذه الأسعار المرتفعة للغاية للنفط هو العرض والطلب''·
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©