الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

التكنولوجيا تنصف!

13 مارس 2015 22:23
في أحد المحاور التي تطرق لها النقاش حول الأدب الإماراتي كان الحديث عن النشر، وعندما جاء دور أحد مبدعينا الشباب المتميزين لكي يبدي رأيه، تحدث عن النشر الحر، أو النشر الذاتي الذي يراه البعض أفضل مقارنة بالنشر التقليدي الورقي، باعتباره تقنية متقدمة أكثر مرونة واستجابة لروح العصر وإيقاعه السريع، وبالتالي فهو أكثر جدوى، ورغم أن النشر الذاتي، أو النشر الحر أو الكتاب الإلكتروني شيء فرض نفسه كواقع، إلا أن أختكم ما تزال تقف عند حدود الكلمة. مالذي يعنيه هذا النوع من النشر، مفهومه.. هل يعني إعادة رسم أشياء، مثل مفهوم الأدب والنقد الأدبي، وبالتالي أن يصبح الكاتب شاباً، أي قادراً على استيعاب ما يحدث من حوله وقوانينه التي لابد منها؟ السؤال عن مفهوم النشر الذاتي، تكرر مع أختكم هذه المرة، عندما اطلعت على تقرير عن النشر الذاتي والمرأة، أخواتي النساء لم يدخرن وسعاً، فقلن في موضوع النشر التقليدي (النون وما يصنعون) واتهمن النقاد بتبني معايير ذكورية تعمل كحجر عثرة في طريق المرأة الكاتبة لمصلحة الرجل الذي يعامل تبعاً لجنسه، وتزيد على ذلك بحصر المرأة في تأليف الأدب الرومانسي وأدب الطفل، فما كان من نساء الغرب إلا أن لجأن إلى النشر الحر، لإثبات أن مواهب المرأة الإبداعية لاتقل عن مواهب الرجل. طبعاً، التكنولوجيا تنصف، لم تخذل المرأة، ولقيت إصداراتها رواجاً منقطع النظير، وشهد قطاع «افعل ذلك بنفسك» في أسواق النشر في بريطانيا وأميركا طفرة شملت أعداد الكتب الإلكترونية الصادرة والمبيعات. ففي سنة 2013 اشترى القارئ البريطاني 18 مليون نسخة من هذه الكتب بفارق 79% عن عام 2012. أما الأميركان، فقد ارتفعت لديهم المبيعات في سنة 2013 إلى أكثر من 458 ألف كتاب منشور ذاتياً، أي ما يربو على 17% زيادة على عام 2012. وبما أن كيدهن عظيم، فقد اخترعت الكاتبات أساليب منوعة لتسويق كتبهن بالنشر الذاتي. وعما قريب ستشهد سوق النشر الإلكتروني أنواعاً جديدة من الكتب تضم مجموعات مختارة تتألف من عدد من الأعمال الروائية التي تطرح نموذج «المرأة القوية». من ينكر أن هؤلاء النساء والشباب هم نجوم اليوم في سوق النشر، لكن النجاح التجاري ما يزال بحاجة إلى تفنيد!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©