الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

ابن ذكوان.. جمع بين القضاء والوزارة

5 ابريل 2018 22:56
القاهرة (الاتحاد) قاضي مدينة قرطبة الأندلسية وخطيبها المفوه، اشتهر بين أهل عصره بالحكمة والزهد وسعة العلم وغزارة المعارف، فضلاً عن تواضع العلماء، وكان من أحرص الناس في عصره على إقامة العدل ونشر الفضيلة والحق في صفوف المجتمع الأندلسي، وقد وظف منصبه في القضاء والخطابة لتحقيق هذا الهدف المنشود. هو القاضي الجليل والعالم الفقيه، أحمد بن عبد الله بن هرثمة بن ذكوان بن عبيدوس، المعروف بـ «أبو العباس الأموي»، كان عظيم أهل الأندلس ورئيسهم، وأقربهم من الدولة الحاكمة، وأعلاهم محلاً عند الحكام والأمراء. ولد القاضي أحمد بن ذكوان سنة 342 هجرية، واتجه إلى طلب العلم في سن مبكرة، حيث درس القرآن والفقه والحديث واللغة والتفسير، وغيرهم من علوم الدين والدنيا، وفي غضون سنوات قليلة لفت إليه الأنظار، وحظي بمكانة علمية مرموقة بيت العامة والخاصة، الأمر الذي جعل حكام دولة بني عامر في قرطبة يعتمدون عليه في العديد من الوظائف والمناصب المرموقة. تولى أحمد بن ذكوان منصب القضاء سنة 392 هجرية، وقد ولاه الخليفة المنصور بن أبي عامر، والذي جعله من خاصته، وأقرب الناس إليه، وكان يلازمه دائماً في رحلاته وغزواته، وفاقت منزلته ومكانته عند الخليفة منزلة ومكانة الوزراء، حيث كان المنصور يفاوضه ويستشيره في تدبير المُلك وسائر شؤونه، وبعد تعينيه قاضيا بعامين، وبالتحديد سنة 394 هجرية، ولي الصلاة والخطابة إلى جانب القضاء. وبعد وفاة المنصور بن أبي عامر، استمر ابن ذكوان في مكانته الجليلة ومنزلته الرفيعة خلال فترة حكم المظفر والمأمون ولدي المنصور، ولكنه عزل عن القضاء في أيام المظفر، وتولى خلفاً له أبو المطرف بن فطيس، ثم أعيد ابن ذكوان إلى القضاء مرة أخرى، وعندما توفي المظفر، زاد أخوه عبد الرحمن في رفع منزلة ابن ذكوان، وولاه الوزارة إلى جانب كونه قاضي القضاة. وعندما انهارت دولة بني عامر، وقامت الفتنة في قرطبة، نُفي ابن ذكوان وأهله إلى «المرية»، «مدينة أندلسية وتقع حالياً جنوب إسبانيا»، وبعد ذلك تم نفيه إلى مدينة «وهران»، «شمال الجزائر»، فاعتزل الناس وتفرغ للعبادة، وبعد انتهاء المحنة والنفي عُرض عليه القضاء من جديد، ولكنه رفض، وفضل التفرغ للطاعة والعبادة. توفي ابن ذكوان سنة 413 هجرية، ورثته الشعراء، وشيعه الخليفة يحيى بن علي بن حمود الإدريسي، والذي كان لا يقطع أمراً دون أخذ مشورة ابن ذكوان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©