الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الروهينجا.. المتبقون في بورما محاصرون بين الخوف والعزلة

الروهينجا.. المتبقون في بورما محاصرون بين الخوف والعزلة
5 ابريل 2018 23:02
ماروك يو (بورما) (أ ف ب) حسب معايير ولاية راخين في بورما، يعتبر عبد الله، البالغ من العمر 34 عاماً، من سكان الروهينجا الأوفر حظاً، إذ أنه لا يزال على قيد الحياة وقريته لا تزال على حالها، وبمقدوره أن يكسب عيشه من عمله مزارعاً رغم دخله الضئيل. وتختفي أقلية الروهينجا التي يتحدر منها عبد الله بسرعة من بورما. فقد أجبر نحو مليون منهم، أي ثلثي إجمالي الروهينجا الذين يعيشون في بورما، على الفرار إلى مخيمات لاجئين عبر الحدود إلى بنجلاديش بعد موجات متتالية من القمع والاضطهاد. وأجبرت آخر موجات القمع نحو 700 ألف من الروهينجا على الفرار منذ أغسطس الماضي، عندما شن الجيش حملة عنف تقول الأمم المتحدة إنها تصل إلى مستوى «الإبادة العرقية». وقرية «شان توانغ» التي يعيش فيها عبد الله قريبة من بلدة «ماروك يو»، التي تعج بالمعابد البوذية، وليست بعيده عن مركز آخر حملة قمع في شمال راخين. لكنها نجت من أسوأ أعمال العنف بسبب وجودها وسط سلسلة من الجبال تحيط بها غابات. وهو من بين نصف مليون من الروهينجا، التي تقدر الأمم المتحدة أنهم لا يزالوا في بورما. فبعضهم محتجز في مخيمات بعد موجات سابقة من العنف، بينما نجا آخرون بفضل الثروة أو الحظ، أو ربما بسبب العزلة مثلما حدث في قرى في منطقة عبد الله، نظراً لبعدها عن الحملة العسكرية. إلا أن حياتهم يسودها التوتر والخوف في الدولة، التي جردت هذه الأقلية المسلمة حقوقها الشرعية وأمنها بشكل منهجي. ومصير الروهينجا في إقليم راخين على المحك بعد حملات القمع العسكرية، التي تتهم فيها القوات البورمية وعصابات الراخين بحرق قرى الروهينجا واغتصاب وقتل سكانها. وتبدو قرية شان توانغ التي يسكنها 4500 من الروهينجا هادئة. فالصيادون يجففون أسماكهم في الشمس، والمزارعون يحصدون الأرز والأطفال يلعبون على جانب الطريق. إلا أن الخوف تسبب في شرخ عميق بين المسلمين الروهينجا والبوذيين من السكان الراخين الأصليين الذين يعيشون بالقرب منهم. ويقول الروهينجا إنهم يخاطرون بالتعرض للضرب أو ربما ما هو أسوأ من ذلك إذا ضلوا الطريق ودخلوا منطقة يعتبرها الراخين ملكاً لهم، بينما لا يثق كثير منهم بالشرطة لتوفير الحماية لهم. ويؤكد عبد الله أن الأمر لم يكن كذلك دائماً، ويوضح أنه كان له أصدقاء من الراخين في السابق وكان يقيم مع عائلة من هناك عندما كان يدرس في الجامعة في عاصمة الولاية سيتوي. ويضيف: «لم يعودوا يعاملونني كالسابق، ولا يقولون أشياء جيدة». وتدهورت العلاقة بين السكان في الأشهر الأخيرة في المنطقة المحيطة ببلدة «ماروك يو»، التي قتل فيها كثير من الأشخاص مؤخراً، عندما أطلقت الشرطة النار على حشد من القوميين الراخين. وصرح شاب من الراخين، طالباً عدم الكشف عن اسمه: «لم نعد نثق ببعضنا البعض، ففي الراخين يراقبون بعضهم البعض كذلك لكي يضمنوا أن لا أحد في البلدة له أصدقاء مسلمون». ويُعتقد أن نحو 150 ألفا من الروهينجا لا يزالوا يعيشون في شمال راخين، وينتشرون في قرى متباعدة لم يصلها العنف. غير أن مجموعات حقوقية تؤكد أن كثيراً من هذه المجتمعات تعيش في خوف وجوع، وغير قادرة على العمل بشكل حر، لأنها محاطة بجيران يعادونها، فيما يعزز الجيش تواجده في القواعد المحيطة بهم. ومع تصاعد التوتر إلى أعلى المستويات، لا يزال الروهينجا يغادرون المنطقة. ولا يزال الروهينجا يصلون سيراً على الأقدام إلى بنجلاديش سعياً وراء المأوى بعد فرارهم من التهديدات والجوع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©