الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

في «حرب باردة».. روسيا أمام خيارات محدودة !

في «حرب باردة».. روسيا أمام خيارات محدودة !
5 ابريل 2018 23:05
موسكو (رويترز) ظلت روسيا لفترة طويلة تعتبر دونالد ترامب الورقة الرابحة في استراتيجيتها لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، إلا أن موسكو أصبحت توشك على اعتباره جذوة انطفأت نارها بعد مرور 14 شهراً على توليه منصب الرئيس الأميركي. وكان ترامب قد اعتمد على مضض عقوبات جديدة على موسكو في الصيف الماضي بسبب اتهامات عن تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية عام 2016. لكنه في الأسبوع الماضي أيّد طرد 60 دبلوماسياً روسياً وإغلاق القنصلية الروسية في سياتل بسبب تسميم جاسوس روسي سابق في بريطانيا. وبعد الرهان على ترامب هوت العلاقات بين روسيا والغرب إلى أدنى مستوياتها، حتى أن الحديث بدأ يتردد عن حرب باردة جديدة. وأصبحت الخيارات أمام الرئيس فلاديمير بوتين لتغيير استراتيجيته والاعتماد بدرجة أقل على ترامب وقدرته على التأثير في آراء من حوله إزاء روسيا محدودة للغاية، وهو يستعد لبدء فترة ولاية جديدة. ومن هذه الخيارات القليلة موضع الاستكشاف محاولة توسيع الانقسامات في صفوف الغرب باستمالة فرنسا وألمانيا أو التقارب مع الصين والهند. غير أن موسكو لا تزال ترى العلاقة مع واشنطن محورية للسياسة الخارجية الروسية. وقال «سيرجي نارشكين» رئيس المخابرات الخارجية الروسية أمس الأول: «إن واشنطن أصبحت تركز فقط على محاربة خطر روسي مزعوم لا وجود له». وأضاف: «بلغ ذلك أبعاداً واكتسب خواصا منافية للعقل حتى أصبح من الممكن الحديث عن عودة أيام الحرب الباردة السوداء». وفي وقت سابق من هذا الأسبوع قال سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي: «إن الوضع الحالي أسوأ منه خلال الحرب الباردة بين الشرق والغرب بعد الحرب العالمية الثانية». وأضاف: «آنذاك تم الحفاظ على بعض القواعد والمظاهر، أما الآن فشركاؤنا الغربيون كما أرى الأمر، ضربوا بكل الأصول عرض الحائط». وشهدت الحرب الباردة وقوف الاتحاد السوفييتي في مواجهة الولايات المتحدة، وظل شبح الحرب النووية مخيماً على العالم حتى انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991. لكن تلك المواجهة ظلت محكومة بمعاهدات الحد من التسلح والقمم بين قادة القوتين العظميين وقواعد الاشتباك غير الرسمية. أما المواجهة الجديدة التي يصعب التنبؤ بتحولاتها فقد شبهها «كونستانتين كوساتشيف» رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الاتحاد الروسي، بأنها «حرب بلا قواعد». ويؤكد «كوساتشيف» أن خطر حدوث خطأ في الاتصالات أو الحسابات أو تصاعد الموقف فجأة إلى حرب ساخنة أكبر مما كان عليه خلال الحرب الباردة الأصلية. ويرى محللون وأفراد على صلة وثيقة بأصحاب القرار في روسيا، أن قرار ترامب تعيين «مايك بومبيو» و«جون بولتون»، اللذين تعتبرهما موسكو من أكثر الصقور تشدداً تجاه روسيا، في منصبين رفيعين في رسم السياسة الخارجية الشهر الماضي أثار الاستياء في موسكو. وأوضحوا أنه فيما يتعلق بالولايات المتحدة، فإن موسكو غير مستعدة لتغيير مسارها أو تقديم تنازلات أو إطلاق مبادرات جديدة. ويقول المقربون من أصحاب القرار: «إن روسيا ستستمر في التواصل إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لذلك، لكنها سترد بالمثل إذا واجهت المزيد من التصرفات العدائية مثل طرد مزيد من الدبلوماسيين». وذكر «أندريه كورتونوف»، الذي يرأس مركز أبحاث تربطه صلة وثيقة بوزارة الخارجية الروسية: «كل ما بوسعنا أن نفعله هو إبقاء الأبواب مفتوحة أمام التفاوض والتريث لنرى ما سيحدث، وهذه هي وجهة النظر السائدة». لكن أسوأ السيناريوهات يتمثل في سقوط العلاقات في دوامة لا قرار لها. وقال «فيودور لوكيانوف» خبير السياسة الخارجية المقرب من الكرملين، بعد قرارات طرد الدبلوماسيين الأميركيين الأسبوع الماضي: «إن واشنطن هي من يرفع لواء حرب باردة جديدة». وأضاف «لوكيانوف»، الذي نبه النخبة الروسية إلى ضرورة التأهب لعقوبات مالية شاملة على غرار العقوبات على إيران: «لا طائل من وراء الأمل في تحسن العلاقات أو حدوث أي تقدم في أي مجال في المستقبل المنظور». ونوّه «كورتونوف» إلى أنه في حين يعتبر تحسن العلاقات مع الولايات المتحدة احتمالاً بعيداً، فإن تحسين العلاقات مع فرنسا وألمانيا يعتبر محققاً «لفرص أهم للاستثمار السياسي». وقد أشاد «ديمتري بيسكوف» المتحدث باسم الكرملين «بالموقف البناء» الذي أخذته فرنسا بعد أن أكدت باريس أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيزور روسيا في مايو المقبل رغم التوترات. وأثنى «أليكسي بوشكوف»، عضو مجلس الاتحاد المتخصص في السياسة الخارجية، بقرار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل دعم خط أنابيب الغاز الروسي المقترح «نورد ستريم 2». وشدد «لوكيانوف» على أهمية أن تعمد موسكو إلى تدعيم علاقاتها مع بكين ودلهي لأن لهما «حرية المناورة» على المسرح العالمي وليستا عرضة للتأثر بالضغوط الغربية على روسيا. وتعتقد موسكو أن الورقة الرابحة الوحيدة التي تملكها إزاء واشنطن هي ترامب الذي بدا في عيون الروس أنه يمارس لعبة تقسيم الأدوار فيطلق لروسيا بصيصاً من الأمل في الوقت الذي يتشدد فيه الكونجرس وإدارته مع موسكو.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©