في قاعة مغلقة ومكيفة، تختال فتيات لا تتجاوز أعمارهن عشر سنوات على الأحصنة. يعتمرن خوذات الفرسان، ويقبضن بأيديهن على «العنان» ويوجهن الخيل يميناً ويساراً.
تتعلم فتيات من كل أنحاء أبوظبي ركوب الخيل في «جزيرة الأحلام» جزيرة السمالية، يقصدن الجزيرة كل خميس ليركبن الخيل ويتعلمن حرفاً تراثية أخرى. عشرات الفارسات الصغيرات تشرف عليهن المواطنة الخيالة ندين المسكري التي تقول: «أدرب الفتيات اللواتي تجاوزن السبعة عشر عاماً يومين في الأسبوع إلى أن يصلن إلى مرحلة يمكنهن فيها المشاركة في سباقات القدرة، لكن أشرف على الفتيات الصغيرات وأعلمهن الأساسيات». ومنذ القدم، عانى الإنسان كثيراً، وهو يشق طريقة وسط عناصر الطبيعة القاسية التي اجتمعت لتعصف به وتدمره.. ولم يكن بمقدوره أن يصبح حراً على الأرض لولا الجواد، الذي بسط له ظهره ليكون سيداً، وفق المسكري. وأضافت أنه «في ضباب فجر التاريخ، وجماعات الخيول البرية تجوب الأرض حرة، والإنسان يصارع بحثاً عن لقمة العيش، بذرت نبتة شراكة أزلية وألفة بين الاثنين، نمت وترعرعت عبر الزمان، واستمرت حتى يومنا هذا». وتشير نادين إلى أن الفترة التي تحتاجها كل فتاة لتعلم ركوب الخيل تختلف من واحدة الى أخرى «والتي تعتمد بالأساس على رغبتها في التعلم، فبعضهن يصبحن مؤهلات للمشاركة بالسباقات بعد عدة أشهر». وتشير إلى أن لياقة الفتاة البدنية «تلعب دوراً أساسياً في الموضوع، كما أنه كلما كانت رشيقة كلما ساهم هذا الأمر برفع نسبة توازنها على الجواد». ترى في القاعة بعض الفتيات اللواتي يخشين قليلاً من ركوب الخيل، أما أخريات فتسعدهن هذه الرياضة. وتشرح شمسة إسماعيل كيف تركب الخيل وتوجه العنان يميناً ويساراً بحسب الاتجاه الذي تريد الحصان أن يتحرك. وتقول: «عندما أريده أن يمشي أكلمه «تطق طق». وإذا أردته أن يركض أرخي العنان وأدق عليه». في حين تقول شما الرميثي وظهرها مفرود على الجواد: «الجواد الذي أركبه اسمه شابو. وبدأت تعلم ركوب الخيل منذ عام 2007. لا أخرج خارج القاعة لأنني أخاف من أن يركض ولا يتمكن أحد من إمساكه. لكن عندما أكبر لن أخاف». وتضيف:«أحب إلى جانب ركوب الخيل، السفينة التراثية والقارب»
عدد اليوم
