لعبت الأم الإماراتية دوراً جوهرياً في صقل أجيال من صانعي المستقبل، من مستثمرين ورجال أعمال حققوا قصص نجاح في استثماراتهم، لكنهم لا ينسون أبداً أفضال أمهاتهم عليهم ودورهن في تقويم مسيرتهم المهنية والاستثمارية حتى حققوا النجاح.
وعلى اختلاف مستويات ثقافة وتعليم الأم، إلا أنها تعد الملقن الأول في حياة الأبناء، ومهما كان مستواها التعليمي، فالأم مدرسة تختزن بداخلها علماً كبيراً تنقله لفلذات كبدها بدروس متعددة، أو من خلال تشجيع دفع الأبناء للوصول إلى قمة النجاح.
ومن خلال هذه السطور نقدم ما قاله مجموعة من رجال الأعمال والمستثمرين الإماراتيين عن أمهاتهم، ودورهن الكبير في دعم مسيرتهم، والذين أكدوا أن نجاحهم ما كان ليتم في الكثير من الأوقات دون دعم ومساندة أمهاتهم، فكانت الأم الإماراتية بحق، الحاضنة الأولى لنجاح الأعمال الاستثمارية والتجارية.
دعم من البداية
وقال عبدالله المزروعي مالك مشروع دانات «مما لا شك فيه أن الوالدة، حفظها الله، هي من الأسباب الرئيسة في نجاحي في أكثر مشاريعي التجارية من بعد الله سبحانه وتعالى. كان لها دور كبير في التعليم ومواصلته حتى النهاية بعد ضغوط منها حتى التخرج بدرجة الماجستير في إدارة الأعمال».
وأضاف المزروعي: «كل مشروع تجاري يمر بصعوبات عدة في البداية، وكانت والدتي دائماً الداعم الأول وكانت خير مستشار».
ويستذكر عبدالله الظروف التي واجهته في أحد مشاريعه ذات يوم، ويقول: «واجهت صعوبات مادية في بداية أحد مشاريعي، وحين كنت محتاجاً لمبلغ مالي محدد، قامت والدتي ببيع ذهبها لتسديد بعض الالتزامات المالية، ويومها أدركت أنها هي الداعم الأول لي ليس معنوياً فقط، بل ومادياً أيضاً».
وذكر المزروعي أن آخر مشروع له هو مصنع دانات المتخصص في تصنيع وتعبئة الخلطات الإماراتية، وتعتبر والدته المستشار الأول في التصنيع والخلطات، وبالتالي فهو يعتبرها صاحبة الرأي الأول في كل منتجاته.
ويؤكد عبدالله المزروعي أن الأم الإماراتية نجحت في إعداد جيل قادر على منافسة الآخرين تجارياً وعبر المشاريع المتفردة قائلاً: «مما لا شك فيه أن الأم الإماراتية أعدت جيلاً قادراً على القيادة والمنافسة في كل المجالات وبقوة».
مسيرة التنمية
ومن جهته، يرى المهندس أحمد الزرعوني صاحب مشروع «لينك كونكتس» أن دور الأم رئيس وأساسي في دفع الأبناء نحو التميز وتحقيق النجاح، خصوصاً من أصحاب المشاريع والاستثمارات الخاصة.
وأضاف أن الأم هي مصدر الإلهام دائماً، فهي منبع الرحمة ونقطة شبكة الحماية لكل أبنائها منذ مرحلة الطفولة حتى مرحلة عملهم ونجاحهم في الحياة، وقال: «لقد أثبتت أمهاتنا بحبهن واهتمامهن بإعداد جيد متميز، دورهن المهم والرئيس في دفع مسيرة التنمية الوطنية، فخرجن لنا أجيالاً من الرجال بني الإنسان وناطحات السحاب والمطارات العالمية والأنظمة المتقدمة في شتى المجالات.. إنها الأم فهي المحرك دائماً لعجلة التقدم».
يقول أحمد ذلك، رغم أنه فقد والدته منذ نعومة أظفاره، فيرى أن أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، كانت الأم المثالية لجميع مواطني دولة الإمارات، وساهمت في دعم أبناء هذا الوطن من إناث وذكور نحو التميز والإبداع، فكان لسموها الأثر الطيب في نفوس أبناء الإمارات ومن خلال دورها الأكبر في تحقيق التوازن الأسري والمحافظة على الأسرة الإماراتية ودعم الحقوق وتوفير الإمكانيات لتسليح المرأة بسلاح العلم والعمل والمعرفة، كما أن لسموها الدور الأبرز في مساعدة الأسر من خلال تشجيع الأمهات على العطاء.
مساندة استثمارية
ومن جهته، يبين رجل الأعمال مطر المنصوري صاحب مشروع عيون البادية أن المشروع تشربه من التربية التي تلقاها من والديه ومن البيئة المحيطة به، وكان لوالدته الفضل الكبير في دعم مشروعه.
ويستذكر المنصوري بعض المواقف التي وقفتها والدته بجانبه وهو في بداية مشروعه وحين كان يضع أرضيته الأساسية، منها أنها أهدته خياماً للمخيم لإبراز دوره التراثي، وهذه اللمسات أعطت الكثير من النجاح والسمة الغالبة للمخيم وعكست الصورة الحقيقية للبدو وحياتهم وجوانب من معيشتهم، هذا بدوره حقق نجاحاً للمخيم وأكسبه جانباً حياً من التراث المحلي.
وأضاف المنصوري معلقاً: «كان لدعم الوالدة المعنوي الكبير ودعواتها ووقوفها بجانبنا دور كبير في نجاح مشاريعنا».
وأوضح المنصوري أن الأم الإماراتية متعلقة بالنجاح، وذلك لكونها أعدت جيلاً طيباً متسلحاً بالعلم ومحباً للعمل ومواظباً على تحقيق الريادة في عمله، ومشاريعه، وهذه القيم زرعتها الأمهات في نفوس الأبناء وقوتها بالحث المستمر على إثبات الوجود وبذل الجهد في سبيل تحقيق أهدافه المنشودة التي تعم بالخير على أسرته ومجتمعه ووطنه.
عدد اليوم
