الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

توقع كارثة نووية تفوق «تشرنوبيل» في اليابان

توقع كارثة نووية تفوق «تشرنوبيل» في اليابان
17 مارس 2011 00:39
تواصلت حالة الاستنفار في اليابان أمس مع دخول الكارثة النووية المتفاقمة، التي اعقبت الزلزال المدمر والـ”تسونامي” في هذا البلد يومها السادس. وبلغ عدد القتلى المؤكدين 4314 قتيلا، و8606 مفقودين و2282 جريحا، كما أفادت حصيلة رسمية جديدة مؤقتة أعدتها الشرطة الوطنية ليلة أمس. لكن السلطات تتوقع أن تتجاوز الحصيلة النهائية العشرة آلاف قتيل، إذا ما اخذت اعداد المفقودين في الإعتبار في هذا الإحصاء الوطني. من جهة أخرى، أعرب قائد شرطة اقليم مياغي (شمال شرق) إحدى أكثر المناطق تضررا، عن يقينه أن عدد القتلى سيتجاوز العشرة آلاف في هذه المنطقة وحدها حيث تقع مدينة سنداي. وأعلن رئيس بلدية مدينة ايشينوماكي الواقعة في هذا الإقليم نفسه أمس انه يتخوف من فقدان حوالى 10 آلاف شخص من بلديته. وقررت الحكومة اليابانية استدعاء نحو 10 آلاف من قوات الاحتياط العسكرية للمساعدة في أعمال الإغاثة التي تواجه مصاعب بسبب برودة الطقس وتوالي الهزات الارتدادية. وتواصلت أمس حالة الاستنفار الدولي على وقع الكارثة اليابانية، حيث اتخذت إجراءات مشددة في دول الجوار تحسبا لوصول تأثيرات التسرب النووي وخاصة في الصين وتايوان. وأكدت فرنسا أمس أن عواقب الكارثة في اليابان يمكن أن تفوق “عواقب تشرنوبيل في أسوأ السيناريوهات”. ووافقتها على ذلك روسيا، وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية فرانسوا باروان إن هذه العواقب “تفوق في أسوأ السيناريوهات تأثير تشرنوبيل”، مشيرا بذلك الى الكارثة النووية التي وقعت في أوكرانيا في 1986. من جانبه، قال سيرجي كيرينكو رئيس هيئة الطاقة النووية الروسية والمسؤول عن أغلب المنشآت النووية المدنية والعسكرية المتبقية من العهد السوفييتي “للأسف الوضع في اليابان يتطور وفقا لأسوأ السيناريوهات وروسيا لم تحصل بعد على المعلومات الكاملة من طوكيو بشأن الوضع. ويواجه الناجون وعمال الإغاثة صعوبات في ظل نقص المياه والطعام والوقود في أعقاب الزلزال وموجات المد العاتية (تسونامي) التي ضربت اليابان الأسبوع الماضي، وتزيد برودة الجو والهزات الارتدادية المتواصلة من صعوبة عمليات الإغاثة. وفي هذه الأثناء، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن المسؤولين اليابانيين قلقون بشأن حالة الحوض الذي يضم الوقود النووي المستنفد في المجمع النووي المتضرر في فوكوشيما، وأضافت الوكالة “السلطات اليابانية أبدت مخاوف بشأن حالة حوض الوقود النووي المستنفد في الوحدة الثالثة والوحدة الرابعة في فوكوشيما دايتشي”. وفيما كانت فرق الإنقاذ تجهد أمس في البحث عن ناجين من الزلزال والتسونامي في شرق البلاد وقعت هزة أرضية قوية في شرق طوكيو اهتزت لها الأبنية طويلا، فيما استمر النشاط الإشعاعي فوق محطة فوكوشيما النووية بعد حريق شب فيها سبقه انفجار. ولم تتمكن مروحية من الاقتراب من المفاعل الرابع أمس لرش المياه لتبريد الوقود النووي الذي يهدد بالدخول في مرحلة الانصهار. وبات من المستحيل الدخول إلى المفاعلات المتضررة، وذلك بسبب المستوى المرتفع من الإشعاع النووي. وأعلنت هيئة الكهرباء اليابانية المشغلة للمحطة اندلاع حريق جديد أمس في المفاعل الرابع في المحطة النووية غداة انفجار أعقبه حريق أحدث اضرارا في سقف المبنى الخارجي للمفاعل ولكنه أخمد على ما يبدو. ونقل متحدث باسم شركة الكهرباء عن أحد موظفي الشركة قوله إن الدخان يتصاعد من المبنى الخارجي للمفاعل الرابع، وأضاف “أبلغنا على الفور السلطات ورجال الإطفاء بالحادث”. ومن ناحيتها، أعلنت الوكالة اليابانية للسلامة النووية أن الحريق الذي اندلع في المفاعل الرابع بمحطة فوكوشيما النووية قد أخمد على ما يبدو. وتزايدت المخاوف أمس في دول الجوار من الانبعاثات النووية في اليابان خصوصا في الصين، ما أدى الى إلغاء رحلات طيران وإجلاء آلاف الصينيين وقياس مستويات النشاط الإشعاعي على المسافرين والبضائع على الحدود فيما تنتشر شائعات تهويلية على الإنترنت. وتقع محطة فوكوشيما-1 على مسافة ألف كلم فقط من محافظة جيلين الصينية (شمال شرق) وعلى مسافة ألفي كلم من العاصمة بكين. وتنتشر المخاوف من الإصابة بسحابة ملوثة بين المواطنين الصينيين الذين اعتادوا عدم الشفافية من جانب قادتهم في حال وقوع كارثة بيئية، وسط انتشار التحذيرات على الإنترنت وعبر الرسائل النصية. ودعت فرنسا أمس إلى اجتماع لوزراء المالية ومسؤولي البنوك المركزية في مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، لبحث الأزمة في اليابان واحتمال شراء ديون يابانية. وقالت الناطقة باسم الحكومة للصحفيين بعد اجتماع إن هدف اجتماع مجموعة السبع هو “بحث كيفية إسهامنا في مشكلات ديونهم وكيفية مواجهة زلزال الجمعة على المستوى المالي”. وأعلن وزير الدفاع الياباني توشيمي كيتازاوا أمس أن الحكومة الوطنية قررت استدعاء نحو 10 آلاف من أفراد الاحتياط بقوة الدفاع الذاتي للمساعدة في أعمال الإغاثة. ويواجه الناجون وعمال الإغاثة صعوبات في ظل نقص المياه والطعام والوقود وحدوث هزات ارتدادية، وقال مصور بريطاني في موقع الكارثة بشمال شرق اليابان إن السكان يفتقدون للاحتياجات الأساسية، وقال هاتفيا من مقاطعة إيواتي بعد أن أمضى ليلته في ملجأ فيها “لا توجد كهرباء ولا غاز ولا أغذية ولامياه، لا يوجد شيء إطلاقا”. وذكرت وكالة كيودو اليابانية للأنباء إنه قد تشرد نحو 530 ألف شخص بسبب الكارثة، وهم يقيمون في 2600 مكان للإيواء. أمانو : الوضع في فوكوشيما خطير للغاية فيينا (وكالات) قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو إن الوضع في محطة «فوكوشيما» النووية المتضررة «خطير للغاية». لكنه قال إن الوقت ليس مناسبا للقول بأن تطورات الوضع في المفاعل النووي المعطوب أصبحت «خارج نطاق السيطرة». وكان مسؤول الطاقة في الاتحاد الأوروبي قد قال في وقت سابق أمس إن السلطات اليابانية بدا أنها فقدت السيطرة على الموقف. وقال أمانو في مؤتمر صحفي عند سؤاله بشأن تصريحات جوينتر أوتينجر «ليس الوقت مناسبا للقول إن الأمور خارج السيطرة.. القائمون على الموقف يبذلون قصارى جهدهم لإعادة السلامة إلى المفاعل». وتسود مخاوف من حدوث انصهار في المحطة منذ أن ضرب زلزال مدمر بقوة تسع درجات على مقياس ريختر اليابان يوم الجمعة الماضي ما تسبب في تعطل أجهزة التبريد في جميع المفاعلات الستة بالمحطة. وقال أمانو إنه يستعد للتوجه إلى اليابان اليوم الخميس لتقييم الوضع.
المصدر: طوكيو، عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©