الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بركة الدار» يحتفل بالمسنين وجلسائهم في مركز الوثبة

«بركة الدار» يحتفل بالمسنين وجلسائهم في مركز الوثبة
14 مارس 2012
يواصل برنامج « بركة الدار» فعالياته في كل مراكز مؤسسة التنمية الأسرية، وكان هذه المرة مركز الوثبة على موعد مع احتفالية كبيرة شملت الصغار والكبار، في محاولة لتمرير رسائل هذه الفئة العمرية إلى الأطفال من خلال كبار السن وجلسائهم، وقد تخللت الجلسات حضور بعض المدارس، التي تكفل طلابها بتقديم فقرات شعبية، بينما شارك كبار السن بإبداء الرأي، والحديث عما يخالج صدورهم وما يقلقها أحيانا من هموم، كشعورهم بالفراغ والوحدة، وعدم قدرتهم على ممارسة الرياضة، فمنهم من افترش الأرض في خيمة الشعر التي نصبت في عمق المركز، ومنهم من فضل الجلوس على الكرسي ليراقب ما يحدث حوله، والفعالية دارت على مدار يومين، «يوم نسائي وآخر رجالي»، وكان مسك ختامها أمسية شملت الجنسين أدارها الدكتور محمد الكندري، في حين قدمت الدكتورة أمنيات الهاجري، أخصائي سكري وغدد صماء، محاضرة حول العناية بكبيرات السن وجليساتهن. فقرات رياضية واشتمل برنامج اليوم الأول والثاني على عدة فقرات، منها حفل تراثي وألعاب شعبية، وفقرات رياضية قدمت على أيادي مختصين للرجال والنساء على حد سواء، وهي حركات خفيفة تناسب هذه الفئة، كما حث المحاضرون على ضرورة التلاقي والتواصل الاجتماعي الذي يكون له مفعول إيجابي على هذه الفئة، بحيث تحتاج إلى المساندة والدعم الاجتماعي والنفسي، وشغل وقتها بما هو مفيد، مهما كان بسيطا، وتفاعل الحضور بشكل كبير في الوثبة بحيث كانت تطرح الأسئلة ويجيب عنها كبير السن في جو تآلفت فيه المحبة وروح الدعابة، فخرج الجميع من هذه التجربة بروح عالية، ومنهم من التقى أصدقاء جددا أو معارف ذات قرابات عائلية كانت مشاغل الدنيا قد وقفت حاجزا بين أطرافها. وتقول فاطمة القبيسي مدير مركز الوثبة، إن برنامج «بركة الدار» انطلق من رؤية ورسالة مؤسسة التنمية الأسرية ومجالات اهتمامها المتمثلة في تقديم الدعم المتكامل والشامل للمسنين وتعزيز صلة الأبناء بهم، وتوعية الأسر بالمتطلبات والاحتياجات النفسية والصحية والاجتماعية والاقتصادية للمراحل العمرية المتقدمة بما يضمن اندماجهم في المجتمع مع فئات عمرية مختلفة، وتوفير حياة كريمة وآمنة لهم، وتم تصميم البرنامج بهدف تعزيز الحياة الأسرية لكبار السن من المواطنين، وتوضيح أهمية دور المسن الأساسي في الحياة الأسرية ونرى ذلك من خلال اليد التي تحويهم وتقدم الرعاية لهم، أما البوابة فترمز إلى الدار وكلمة الدار تدل على البيت والوطن، وتضيف القبيسي: أما الألوان فهي مستوحاة من شعار مؤسسة التنمية الأسرية، فاللون الأزرق يرمز إلى الإحساس العميق بالانتماء والمسؤولية، أما اللون الذهبي فهو لون الذهب ويوحي لنا بالقيم والمبادئ الثمينة. يوم للنساء وتوضح القبيسي، أن هذا اليوم عرف إقبالا كبيرا وتفاعلا أكبر، حيث حضرت أكثر من 15 مسنة مع جليساتها، والعدد في المجمل وصل إلى 30 سيدة، وقد حرصنا على إشراك الطالبات وذلك لإثراء الحفل، بإدخال فقرات ترفيهية وتراثية، لكسر الجمود، إذ ساهمت طالبات مدرسة اللولو برقصة شعبية، في حين ساهمت طالبات مدرسة الأصايل بألعاب شعبية، وتلقت بعد ذلك كبيرات السن والمرافقات لهن جرعة خفيفة من حركات رياضية، لتساعدهن في المستقبل على تحريك أطرافهن ولو بحركات بسيطة تساهم في تحريك العضلات، وتفاعلت النساء أيضا مع فقرة حوار الأجيال وتضمنت تجارب نساء وقصص نجاح للحياة الزوجية قديما، حيث سردت النساء حكايتهن مع الصبر ودخلن في أحاديث ثنائية وجماعية، خلقت جسور تواصل بين الماضي والحاضر، واستطاعت من خلالها الجليسات الوقوف على عدة حقائق شكلت دعائم نجاح الزواج فيما مضى. وفي نهاية الحفل قدمت الدكتورة أمنيات الهاجري ورشة اجتماعية مشددة على ضرورة التفاؤل والعناية بالذات رغم كبر السن، ونوهت إلى أن قصص بعض العظماء تروي أروع ما حققوه وعمرهم يتجاوز السبعين، ومنهم موسى بن نصير وعمر المختار وغيرهما، ودارت الورشة في جو عائلي، حيث كانت الهاجري بطريقتها التلقائية تدخل السيدات في حوارات واستغلت الصور في المادة لتقريب أفكارها لكبيرات السن، وتناولت في موضوعها الحديث عن التغذية الصحية، وفوائدها لهذه الفئة، ووجهت إلى الجليسات نصائح للعناية بهذا الجانب عند المسن. يوم رجالي ولتحقيق عنصر الألفة عند كبار السن، نصبت خيمة «بيت الشعر» في المركز، حيث استقبل الجميع بحفاوة كبيرة، واستمتع الحضور بفقرة اليولة على يد طلاب مدرسة سعد بن عبادة، وبإلقاء قصائد شعرية ألقاها البعض من كبار السن المستهدفين بالبرنامج، كما تخلل الحفل مناقشات وترفيه ومساحات واسعة من الفكاهة خلال فقرة الرياضة التي قدمها حسن محمود أبو العمايم من مجلس أبوظبي للتعليم، والذي قدم باقة من الحركات الخفيفة أمام الحضور وعلمهم طريقة القيام بها، وفي هذا الصدد يقول: الهدف من هذه الفقرة هو ترسيخ الثقافة الرياضية لدى كبار السن، والبرنامج يستهدف الفئتين، الكبار وجلسائهم وعادة يحتاج كبير السن أن يساعده أحد أو يوجهه في ذلك، كما تطرقنا إلي مرحلة ما قبل الرياضة وما يجب القيام به، بحيث يجب استشارة الطبيب المعالج، لاقتراح ما يناسب من حركات تناسب الحالة الصحية لكل شخص، كما تحدثنا عن أهمية الرياضة للجميع، في تنشيط الدورة الدموية، كما نصحنا بالابتعاد عن العادات السيئة مثل التدخين، الجلوس الطويل بدون حركة، الإفراط في شرب القهوة، وتجنب العادات السيئة في الأكل، وركزنا أيضاً على أهمية الجانب الاجتماعي، فهذا الجانب يسعد المسن ويجعله متفائلاً في الحياة، فعندما يلتقي أناساً من سنه فهذا يعطيه دافعاً كبيراً للحياة، خاصة عندما يسترجع ذكرياته، ويجد من يصغي إليه. وشدد أبو العمايم على ضرورة مراقبة حالة كبير السن بعد ممارسته للرياضة، فإذا شعر بالدوار، أو بآلام في الصدر وضيق في التنفس، فإنه يجب أن يتوقف عن ممارسة الرياضة واستشارة الطبيب المعالج. أصدقاء جدد ومن جانبه يقول محمد عائض المنهالي، جليس أحد كبار السن في مركز الوثبة، إنه استفاد من البرنامج بشكل كبيرة وتعرف على أشياء لم تكن تخطر على باله، كما عبر عن سعادته بتواجده بين هذه الفئة التي قدمت تداخلات تراثية وثقافية، وتحدث كلُ عن تجربته في خدمة بلده، موضحاً أن حضور أطفال المدارس شكل نوعا من التواصل بين الأجداد والأحفاد. أما مسلم سهيل المنهالي «66 سنة»، وكيل أول شرطة سابق، فيقول إنه سعيد بلقائه مع أقرانه، فذلك يساعده على تكوين علاقات جديدة وسيتيح له ملاقاتهم، وأشاد بفكرة البرنامج وتمنى أن تعاد التجربة على رأس كل شهر. ويوضح محمد حسن سالم «70 سنة»، مراقب سابق في ميناء زايد، أنه سعيد بهذا اللقاء كونه سيتيح له فرصة التلاقي مع أصدقاء جدد كان يعرفهم ومن ذي قربى لكن ظروف الحياة حالت دون ذلك، وأشار حسن إلى أنه يمارس رياضة المشي دائما، وأبدى فخره كونه لا يعاني من مرض السكري رغم كبر سنه، كما نوه إلى أن ما ساعده على الحفاظ على صحته هو ممارسته ومراقبته لمزرعته الموجودة في منطقة الوثبة. «آباؤنا.. سعادتكم تهمنا» وألقى الدكتور محمد الكندري خبير التنمية البشرية محاضرة تحت عنوان «آباؤنا.. سعادتكم تهمنا»، تناول فيها طرق العناية بالصحة، والغذاء المتوازن، وأجاب خلال الورشة على عدة أسئلة طرحها كبار السن وجلساؤهم، أما الفترة المسائية التي جمعت الطرفين «الرجال والنساء»، فكانت مسك الختام، وتطرق االكندري إلى تعريف المرحلة وقال إن مراحل نمو الإنسان ترتقي وترتفع إلى قوتها حتى عمر الثلاثين، ثم تبدأ بالانخفاض والتراجع وتبدأ الأعضاء تشيخ وتهرم، ومرحلة كبار السن تبدأ مع مقاربة الستين، ويطلق على هذه المرحلة الشيخوخة، حيث تقل حركته مع تقدم العمر، فمثلا قيادة السيارة تتراجع مع مرور الوقت لدى هذه الفئة، وتعلم الكمبيوتر أيضاً، كما يرتفع هاجس الحذر والخوف من الوقوع في الخطأ أكثر من السابق. ويضيف الكندري: خلال هذه المرحلة يشعر المسن بالاغتراب النفسي ويحس بالانفصال عن المجتمع، فكلما تقدم السن كلما ازدادت درجة الانسحاب من الحياة الاجتماعية، وكل هذه الأحوال تدب في نفس المسن وتزحف إليه تدريجياً دون أن يشعر، لذا حياته فجأة تصبح مملة وخالية من التجديد والحيوية، وتطرق الكندري أيضاً لعدة آليات تساعد المسن على الاستقرار العاطفي، والنفسي والاجتماعي، والصحي، منها أن تلزم المسن رعاية صحية جيدة وإجراء فحوصات طبية تشخيصية، مع تأمين حياة اجتماعية حافلة، ومورد مالي مضمون ودائم، وتقدير الآخرين لمكانته بينهم. مهارات التعامل مع كبير السن «بركة الدار»، برنامج اجتماعي يهدف إلى تعزيز آليات الاندماج الاجتماعي لكبار السن، واستثمار أوقاتهم وتلبية احتياجاتهم النفسية والاجتماعية من خلال تصميم برامج اجتماعية نفسية تثقيفية وتدريبية للمسن وجليس المسن، كما يهدف إلى تحقيق اندماج المسنين في الحياة الاجتماعية مع الفئات العمرية المختلفة، ويطمح إلى توفير دور نهارية ومجالس صحية وآمنة للمسنين للالتقاء بالأصدقاء، وتبادل الخبرات والأحاديث وقضاء أوقات الفراغ بشكل مريح وهادئ، وكذلك توفير مجلس للمسنات بمسكن من مساكن الحي، وذلك لاستثمار أوقات المسنين والمسنات في برامج اجتماعية وتثقيفية وصحية نافعة، لرفع الروح المعنوية في نفوس مرتادي المجلس من المتقاعدين وكبار السن وتجديد نشاطهم وإعادة الحيوية إلى نفوسهم، ومن جهة أخرى فالبرنامج يهدف إلى إكساب جليس المسن مهارات التعامل مع كبير السن، وتوعية الأسرة بمتطلبات هذه الفئة واحتياجاتها النفسية والصحية والاجتماعية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©