الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسقط تحتضن الماضي والحاضر في مياهها الزرقاء ومناظرها الطبيعية

مسقط تحتضن الماضي والحاضر في مياهها الزرقاء ومناظرها الطبيعية
14 مارس 2012
لمياء الهرمودي (مسقط) - في مسقط تجتاحك هيبة المكان وتعتريك مشاعر السكون وتبهرك عظمة الجبال والقلاع التاريخية، وجبروت الحصون والمدافع على مداخلها، وتهيمن صورة مياه خليج عمان على ذاكرتك فكلما تطلعت في جوفك ارتأت إليك لوحات تكسوها المياه الزرقاء والمناظر الطبيعية الرائعة فتعلو على طرف شفتك كلمة سبحان الخالق. كان هذا هو الانطباع الذي خرجنا به بعد رحلة نظمتها وزارة السياحة العمانية لعدد من الصحفيين بهدف الترويج للسياحة في مسقط والتعريف بالأماكن السياحية فيها، خاصة بعد اختيارها عاصمة السياحة العربية لعام 2012، واستمرت لمدة أربعة أيام تجولنا خلالها في بعض أشهر المناطق السياحية التابعة لمسقط والتي تضم المنطقة الداخلية وقلعة نزوى ومسفاة العبريين وجامع السلطان قابوس الكبير ودار الأوبرا السلطانية بمسقط . أرض التضاريس البداية كانت في مدينة مسقط عاصمة سلطنة عمان والتي ما تزال كنزا مكنونا ينتظر من يكتشفه ويجول في أدغاله، فهي أرض التضاريس المتباينة وجبال الحجر الشامخة و الطبيعة والواحات الغنية والشواطئ الخلابة، فهي مدينة استطاعت الحفاظ على جمال معالمها وتقاليدها ومواكبة سبل الحياة العصرية الحديثة من خلال توافر سبل الرفاهية في فنادقها والأماكن السياحية الهامة المعروفة بها. وبدأت الرحلة بزيارة سريعة إلى سوق مطرح الذي كان يعتبر قلب التجارة سابقا حيث كان يتم استيراد وتصدير المنتجات والبضائع في المخازن المتوفرة في مطرح ويعتبر الساق حاليا مكان جذب للسياح حيث تباع فيه كافة المنتجات والبضائع التقليدية والتحف التراثية فضلا عن محلات الحلوى العمانية ومحلات الأقمشة ومحلات كثيرة حيث تنتشر في ممرات السوق الضيقة روائح وعبق الماضي . وإذا تطرقنا عن المعمار بشكل عام في مدينة مسقط فانك تستطيع أن تستشف عند زيارتك الأولى للمدينة مدى حرص السلطنة على الموروث الأثري والتاريخي في عملية البناء ونخص بذلك الطراز المعماري الرائع التي تبنى بها المساجد في مسقط، حيث يجسد جامع السلطان قابوس بقبب الزرقاء والذهبية المعنى الواضح والذي قمنا بزيارته في اليوم الثاني من الرحلة. ويقع الجامع الكبير بوسط المدينة ويمكن للزائر رؤيته بوضوح عند دخوله للمدينة وقد تم بناء المسجد في الأصل في القرن الثاني الهجري على يد عبدالله بن محمد العبادي في هذا المسجد آمر الإمام الوارث بن كعب الخروصي ببدء تدريس الطلبة تلبية لحاجة المجتمع آنذاك للعلماء والمفكرين، وقد كان المسجد قديما يسمى باسم مسجد الإمام إلى أن تم إعادة بنائه في عام 1970، وأطلق عليه جامع السلطان قابوس وهو ذو مبنى مهيب وقد تم إحضار حشد خاص لخياطة السجاد في المبنى نفسه ويعد من أغلى وأجود أنواع السجاد الفارسي، كما أن أبنية ومداخل المسجد مطعم بالفسيفساء والأبواب مصنوعة من الخشب الفاخر الذي تملؤه الزخارف الخلابة والتي تأسر حواسك عند رؤيتها. قلعة نزوى أما في اليوم الثالث من زيارتنا لمسقط قمنا بزيارة قلعة نزوى التي كانت في يوم من الأيام عاصمة السلطنة تحصين كبير الحجم يتوجه برج دائري عظيم يعد أكبر الأبراج الموجودة في السلطنة وبقي هذا المعقل المميز معلما بارزا في قاموس عمان المعماري. وقد أنجبت نزوى التي عرفت سابقا«ببيضة الإسلام» عددا من علماء الدين والشعراء والعلماء العمانيين واستقطبت آخرين من شتى أنحاء البلاد، كما يعود تاريخ بناء اثنين من المساجد فيها إلى فجر الإسلام حيث يذكر بأن مسجد الشواذنة وسعال شيدا تم بناؤهما في عامل 623 و 629 ميلادية ومن المحتمل أن التحصين الأصلي من عمر هذين المسجدين أو حتى أقدم حيث انه وبحسب التقديرات التي يمكن الاعتماد عليها في تحديد تاريخ البنية الأساسية السابقة للبناء الحالي للقلعة يعود إلى القرن التاسع الميلادي عند تولي الإمام الصلت بن مالك الخروصي الإمامة في عمان،كما تشير مصادر التاريخ العماني إلى أن الإمام ناصر بن مرشد اليعربي قام بترميمهما في بداية القرن السابع عشر الميلادي. واستمر حكم اليعاربة في عمان لأكثر من قرن وذلك خلال الفترة الممتدة تقريبا من 1624 إلى 1744 وقد أصبحت عمان في عهدهم قوة بحرية هامة استطاعت في عام 1650 تحريرها من الاحتلال البرتغالي التي استمر قرنا ونصف قرن وبحكم موقعها الاستراتيجي المهيمن على الطرق التجارية الرئيسية كان بإمكان قلعة نزوى وقاطنيها ضمان سير التجارة من والى داخل عمان إذ تشرف القلعة من موقعها العالي في وسط المدينة والمطل على واحة خصبة من أشجار النخيل يرويها فلج دارس الذي يعد أكثر الأفلاج وفرة بالمياه في عمان، كما وفرت ملاذا أمنا في أوقات الشدة وحافظ أهلها على الصناعات والحرف اليدوية التي اشتهرت بها مدينة تزوى لفترة طويلة. وعند زيارتك للقلعة ترى غرف متعددة خصصت لعرض الحرف العمانية الفريدة والتي تتضمن الفضة والنحاس والنيلة والأقفال والمفاتيح والسعفيات، كما تم خلق جو حقيقي في بعض الغرف للورش الحرفية وحتى يكتسب الزوار انطباعا حيا عن الأدوات المستخدمة والمهارات التي استخدمت في مجال الحرف العمانية. مسفاة العبريين وتبعت زيارتنا لقلعة نزوى المرور على إحدى المناطق الداخلية الأثرية في مسقط حيث تجلت أمامنا منطقة هي لوحة من الجمال وفيها من الإعجاز البشري ما يذهل الأنظار وهي مسفاة العبريين في ولاية الحمراء وهي عبارة عن قرية كاملة منحوتة في الصخر حيث تبدوا البيوت معلقة في الجبل وكأنها مزعزعة ولكن صمودها على مر السنون يؤكد غير ذلك حيث أنها لا تزال محافظة على شكلها منذ قرون عديدة مضت . ويمكنك التوجه إلى المنطقة بسيارتك باستخدام الطريق المعبد حتى أعلى الجبل ومن ثم تبدأ رحلتك بين طرقات القرية مشيا على الأقدام حيث تنتشر المسارات الضيقة بين البيوت الصخرية وتصدم بأن المنطقة مازالت مأهولة بالسكان الذين فضلوا التمسك بالحياة البدائية والبسيطة في بيوت صغيرة، تم ترميم بعضها وصيانتها وإضافة بعض التعديلات عليها من مكيفات وأطباق لاقطة للمحطات التلفزيونية. وعند استمرارك بالمشي بمحاذاة الفلج نزولا إلى القرية فإنك سترى أشجار النخيل والرمان المحاطة بجبال شديدة الانحدار، وتمنحك زيارة هذه القرية الاطلاع على طبيعة الحياة في القرى العمانية القديمة وتسيطر عليك مشاعر أهل القرية المرحبين بالزوار دائما والمتسمين بالجود والكرم. دار الأوبرا ومن المعالم السياحية الجديدة في مسقط دار الأوبرا السلطانية والتي شيدت على سماحة شاسعة تبلغ ثمانين ألف متر مربع في منطقة قريبة من شاطئ القرم في العاصمة مسقط ويمكن للقاعة الرئيسية لدار الأوبرا أن تستضيف1100 شخص .
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©