الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أجواء الذكرى الأولى لحرب «أوسيتيا الجنوبية»

أجواء الذكرى الأولى لحرب «أوسيتيا الجنوبية»
8 أغسطس 2009 00:22
فيما تسجل روسيا وجورجيا حلول الذكرى الأولى لحربهما المدمرة التي جرت في الصيف الماضي، تعود أجواء التوتر والاضطراب لتخيم من جديد فوق سماء البلدين، مثيرة مخاوف المراقبين من احتمال اندلاع حرب جديدة تزعزع استقرار المنطقة وتضر بالمصالح الغربية. ففي السنة الماضي نشبت الحرب بعدما هاجمت القوات الجورجية الإقليم الانفصالي «أوسيتيا الجنوبية»، والذي يعتبر في الواقع محمية روسية، ليتم طردها لاحقاً من قبل الجيش الروسي الذي دخلت دباباته الأراضي الجورجية. وحتى بعدما توقفت الحرب لم تُحل القضايا الأساسية بين البلدين ليظل التوتر مستمراً في ظل ما تنقله التقارير عن تبادل إطلاق النار أحياناً بين القوات الروسية ونظيرتها الجورجية على جانبي الحدود، والتراشق بالكلمات العدائية بين الطرفين. ومع أن القليل فقط من المراقبين يتوقعون تكرار الحرب بين روسيا وجورجيا على غرار ما تم في الصيف الماضي، إلا أن التوتر في العلاقات بين البلدين يثير الكثير من المخاوف وإن كان حتى الآن لم يغامر أحد من البلدين بتصعيد الموقف، أو إظهار رغبة في مواجهة مسلحة. لكن، وحسب التقارير الأخيرة، فقد قامت روسيا خلال الأسبوع الجاري بتكثيف تواجدها العسكري على امتداد خط وقف إطلاق النار، كما حذر مسؤول كبير في وزارة الخارجية الروسية من «استفزازات جورجية»، لم يحددها، تهدف إلى تأجيج التوتر بحلول الذكرى الأولى لاندلاع الحرب بين الجارتين. وفي هذا السياق أيضاً تتهم روسيا الولايات المتحدة ودول الاتحاد السوفييتي السابقة، مثل أوكرانيا، بإعادة تسليح جورجيا لمساعدتها مرة أخرى على إعادة الكرة للسيطرة على «أوسيتيا الجنوبية» وشقيقتها الانفصالية الأخرى «أبخازيا»، وهو ما يشير إليه وزير الخارجية الروسي «جريجوري كارازين» قائلا: «إنه من المؤسف أن تعمل الولايات المتحدة على تضخيم الآلة العسكرية للرئيس ميخائيل سكاشفيلي، إنها طريقة غريبة لدعم الديمقراطية». غير أنه في المقابل يصر القادة الجورجيون على تحميل المسؤولية لموسكو متهمينها بالوقوف وراء التوتر الحالي بسعيها المتواصل للإطاحة بالرئيس «سكاشفيلي» وتعطيل الجهود الحثيثة التي بذلتها جورجيا منذ عام 2003 للاندماج في الغرب بعد اندلاع «الثورة البرتقالية». وعن هذا الموضوع يقول «شوتا يوتياشفيلي»، المتحدث باسم وزارة الداخلية الجورجية: «نحن لا نتوقع غزواً روسياً جديداً، لكن التهديد العسكري مازال قائماً، فالقوات الروسية مرابطة على بعد أميال فقط من العاصمة، وهذا الواقع يطاردنا باستمرار»، مضيفاً: «ما يقلقنا حالياً هو التصريحات العدوانية التي تصدر عن روسيا والتي ترتفع نبرتها يوماً بعد يوم». أما في روسيا التي سحقت قواتها المسلحة الجيش الجورجي في مواجهة خرجت منها منتصرة خلال العام الماضي، فإن المزاج العام يتسم بالقلق المتصاعد من الكلفة الجيوسياسية للحرب على المدى البعيد. فرغم ما يقوله البعض من أن الحرب جعلت العالم يراقب ويراجع مواقفه، كما أدت على الأرجح إلى إبطاء توسع حلف شمال الأطلسي شرقاً، وهو الكابوس الذي يزعج الكرملين، يرى البعض الآخر أن روسيا تشعر اليوم بعزلة أكثر وبأمان أقل من أي وقت مضى. هذا الطرح يؤكده «ديمتري سوسلوف»، الخبير بالمجلس المستقل للسياسات الخارجية والدفاع بموسكو، بإشارته إلى أن النفوذ الروسي العام ضمن جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق بدأ يضعف بعد حرب العام الماضي مع جورجيا قائلا: «حتى أقرب حلفائنا لم يقدموا لنا الدعم الدبلوماسي» عندما اعترفت روسيا باستقلال «أوسيتيا الجنوبية» و«أبخازيا»، مضيفاً أن «روسيا فعلا أوصلت رسالة واضحة إلى الغرب مفادها أن عليه مراعاة مصالحنا وهو ما أوقف توسع حلف شمال الأطلسي شرقاً. لكن ما نلحظه، خاصة في مناطق الاتحاد السوفييتي السابق، هو تراجع النفوذ الروسي». ومع ذلك يشير استطلاع للرأي أجراه مركز روسي مستقل، إلى أن 86% من الروس راضون عن ردة فعل الكرملين خلال مواجهة العام الماضي، وبالطبع تسود أجواء متشائمة في جورجيا التي خسرت، وعلى نحو دائم ربما، «أوسيتيا الجنوبية» و«أبخازيا». ورغم المساعدات التي تلقتها جورجيا من الغرب والمقدرة بحوالي 4.5 مليار دولار بعد الحرب، يواجه اقتصاد الجمهورية الصغيرة أزمة حقيقية، إذ من المتوقع أن ينكمش خلال العام الجاري بنسبة 2%، لكن وكأن التهديدات الروسية لا تكفي، شهدت جورجيا بالإضافة إلى ذلك شهوراً من الاضطرابات السياسية والاحتجاجات المتصاعدة بعد سعي ائتلاف المعارضة القوي على الساحة الداخلية إلى الإطاحة بالرئيس «سكاشفيلي». فريد وير كاتب ومحلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©