الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قناديل العطاء

قناديل العطاء
2 مايو 2017 19:54
مضت 4 أشهر منذ إطلاق سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مبادرة عام الخير، الذي أضاء لنا قناديل عطاء، وفتح دروباً يملؤها الخير. ورسمت الأشهر الأربعة التي أعقبت إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن المبادرة، أسمى معاني الخير والعطاء، وأدخلت السرور إلى صدورنا بتفاعل مجتمع دولة الإمارات بصغاره وكباره وشيوخه وشبابه، النابع من حب الوطن. وبلا شك إن الإضاءات التي تنتج عن العمل الإنساني والتطوعي في عام الخير، تضع حجراً مهماً في التأسيس لحكومة المستقبل وعناصر إدارتها، كما تسهم في توفير مناخ مستدام للتنافسية، ووضع الإمارات في مقدمة الدول الداعمة للعمل المؤسسي المبني على الأمن والأمان والخير المستدام. وفي الإمارات، الخير شعار حياة يلازم أبناء زايد والمقيمين على أرض الوطن الطاهرة، ويسير وفقه الجميع ليلاً ونهاراً.. صباحاً ومساء، وكيف لا والجميع يعتبره نهجاً وعبادة، فالخير في الدولة لم يتوقف يوماً، والإعلان عن 2017 عاماً للخير، سيعزز مكانة الدولة، وسيكون فيه الخير مختلفاً، فهو بين أيدٍ أمينة، تؤمن بعمل الخير، وتحول الأفكار إلى أعمال خلاقة في سبيل خدمة البشرية والتخفيف من معاناتهم. والوالد المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، غرس في أبنائه حب البذل والعطاء، كيف لا وهو صاحب مقولة «الرزق رزق الله، والمال مال الله، والفضل فضل الله، والخلق خلق الله، والأرض أرض الله، ومن توكل على الله أعطاه الله، ومن يبينا وهو يعمل ويتوكل على الله حياه الله». وعام الخير في الإمارات «عام الجميع» رسم ملامح إنسانية غمرت الكثيرين بالسعادة والسرور، كانت لها آثار إيجابية بدولة السعادة والإيجابية، فقد ساهمت في التخفيف من معاناة المحتاجين على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي، كيف لا ودولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، تواصل ريادتها في تبنّي نهج الخير والسلام والمحبة وإعلاء راية نصرة المحتاجين ومساعدة المتضررين حول العالم، الأمر الذي يعتبر امتداداً للرسالة السامية والإرث الذي استلهمناه من نهج المؤسس وباني نهضة الإمارات المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله. ومنذ إعلان المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، قيام دولة الإمارات في الثاني من شهر ديسمبر عام 1971، قامت الدولة ولا تزال تقوم بدورها الإنساني، والشواهد على ذلك لا تعد ولا تحصى، والإمارات لم تفرق بين المحتاجين لدينهم أو عرقهم أو جغرافيتهم، بل قدمت مساعداتها للمحتاجين في العالم أجمع، وتصدرت دول العالم في هذا المجال. ونجحت قيادتنا الرشيدة في غرس ثقافة الخير في نفوس الجميع، وعززت قيم العطاء، ما أثمر تفاعلاً واسعاً مع عام الخير من مختلف القطاعات الحكومية بشقيها الاتحادي والمحلي، وكذلك القطاع الخاص، إلى جانب أفراد المجتمع الذين قدموا الكثير على طريق العطاء الذي رسم ملامحه الآباء المؤسسون منذ عقود، والذي يتميز بأنه مستدام لا يقتصر على وقت أو زمان أو مكان، فقد غرست الإمارات زهور الخير والعطاء في حقول الحاجة أينما وجدت في العالم. ولذلك بصمة الإمارات واضحة منذ عقود في مجال البذل والعطاء، وواضحة في أنحاء المعمورة وفي مختلف المجالات، والخير الإماراتي مستمر فهو صفة متأصلة، ومغروسة في نفوس أبناء زايد، وإعلان 2017 عاماً للخير ليس سوى دفعة جديدة لزيادة الجهود، وتكثيف العمل لخدمة المجتمع والإنسانية داخل الدولة وخارجها من أجل الحفاظ على مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة في العمل الإنساني. وقد تميز القطاع الخاص، كما الحكومي والمجتمع في العطاء والبذل خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام الخير، فلديه من الخير الكثير في ظل ما وفرته الحكومة له من بيئة استثمارية مثالية، فقد قام عدد من الشركات ورجال الأعمال والمصارف بدعم مبادرة «عام الخير» التي طرحها برنامج الشيخ زايد للإسكان، حيث تبنى بعض تلك الجهات تنفيذ مساكن لعدد من الحالات الإنسانية التي لا تنطبق عليها شروط الحصول على مساعدات إنسانية من قبل البرنامج. وتستهدف وزارة تطوير البنية التحتية وبرنامج الشيخ زايد للإسكان والهيئة الاتحادية للمواصلات البرية والبحرية، إطلاق مبادرات خيرية مستدامة طويلة الأمد لخدمة أكبر شريحة ممكنة، وتعطي الأولوية في المبادرات الخيرية التي تخدم أسر شهداء الوطن والواجب ضمن إطار عمل شامل، هدفه تفعيل «عام الـخير»، وتحديد المستهدفات، وتوحيد جهود العمل، وترسيخ ثقافة المسؤولية الاجتماعية، بحيث تشكل الجهات الثالثة طرفاً فاعلاً ونشطاً في هذا العام. إن تضافر جهود الأفراد والشركات الخاصة إلى جانب الجهات الرسمية والحكومية، عزز مكانة الإمارات من حيث حجم المساعدات التي قدمتها للدول المحتاجة والصديقة خلال السنوات الماضية والتي تقدر بمليارات الدولارات، وبذلك احتلت الإمارات المرتبة الأولى عالمياً في البذل والعطاء، وتقديم يد العون والمساعدة للمحتاجين حول العالم وفق التقارير والإحصاءات الدولية. وفي النهاية، فإذا تجولت في العالم، ستجد الإمارات شاخصة، وحاضرة بمعالمها الإنسانية والخيرية، التي غطت أنحاء العالم، حيث المستشفيات، والمجمعات السكنية، وغيرها من المدارس والمبادرات التعليمية والاقتصادية والتنموية التي تحمل في طياتها «نفس» الإمارات الخيري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©