الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات تضمد جراح السوريين

الإمارات تضمد جراح السوريين
2 مايو 2017 20:04
وائل بدران(أبوظبي) على خط النار، ووسط الدمار الشامل الذي خلفته حرب طاحنة أكلت من سوريا الأخضر واليابس، كان للإمارات العربية المتحدة دور رئيس في تخفيف معاناة ضحايا الصراع الدامي الذي دخل مؤخراً عامه السابع مخلفاً مئات الآلاف من القتلى، والجرحى، وملايين النازحين، ومثلهم من المهاجرين، الإمارات كانت هناك من البداية، توفر المأوى، وتضمد الجروح، وتخفف من تبعات كارثة إنسانية تٌصنف على أنها الأسوأ في العصر الحديث. وفي إطار جهودها الإنسانية المتواصلة، أعلنت دولة الإمارات، تبرعاً جديداً بقيمة 250 مليون درهم لدعم الشعب السوري، حسبما أكدت معالي الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي، وزيرة دولة، خلال مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في فعاليات مؤتمر «دعم مستقبل سوريا والمنطقة» الذي عقد في بروكسل في الخامس من أبريل الماضي. ودأبت الإمارات على حضور اجتماعات المانحين لسوريا منذ اندلاع الأزمة، ولم تكتف بالوفاء بالتزاماتها التي تعهدت بها بل تجاوزتها، إدراكاً منها لحجم المأساة التي يعيشها السوريون، لا سيما النازحين واللاجئين. وقدمت الدولة مساعدات إنسانية طارئة لإغاثة السوريين زادت على ثلاثة مليارات درهم منذ اندلاع الأزمة، من عام 2011 وحتى نهاية العام الماضي. وفي عام 2016 وحده، تبرعت الإمارات بزهاء 530 مليون درهم «144 دولاراً»، رغم تعهدها في مؤتمر المانحين السابق، الذي عقد في العاصمة البريطانية لندن، في فبراير من العام ذاته بـ 500 مليون «137 مليون دولار» فقط. وركزت الإمارات على دعم النازحين في الداخل السوري، عبر تقديم المساعدات الإغاثية وتأسيس صندوق إعادة إعمار سوريا، بالتعاون مع ألمانيا والولايات المتحدة، وساندت اللاجئين الموجودين في دول الجوار السوري، سواء من خلال إقامة مخيمات، تتوافر فيها جميع مقومات الحياة الأساسية، أو من خلال تنفيذ برامج إغاثية وصحية متنوعة، شملت اللاجئين السوريين في العراق والأردن ولبنان وتركيا ومصر واليونان. خمس نجوم وحرصت الإمارات على توفير كافة متطلبات الحياة الكريمة والمرافق الصحية والتعليمية والبنى التحتية والخدمية والترفيهية في المخيمات التي تنفذها وتديرها، ومنها مخيم «مريجيب الفهود» في الأردن، والذي تديره هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، ويصفه اللاجئون بأنه «مخيم خمس نجوم». ولم يدّخر القائمون على المخيم الذي يقع على بعد نحو 80 كيلومتراً شمال العاصمة عمّان، ويشتهر باسم «المخيم الإماراتي الأردني» أي جهد أو نفقات في سبيل توفير الرعاية والاستقرار والخدمات للاجئين، وعلى النقيض من معظم مخيمات اللاجئين الأخرى، لا يعاني «مريجيب الفهود» من الزحام، ويعيش اللاجئون في كرفانات بدلاً من الخيام، ويستمتعون بالمياه الساخنة والكهرباء والشوارع المضاءة. ويتميز المخيم بروعة تصميم الكرفانات وتثبيتها بإتقان على مسافات متساوية، ووضع رقم ورمز تعريفي على كل كرفان، بالإضافة إلى وجود نظام حاسوبي مركزي يحوي بيانات دقيقة عن كل ساكني المخيم والمعونات التي تحصل عليها كل أسرة. ويحصل كل لاجئ على ثلاث وجبات ساخنة يومياً، يتم طهيها بعناية في الموقع، بوساطة شركة ضيافة أردنية خاصة، ويقوم مختصون بتوصيل الوجبات الجاهزة المغلفة مباشرة إلى أبواب اللاجئين، وتقدم وجبات خاصة لمرضى السكري وغيره من الأمراض المزمنة، بخلاف قاعات لتقديم الشاي والقهوة، حيث يمكن للاجئين أن يعدوا بأنفسهم ما يرغبون على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع في غرف للرجال وأخرى للنساء، مزودة بتلفزيونات، وهناك أيضاً منطقة مخصصة للعب الأطفال، وملعب لكرة القدم، وسوبر ماركت، ومسجد، ومركز طبي يعمل به فريق مؤهل من أطباء وممرضات الرعاية الصحية الأولية العادية، وطبيب أطفال، وطبيب توليد، وصيدلي، وطبيب أسنان، ويضم المركز قسماً للأشعة وغرفة عناية مركزة. ومع تصاعد الأزمة السورية عام 2014، قدمت الإمارات مساعدات إنسانية بلغت 1.55 مليار درهم إماراتي، بحسب التقرير السنوي الصادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي العام الماضي، وشهد العام نفسه افتتاح المرحلة الثانية من المخيم، والتي تتسع لستة آلاف لاجئ سوري. وقدمت الجهات الإماراتية المانحة، مساعدات بقيمة 249.5 مليون درهم لمشاريع إنسانية جرى تنفيذها داخل سوريا، بما يمثل 16.1 في المئة من المساعدات المقدمة من الإمارات لصالح الأزمة السورية، بينما حصلت مشاريع دعم اللاجئين السوريين في الدول المجاورة على مساعدات بقيمة إجمالية بلغت 1.3 مليار درهم في 2014. وجاء في مقدمة المشاريع التي تم تنفيذها داخل سوريا توفير الإمدادات الأساسية اللازمة للحياة وإنقاذ الأرواح مثل المياه والطاقة والرعاية الطبية إلى جانب تأمين إمدادات الغذاء، بحسب التقرير. وقدم صندوق أبوظبي للتنمية مساعدات غذائية للسوريين النازحين داخليا، وكذلك لوكالة الأونروا، من أجل اللاجئين الفلسطينيين داخل سوريا، وموّل الصندوق أيضاً مشروع لدعم تغذية الأطفال تحت سنّ الخامسة، والنساء الحوامل المرضعات. وحصلت مشاريع دعم اللاجئين السوريين في الأردن على 82.0 في المئة من إجمالي المساعدات الإماراتية المقدمة لصالح الأزمة السورية، بقيمة بلغت 1.27 مليار درهم، لصالح تنفيذ 76 مشروعاً. وجاءت المساعدات الأساسية المقدمة للاجئين السوريين في الأردن من مصدر مشترك شمل حكومة الإمارات ودائرة المالية بأبوظبي، لصالح عمليات التشغيل والتكاليف الإدارية واللوجيستية لمخيمات اللاجئين، إلى جانب المساعدات الغذائية والطبية. ويبلغ عدد المشاريع المتبقية 74 مشروعاً، تم تنفيذها بتمويل من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وصندوق أبوظبي للتنمية وجمعية الشارقة الخيرية ومؤسسة أحمد بن زايد آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وجميعها تهدف إلى إنشاء وتجهيز وتحسين مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن، وفق التقرير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©