الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيل جيتس أيقونة العطاء.. أول تريليونير في تاريخ البشرية مهموم بالفقراء

بيل جيتس أيقونة العطاء.. أول تريليونير في تاريخ البشرية مهموم بالفقراء
2 مايو 2017 20:12
دينا مصطفى (أبوظبي) تجربة فريدة في العطاء رسم خطوطها بيل جيتس مؤسس شركة «مايكروسوفت»، والذي سيتوج قريباً كأول «تريليونير» في تاريخ البشرية بحسب تقرير لمنظمة «أوكسفام» البريطانية، فهذا الرجل الذي يمتلك ثروة تندرج في إطار ميزانيات الدول، مهموم بفقراء العالم، وشغله الشاغل مد يد العون لهم، وتخفيف معاناتهم من خلال برامج مدروسة بعناية، تنفذها منظمة خيرية، أسسها هو وزوجته ماليندا عام 2000، وتبرع لها بنصف ثروته. بيل جيتس المتربع على قائمة أثرى أثرياء العالم عام 2017، هو الأكثر سخاء وإنفاقاً على الأعمال الإنسانية على المستوى الدولي، وتبرع خلال السنوات الماضية بأكثر من 40 مليار دولار من أصل ثروته البالغة حالياً 81 مليار دولار، ويُمضي معظم وقته منذ استقال من وظيفته في مايكروسوفت في مساعدة الفقراء والسفر لأفقر مناطق العالم لتنفيذ أعماله الخيرية. جيتس قاد حملة لحث «مليارديرات العالم» على التبرع بسخاء للفقراء، وتخصيص جزء كبير من ثرواتهم لحل المشاكل الملحة التي يعاني منها العالم، والارتقاء بالتعليم والخدمات الصحية وتشجيع النابهين والمبدعين، ووجدت الحملة تفاعلاً إيجابياً من أغلب الأغنياء، وفي مقدمتهم مارك زوكربيرج مؤسس شركه فيسبوك ومؤسس جوجل وغيرهما. ويؤكد من عرفوا بيل جيتس عن قرب، أو تعاملوا مع مؤسسته، أن «الوعي في العطاء» أهم ما يميز، فالمؤسسة لها أنشطة خيرية متعددة، بينها قاسم مشترك واضح يتمثل في ضرورة أن يكون العطاء مستداماً وليس وقتياً. وتقوم مؤسسة «بيل وميليندا» على فلسفة راقية تتلخص في ممارسة العطاء ومساعدة الآخر وأنت على قيد الحياة وليس تخليداً لذكراك بعد رحيلك، كما هو الحال في العديد من المؤسسات الخيرية حول العالم، وقد أكد جيتس مراراً أن تبرعه بنصف ثروته وهو على قيد الحياة، وتنفيذ مشروعات عديدة لمساعدة الفقراء والمحتاجين، أمر ذو أهمية كبيرة بالنسبة له، ومصدر لسعادة غامرة يشعر بها، ووسيلة لإعلاء قيمة العطاء والتكافل. وتجربة بيل جيتس وزوجته نموذج للعطاء من منطلق إنساني فلسفي، ظهر بوضوح في تصريح لزوجة جيتس قالت فيه، إن الله حباها وزوجها أموالاً ضخمة أكثر من احتياج الأسرة، ومن ثم كان من الضروري اتخاذ قرار بالتبرع بنصف الثروة لمساعدة الفقراء والمحتاجين في العالم دون اعتبار للجنسية أو العرق أو الدين، فالمنظور الإنساني العام الذي يميز المؤسسة وقيادتها يتسع ليشمل الجميع. وتقدم المؤسسة مساعدات إنسانية مختلفة حول العالم، تتضمن منحاً ومشروعات لعلاج المرضى، وتطعيم الأطفال، وإطعام الفقراء والمحتاجين، وتعليم غير القادرين، ولذلك ينظر العالم إلى مبادرة بيل جيتس وأسرته باعتبارها نموذجاً للعطاء في أروع صوره، فالعطاء لا بد أن يكون بلا حدود من ناحية وبلا قيود أيضاً، وهذا الفكر هو ما يحتاجه العالم بالفعل، ولعلَّ هذا سبب موافقة 11 مليارديراً أميركياً على التبرع بنصف ثرواتهم أيضاً لمؤسسة جيتس. تأثير هائل ويؤكد المتحدث باسم منظمة «أوكسفام» الإغاثية الدولية د. محمد أبو نجلية أهمية الأنشطة الخيرية التي ينخرط فيها بعض الأشخاص شديدي الثراء في العالم، سواء تلك التي جرت في الماضي أو التي تجري في الفترة الحالية. وشدد أبو نجلية في تصريح لـ «الاتحاد» من مقر المنظمة ببريطانيا، أن جهود وتجربة بيل جيتس «مرحبٌ بها ويمكن أن تؤتي بثمارها بشكلٍ كبير». وأشار المتحدث باسم «أوكسفام» التي تدير أنشطة إغاثية في العشرات من دول العالم إلى «التأثير الهائل» الذي تُخلّفه «جهود أثرياء العالم المهتمين بالأنشطة الخيرية وسخاؤهم» فيما يتعلق بتحسين مستوى حياة الفقراء. ويرى أبو نجلية أن الأعمال الإنسانية التي تعتمد على سخاء مؤسسة بيل جيتس محمودة، فالمؤسسة تغيث المحتاجين والفقراء حول العالم، ولكن للأسف عدد الفقراء والمحتاجين حول العالم أكثر مما يتم تقديمه من مساعدات. ودعا إلى بذل المزيد من الجهود الخيرة للتعامل مع جذور مشكلة الفقر المدقع التي يعاني منها مئات الملايين من الأشخاص في مختلف أنحاء العالم، أو معالجة الأسباب التي تؤدي إلى حرمان هؤلاء من الفرص التي يستحقونها. مساعدات نوعية من جانبه قال د. مصطفى عثمان الخبير الدولي في مجال الطوارئ ورئيس قسم الإغاثة بالمنظمة الدولية للمساعدات الإنسانية ومقرها بريطانيا إن مؤسسة بيل جيتس متفردة بما تقدمه من مساعدات، مشيراً إلى أنه من خلال عمله معها استشعر أهمية أنشطتهم نظراً للوعي الزائد في تقديم المساعدة، إذ تختار الأماكن ونوعية المساعدة بدقة فائقة، وعلى سبيل المثال هي المؤسسة الوحيدة التي تراقب الأمراض الوبائية في سوريا، ولولا جهودها لطالت سوريا والسوريين مصائب وكوارث عديدة، ولقتل التلوث أعداداً مخيفة من الأبرياء. وأوضح أنه من خلال برنامج «إيي وون بروجرام» الذي يراقب الأمراض الوبائية، يتم تحريك عجلة المؤسسات التي تعمل في مقاومة الأوبئة، مثل منظمة who وغيرها من المنظمات العاملة في مجال المساعدات والإغاثة، وتعتمد هذه المنظمات في عملها على برنامج منظمة «بيل جيتس»، ومن هنا تأتي أهمية تأثير مؤسسة بيل جيتس، فهي لا تمنح المساعدات الإنسانية فحسب، بل توفر البرامج التي تعمل عليها باقي المنظمات، ورغم قلة عدد العاملين التابعين للمؤسسة في كل مدينة إلا أن ما يفعلونه في مواجهة الأزمات الإنسانية كبير جداً. وقال عثمان: تأتي التطعيمات المرتبة الثانية بقائمة اهتمامات مؤسسة بيل جيتس، وبالفعل حققت المؤسسة نجاحات ملموسة في هذا الشأن، أهمها أنها تحرك العديد من المؤسسات التي تعمل في المجال. واختتم حديثه قائلاً: في عالمنا العربي يوجد الكثير من المبادرات والمؤسسات التي تقوم بأدوار مهمة في مجال الإغاثة والمساعدات الإنسانية بموجب الإرث الثقافي والديني والإنساني، منهم الوليد بن طلال الذي يتبرع بمبالغ كبيرة في هذا المجال، وما نحتاجه هو إقرار آلية تحدد أسلوب تقسيم الأموال على أوجه الاحتياج، فأفضل ما فعله بيل جيتس ليس منح أموال، بل دراسة المنح والمساعدات قبل تقديمها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©