وقعت المفوضية القومية للانتخابات وحكومة السودان من جانب، والولايات المتحدة الأميركية والمعهد الديمقراطي للشؤون الدولية الأميركية والمعونة الأميركية من جانب آخر، اتفاقاً لدعم برنامج التوعية بشأن الانتخابات التشريعية والرئاسية التي ينتظر إجراؤها في شهر أبريل من العام المقبل. ووقع الاتفاق في الخرطوم من جانب المفوضية الدكتور عبد الله أحمد عبد الله نائب رئيس المفوضية والدكتور التجاني صالح فضيل وزير التعاون الدولي ممثلاً للحكومة والقائم بالأعمال الأميركي.
من جهة أخرى أعلنت بعثة الأمم المتحدة عن نشر موظفيها في جميع ولايات السودانية نهاية الشهر المقبل لتقديم المساعدات والدعم في الانتخابات استجابة لطلب من مفوضية الانتخابات. وأكد رئيس قسم الانتخابات بالبعثة رأي كيندي في مؤتمر صحفي أن دور البعثة يقتصر على تقديم المساعدات وليس المراقبة لمراحل الانتخابات. وقال «سنقوم بنقل 5.7 مليون طن من الآليات والمواد الخاصة بالانتخابات إلى المواقع المختلفة في أكبر عملية من نوعها في البلاد». ودعا كيندي إلى وضع الحلول المناسبة للخلافات المشتعلة حالياً بين الحكومة والقوى السياسية بسبب نتائج التعداد السكاني محذراً من مغبة تأخر جديد لموعد انطلاق الانتخابات. وحث مفوضية الانتخابات بوضع برامج وخطط تعين على تحديد ميزانية الانتخابات مشيراً إلى أن البعثة أوضحت في وقت سابق تحفظها على ميزانية الانتخابات التي قدمت لها من الحكومة السودانية والتي بلغت مليار دولار مؤكداً أن الرقم مبالغ فيه وطالبت الحكومة السودانية بمراجعتها. وأضاف أن التخطيط السليم يساهم في تحديد التكلفة الحقيقة مشيراً إلى أن هناك مناقشات تجرى حالياً في هذا الصدد. ورحبت قوى سياسية سودانية برغبة الأمم المتحدة في تقديم العون والمساعدة للناخبين في العملية الانتخابية، وأكدت في استطلاع أجرته»الاتحاد» أنها خطوة مهمة تعبر عن اهتمام المجتمع الدولي بإحداث التغيير الديمقراطي المرتقب في البلاد. وقالت القوى إن مشاركة الأمم المتحدة في العملية الانتخابية يساهم في تثقيف الناخبين وتدريبهم على الجوانب الفنية الضرورية لضمان نزاهة الانتخابات. وقال أحمد سعد عضو الحزب الاتحادي إن الإعداد الجيد للناخبين يعد أحد أهم المرتكزات في العملية الانتخابية مؤكداً أن خبرات الأمم المتحدة في الجوانب الفنية ستفيد الناخبين لاجتياز كل مراحل الانتخابات من دون خلل أو أخطاء فادحة كما حدث في تجارب سابقة داخل السودان وخارجه. وأضاف سعد أن الأمم المتحدة أكدت تقديم المساعدات الفنية وتدريب الناخبين فضلاً عن تقديم عمليات لوجستية تُعنى بنقل المواد الانتخابية والتي كانت تشكل أحد التحديات التي تجابه الانتخابات وقال «إن المفوضية وفقت كثيراً عندما طلبت من الأمم المتحدة القيام بهذه المهمة الصعبة»، إلا أن عبد السلام الخضر عضو الحزب الشيوعي يجد في مساعدات الأمم المتحدة جزءاً من الحل للتعقيدات التي تجابه الانتخابات في السودان مشيراً إلى أهمية معالجة الاحتقانات والصراعات في الولايات الغربية والجنوبية بالبلاد والتي تحد من نجاح العملية الانتخابية كما أكد الخضر أن النجاح لن يصادف الانتخابات ما لم يطو ملف النزاعات في دار فور المتوجسة من حدوث تصعيد عسكري بين اللحظة والأخرى للحركات المقاتلة هناك. وأكد الخضر أن عمليات تدريب الناخبين من قبل خبراء الأمم المتحدة ستساهم في تفهم إجراءات الانتخابات التي تعد الأكثر تعقيداً في تاريخ الانتخابات بالسودان، مشيراً إلى أنها ستتضمن ست عمليات انتخابية في الوقت ذاته يستخدم فيها الناخبون عدة طرق للتصويت ما يجعل عملية التدريب أهم المراحل التي ينبغي التعجيل بها. ومن جانبه رحب حاتم سعد الدين الباحث والمتخصص في الشؤون الدولية بمركز الدراسات والبحوث بمشاركة الأمم المتحدة في الانتخابات السودانية مبيناً أنها ستدعم الثقة في إجراء انتخابات سليمة في وقت تتعالى الأصوات الساخطة على المراحل الأولية للانتخابات.
عدد اليوم
