الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الابن الأوسط» بين الأهتمام بالإبن الأكبر و «دلع» آخر العنقود

«الابن الأوسط» بين الأهتمام بالإبن الأكبر و «دلع» آخر العنقود
17 مارس 2011 19:54
على الرغم من تأكيد الجميع أن «خير الأمور الوسط»، إلا أن الأوسط في كل أسرة يكره موقعه أحيانا بين إخوته، فالخير والحب والرعاية والدلال، تذهب أولا لأكبرهم ولاحقا لأصغرهم، أما الطفل الثاني فيكون قابعا في الوسط يصرخ ويشكو «اسمعوني لا تظلموني أين أنا». عن الابن الأوسط وشعوره بأنه أقل أهمية من بقية أخوته تقول الاخصائية النفسية مريم أحمد: «يتصف الابن الأوسط بأنه مشتت، يشعر بأنه لا محل له من الإعراب، فهو يأتي بين ابن أكبر «بكري»، يأخذ زمام المبادرة وحرية اتخاذ القرار فهو الكبير، وأخ أو أخت صغرى تنال «الدلع» بينما يقف هو متنازع التفكير بينهما، لا دور محدد له داخل الأسرة، فهو يرى نفسه «ضحية» حيث يتم توجيه الملاحظات إليه دائمًا، وتنتقد تصرفاته باستمرار، ويعتمد عليه لإنجاز مهام وواجبات أكثر من إخوته، أو يتم تجاهله بشكل عفوي من الأهل، مما قد يؤدي به إلى الإحساس بعدم انتمائه للأسرة». كل تلك الأسباب تجعل الابن الأوسط يميل كما تشير الأخصائية: «إما إلى العنف الزائد» العدوانية والغيرة، أو المثالية الزائدة في تصرفاته، وذلك نتاج طبيعي لحيرة ذلك الطفل الصغير لتفسير تصرفات والديه نحوه ونحو أخوته، ومحاولة منه لإثبات ذاته داخل الأسرة وإيجاد مكان ودور فعال بداخلها». عدم الانتماء لا يقتصر الأمر على ذلك بل يعاني الولد الأوسط في العائلة من مشكلة عدم الانتماء. تسترسل الأخصائية حديثها: « يشعر الإبن الأوسط بانه ليس الشخص البكري الذي يتمتع باستقلاليته واحترام والديه له، وليس آخر العنقود ليكون الأقرب لأفراد العائلة والابن المدلل، فيكون الضحية الأمثل لتوجيه الملاحظات له وانتقاد تصرفاته أياً كانت، والاعتماد عليه لإنجاز مهام وواجبات أكثر من أخوته أو تجاهله بشكل عفوي من الأهل» . وعدم الانتباه لهذه الناحية كما تؤكد الأخصائية: «قد يُفقد الأهل سيطرتهم على تصرفات الولد الأوسط الذي غالباً ما يكون ذا شخصية مختلفة عن أخوته ويميل للتمرد واللامبالاة ويحاول دائماً أن يقول «أنا موجود وأحتاج من يفهمني» مقارنة أخوية يشعر الابن الأوسط بالضياع لعدة أسباب، تقول الأخصائية: «أهم الأسباب هو موضوع المقارنة بينه وبين أخوته خصوصاً إذا اخطأ، نجد الأهل هنا بشكل غير واع يقارنون بين تصرفاته وتصرفات من هو أكبر منه، إلى جانب الاهتمام بطريقة لاشعورية بالابن الأول «البكر»، حيث لا يزال الأول رغم وجود غيره محط اهتمام الوالدين، وباعتباره المسؤول دائما عن أخوته وعن الأسرة عند غيابها، كذلك الاهتمام بالصغير والتوصية عليه باعتباره ختام الإنتاج الذي يلقى الرعاية والحنان الأكبر، مما يجعل الابن الأوسط «ضائعا» ، لانه لم يحظ بالاهتمام ذاته أو حتى تحديد الدور والمسؤولية التي عليه. هذه الأسباب تجعل شخصية الابن الأوسط شخصية قلقة، وفي حيرة دائما وتفكر في الطريقة النموذجية التي تجذب والديه إليه ولهذا هو دائما مشغول لا يشعر بالاتزان النفسي عندما يقارن نفسه بمن هم أكبر أو أصغر سناً منه». المعاملة السوية أما عن الدور المطلوب من الأهل لتجنب هذا الاضطراب تلفت الاخصائية مريم إلى ذلك قائلة: «لابد من عدم التفرقة بين الأبناء في المعاملة أو محاولة تفضيل أحد منهم على الآخر، بل يجب أن نعطي الابن الأوسط دوراً ونمنحه مسؤولية مثل مساعدة الكبير ورعاية الصغير خصوصا في غياب الأهل، إلى جانب إشعاره بانه جزء أساسي في الحياة ، وإنه مثلما نتوقع من أخوته نتوقع منه الأفضل حتى يزول الضغط النفسي عنه، ويتم تحديد الصورة والدور الذي يؤديه بين أسرته. إلى جانب التقرب من الولد الأوسط لمعرفة طبيعة علاقاته الشخصية للتدخل حين اللزوم، حيث يميل عادة لإحاطة حياته وعلاقاته بشيء من السرية مما يجعله عرضة للوقوع في مشاكل ومتاعب قد يتأخر الوقت كثيرًا قبل أن يعرفها الأهل». نصائح مهمة وللتخفيف من شعور الابن الأوسط أنه درجة ثالثة تنصح الأخصائية التربوية مريم الوالدين اتباعها هذه الإرشادات وأخذها بعين الاعتبار خلال تعاملهما مع الابن الأوسط منها: ? التركيز على طريقة تفكيره وردود أفعاله. ? تخصيص وقت معين للتحدث إليه في حالة ما لاحظا ميله إلى العزلة والانطواء. ? عدم مقارنته بالآخرين. ? إشعاره بالرعاية والاهتمام وعدم القسوة عليه. ? تجنيبه الشعور بالإحباط. ? مساعدته على بناء علاقات جديدة ? تعزيز ثقته بنفسه وإشعاره بمدى تميزه من خلال تخصيص نشاطات خاصة به. ? عدم التمييز بين الأخوة في المعاملة والحرص على تقديم الاهتمام والتقدير ذاته للجميع.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©