128,5 مليار درهم التبادل التجاري بين الإمارات والصين خلال العام الماضي

ماجد الحاج (الشارقة) - بلغ حجم التبادل التجاري بين الإمارات والصين خلال العام الماضي نحو 128,5 مليار درهم (35 مليار دولار) بحسب تشان جنغ باو القنصل العام الصيني بالدولة. وقال، خلال ملتقى الاستثمار بين الشارقة ومقاطعة جيجيانج الصينية بالإمارة أمس، إن هناك 4 آلاف منشأة صينية تعمل في الإمارات. وكانت قيمة التبادل التجاري بين الإمارات والصين نمت خلال الأحد عشر شهراً الأولى من العام الماضي بنسبة 39%، لتصل إلى 117,6 مليار درهم (32 مليار دولار)، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2010، بحسب بيانات الجمارك الصينية. وأظهرت البيانات ارتفاع الصادرات الصينية بنسبة 28% لتصل إلى 89,3 مليار درهم (24,3 مليار دولار) خلال الأحد عشر شهراً الأولى من العام الماضي، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2010، كما ارتفعت صادرات الدولة إلى الصين بنسبة 89% لتصل إلى 27,9 مليار درهم (7,6 مليار دولار). وأكد القنصل الصيني حرص بلاده على تشجيع رجال الأعمال الصينيين بالتوجه نحو المنطقة العربية خاصة دولة الإمارات، إيمانا منها بأهمية تلك المساعي في تحقيق شراكات اقتصادية كاملة وبناء علاقات تجارية بين الفعاليات الاقتصادية. وأشار إلى أهمية هذا الملتقى الاستثماري في تعزيز التواصل في مجالات الاستثمار والتجارة والثقافة وصولا إلى آفاق ارحب تلبى تطلعات الشعبين الصديقين. وأضاف أن التعاون التجاري والاستثماري بين مقاطعة جيجيانغ وإمارة الشارقة يسهم في تحقيق المزيد في التعاون القائم بين الصين والإمارات نظرا لتعدد الفرص السانحة للعمل معا. ونوه بدور غرفة تجارة وصناعة الشارقة ومجلس الصين لتنمية التجارة الدولية بالمقاطعة، في دعم مجالات التعاون التجاري وتنظيم الفعاليات الاقتصادية التي تعد منصة للتواصل بين مجتمع رجال الأعمال. الفرص الاستثمارية يبحث الملتقى الذي نظمته غرفة الشارقة، سبل التعاون في العديد من القطاعات الاقتصادية ذات الاهتمام المشترك إضافة إلى التعريف بالفرص والمزايا الاستثمارية التي يزخر بها كل جانب. وحظي الملتقى بمشاركة نخبة من المسؤولين الاقتصادين ورجال الأعمال والشركات والمؤسسات الرائدة في الشارقة والإقليم الصيني تقدمهم محمد سلطان بن هويدن النائب الأول لرئيس مجلس الإدارة ومحمد سالم المشرخ ومحمد راشد صفر أعضاء مجلس الإدارة وحسين محمد المحمودي مدير عام الغرفة ومحمد أحمد أمين مساعد المدير العام للشؤون الاقتصادية والدولية بالغرفة ومحمود شريف محمود مدير إدارة السياسات التجارية الخارجية بوزارة التجارة الخارجية. حضر الملتقى من الجانب الصيني تي جيا نشي رئيس مجلس الصين لتنمية التجارة الدولية لمقاطعة جيجيانغ وتشان جنغ باو القنصل العام الصيني بالدولة وأعضاء الوفد الصيني المرافق. مبادرات إيجابية وقال محمد سلطان بن هويدن إن هذا الملتقى يعزز العلاقات المتنامية بين البلدين الصديقين في ظل إسهامات الشارقة المتعددة ومبادراتها الإيجابية التي حظيت بكل دعم ورعاية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتشجيع من سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة تأكيدا للحرص على تطوير وتنمية تلك العلاقات على الصعيدين الحكومي والخاص. وأعرب عن أمله في أن يسفر هذا الملتقى في توسيع آفاق التعاون الاستثماري وتنمية العلاقات الاقتصادية والاستفادة من التسهيلات والخدمات التي يوفرها كل جانب وتدارس فرص الاستثمار المتاحة، تعزيزاً للشراكة الاستثمارية بين دولة الإمارات عامة، وإمارة الشارقة خاصة، وبين جمهورية الصين الشعبية. وأكد ابن هويدن أهمية العمل الجاد على تطوير الشراكة مع الجانب الصيني لتأخذ أبعاداً استراتيجية في نوعية الاستثمارات وطبيعة المشروعات وزيادة حجم المنتجات والسلع والخدمات المتبادلة. وأضاف أن لدى كل جانب الكثير والعديد الذي يمكن أن يسهم به في تقوية تلك الشراكة الاستراتيجية وتوسيع آفاق الاستفادة من نتائجها ومخرجاتها في نمو وتوسيع علاقات كل جانب مع دول العالم. وزاد” في ظل العلاقات الخاصة التي تجمع الشارقة بالصين ومذكرات التفاهم والتعاون الموقعة بين الغرفة والمجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية تعدد تنظيم الفعاليات والإحداث المشتركة لصالح نمو وزيادة هذه العلاقات والتي توجت مؤخراً بنجاح في استضافة الشارقة لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين خلال شهر يناير الماضي. شراكة اقتصادية من جانبه، أكد تي جيا نشي رئيس مجلس الصين لتنمية التجارة الدولية لمقاطعة جيجيانغ أهمية العمل على تنظيم المزيد من اللقاءات نظرا لدورها في التعريف وبصورة مباشرة بالفرص والمزايا الاستثمارية السانحة والمناخ الاقتصادي التي يوفره كل جانب مع أهمية بذل الجهود اللازمة للوصول إلى شراكة اقتصادية استراتيجية تخدم مختلف القطاعات. واستعرض المسؤول الصيني إمكانات ومقومات المقاطعة الصينية التي شهدت نمواً مطرداً في قيمة المبادلات التجارية مع دول العالم بما نسبته 22% عن العام الأسبق حيث بلغت 309 مليارات دولار. وذكر أن عدد الشركات والمؤسسات التجارية الإماراتية التي لديها معاملة تجارية مع المقاطعة يصل إلى 268 شركة، فيما تصل قيمة تلك التجارة لهذه الشركات 480 مليون دولار. وأضاف أن ما يزيد على عشرة آلاف تاجر من الدول العربية يقيم في مدن المقاطعة، مؤكدا أن ذلك يسهم في زيادة وتوسيع الاستثمار وحجم التبادل التجاري. إلى ذلك، قال حسين محمد المحمودي مدير عام الغرفة إن الصين تعتبر شريكا استراتيجيا لدولة الإمارات على مستوى المنطقة. وذكر أن قيمة الاستثمارات الصينية في الشارقة بلغت اكثر من 100 مليون درهم من خلال 120 منشأة اقتصادية صينية تعمل بالإمارة في مجالات معدات الإنشاءات وقطاع الأثاث والمفروشات وقطاع الملابس الجاهزة والأقمشة والصناعات الإلكتروميكانيكية والكيميائية. وأشار المحمودي إلى هناك العديد من الفرص المتاحة بين الطرفين لنقل التكنولوجيا والمعلومات والطاقة البديلة بالإضافة إلى الفرص الاستثمارية في قطاع السياحة باعتبارها عاملا أساسيا في التنمية الاقتصادية. ودعا إلى ضرورة تفعيل العلاقات الثنائية من خلال المتابعة والتنسيق وبذل مزيد من الجهود للدفع بها نحو مستويات متقدمة. شهد الملتقى عقد لقاءات ثنائية بين رجال الأعمال الصينيين ونظرائهم من الشارقة تعرفوا خلالها إلى الفرص ومجالات التعاون السانحة ومدى إمكانية إقامة شراكة استثمارية.