الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ترغيب الأطفال في ألعاب اللياقة «تكتيك» عصري لاستئصال السمنة

ترغيب الأطفال في ألعاب اللياقة «تكتيك» عصري لاستئصال السمنة
17 مارس 2011 20:01
ألعاب اللياقة هي ألعاب رقمية تفاعلية أو ألعاب الفيديو القائمة على المحاكاة الحركية مثل “واي/ Wii” و”دنس دنس ريفولوشن/Dance Dance Revolution”. وقد أصبحت هذه الألعاب جزءاً لا يتجزأ من مجموع الألعاب التي تحويها كل حلبة أو منطقة ألعاب في ملاهي الأطفال والمراكز التجارية (المُولات) يقصدها الصغار والكبار على حد سواء. لكن التساؤل المطروح هو ما إذا كانت هذه الألعاب ألعاب لياقة فعلاً أم أنها لا تحمل من هذا المعنى غير الاسم؟ دراستان حديثتان أشارتا إلى أن هذه الألعاب من أكثر ألعاب الأطفال حرقاً للدهون. فهي تتيح للطفل تحريك معظم أطراف جسمه وليس يديه فقط كما هو حال باقي الألعاب الإلكترونية، وتمنحه متعتين، وتقيه شرين. فأما المتعتان فهما المرح والرياضة، وأما الشران، فهما السمنة وتعب الأعصاب. لكن البعض يقول إن هذه الألعاب لا تمثل إلا نقطة في بحر مما يمارسه الأطفال من ألعاب إلكترونية، وإن تكرار لعبها ما دون الألعاب الأخرى يشعر بالملل! ألعاب ورياضات نُشرت الدراسة الأولى عن ألعاب اللياقة في العدد الأخير من النسخة الإلكترونية لمجلة “أرشيفات طب الأطفال والمراهقين”، وركزت على تقدير عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الأطفال الولعون بهذه الألعاب، ومقارنتها برياضات حرق الدهون مثل المشي على آلة المشي. وقام الباحثون خلال هذه الدراسة بتحليل معدل الجهد الذي يبذله 39 طفلاً وطفلةً تصل أعمارهم 11 سنةً خلال استخدامهم لألعاب اللياقة من جهة، وآلات المشي من جهة أخرى. وطلبوا من الأطفال المشاركين تسمية أكثر ألعاب اللياقة والمحاكاة الحركية تحقيقاً للمتعة من بين سلسلة ألعاب هي: سبورت وول، ذا جاكي شان أليي ران باي هيفيكس، لايت سبايس باج إنفايجن، سايبكس تريزر جولي وورز، دنس دنس ريفولوشن، ونينتندو واي بوكسينج. المُعادل الأيضي خلص الباحثون إلى أن مشي ثلاثة أميال في الساعة يُنتج معادلاً أيضياً للجهد الذي يبذله 4,9 طفل. ويقوم المعادل الأيضي على قياس كمية الأوكسجين التقديرية التي يستخدمها الجسم خلال كل نشاط. فالمعادل الأيضي للبستنة الخفيفة على سبيل المثال يصل 2، بينما يبلغ 6 إلى 7 عند المشي لمسافات طويلة، و13,5 عند قطع مسافة ثمانية أميال في الساعة جرْياً. أما مقابل ذلك في ألعاب اللياقة، فهو 4,2 معادل أيضي للعبة “واي”، و5,4 للعبة “دنس دنس ريفولوشن”، و6,4 للعبة “لايت سبايس”، و7 للعبة “كسافيكس”، و5,9 للعبة “سايبكس تريزر”، و7,1 للعبة “سبورت وول”. هذا علماً أن هذه القياسات أُخذت أثناء استخدام الأطفال المشاركين لهذه الألعاب بوتيرة تتراوح بين الاعتدال والكثافة. ولوحظ أن أربعًا من هذه الألعاب تحرق من السعرات الحرارية أكثر ما تحرقه آلات المشي. ولاحظ الباحثون أن لعبة “سبورت وول” هي اللعبة المفضلة لدى الأطفال، بينما لعبة “كسافيكس” هي الأقل شعبية بينهم. كما سجلوا أن الأطفال الذين يُعانون من الوزن الزائد أو الذين هم عرضة لزيادة الوزن كانوا يستمتعون بهذه الألعاب أكثر من أقرانهم من الأطفال ذوي مؤشرات كتل جسمية منخفضة. اختيارات شخصية قال الباحثون إنه على الرغم من أن ألعاب اللياقة والمحاكاة الحركية قد لا تكون الوصفة المثلى لجعل الأطفال قليلي الحركة يتحركون وينشطون، فإن لها دوراً هاماً باعتبارها “من بين الاستراتيجيات البديلة والمتجددة التي يمكنها التقليل من أوقات الجلوس في صفوف الأطفال وزيادة تعويدهم على ممارسة تمارين رياضية مستمرة ضمن أنشطة اللهو والمرح وتحقيق متعة مضاعفة”. وأضافوا “لذلك فإن هذه الألعاب تعتبر على بساطتها بالغة الأهمية وبشكل خاص في الأوساط التي ترتفع لدى أفرادها احتمالات الإصابة بالسمنة أو زيادة الوزن، أو التي يكثر فيها عدد الأطفال البُدناء”. لكن عندما يتعلق الأمر بالتزام برنامج ألعاب لياقة معين دون غيره، فإن جانب الاختيارات الشخصية يطرح نفسه، إذ يصعُب إلزام الطفل بلعب لعبة دون أخرى بدعوى أنها أكثر حرقاً للسعرات الحرارية. طاقة مستهلَكة في دراسة حول ألعاب الفيديو التفاعلية سبق نشرها في النسخة الإلكترونية لمجلة “الطب والعلم في التمارين الرياضية”، قام باحثون بقياس عدد السعرات الحرارية التي يحرقها 100 رجل وامرأة تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنةً ومدى استمتاعهم أثناء لعب أربع ألعاب هي: “شوتر/shooter”، و”بند سيميوليشن/ band simulation”، و”دنس سيميوليشن/ dance simulation” و”اللياقة/ fitness”. وتمثل هذه الألعاب جميعها باستثناء لعبة “شوتر” وسائل جيدة لحرق عدد كبير من السعرات الحرارية. فبينما لا تتطلب ألعاب “شوتر” إلا 23? من الجهد المبذول (أي السعرات المحروقة)، تُنتج لعبة “بند سيميوليشن” 73? من الجهد، وتنتج لعبة “دنس سيميوليشن” 298? من الجهد، فيما سجلت لعبة “اللياقة” أعلى نسبة من إنتاج الجهد المبذول بنسبة 322?. الأكثر شعبيةً بصرف النظر عن النسب المئوية للجهد المبذول والطاقة المنتجة، لاحظ الباحثون أن ألعاب “بند سيميوليشن” كانت الأكثر شعبيةً في صفوف المشاركين، علماً أنها من بين أقل الألعاب حرقاً للسعرات الحرارية، وأن مستوى استخدام جميع المشاركين لهذه الألعاب كان خفيفاً جداً. إلا أنهم عبروا عن تفاؤلهم من كون هذه الألعاب قد يكون لها تأثير إيجابي على أنماط العيش السائدة حالياً والقائمة على التسمر أمام الشاشات في وضعية جلوس أو تمدد لفترات طويلة مع التهام الفشار أو رقائق البطاطا المملحة. وتعليقاً على ذلك، قال الباحثون “إن تعويض مشاهدة التلفاز بممارسة ألعاب لياقة أو محاكاة حركية من شأنه أن يكون تكتيكاً فعالاً للتقليل من الآثار الصحية السلبية لسلوكات الجلوس والقعود والاستعاضة عنها بسلوكات أكثر حركية”. ومهما تكن الألعاب التي يمارسها الطفل، فإنه ما من شك في أن الألعاب التي تجعله حركياً ونشيطاً أكثر تبقى الأعظم والأفضل. فالعديد من السلطات الصحية في أكثر من مكان توصي بضرورة تخصيص كل أبوين ما لا يقل عن 60 دقيقة من اللعب الحر أو الألعاب الحركية ومن بينها ألعاب اللياقة والمحاكاة. أما التسمر أمام الشاشات سواءً كانت شاشات تلفاز أو ألعاب فيديو أو غيرها من الألعاب الإلكترونية، فإن ضررها أكثر من نفعها، خصوصاً مع طغيان عادات غذائية تزيد قابلية الناس للإصابة بأدواء مختلفة وتجعل مناعتهم البدنية والنفسية في مهب رياح نمط العيش المعاصر. عن “واشنطن بوست” ترجمة: هشام أحناش
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©