الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلماء: التربية الإسلامية للشباب تعيد الأمن والتماسك للأمة

العلماء: التربية الإسلامية للشباب تعيد الأمن والتماسك للأمة
17 مارس 2011 20:03
يؤكد مفتي مصر الأسبق الدكتور نصر فريد واصل أن الإسلام دين أمن وسلام وتعاون، وأن تحقيق أمان العالم الإسلامي وسلامته واستعادة تضامنه ضرورة حتمية لمواجهة التحديات العديدة التي تفرضها المتغيرات المتسارعة. ودعا المسلمين إلى التعاون في القضاء على أسباب الخلافات في صفوفهم، والعمل الجاد لتحقيق الأمن الاجتماعي والوحدة والتكامل الاقتصادي. تعاليم وأحكام سامية وقال إن الإسلام جاء بتعاليم وأحكام سامية تكفل تنظيم العلاقات بما يحقق خير ومصلحة الجميع والمسلم وفقاً لمقتضيات عقيدته وشريعته مطالب بأن يعيش مع نفسه وغيره أمناً كاملا، وسلاماً تاماً، فالسلام اسم من أسماء الله عز وجل، كما أن السلام تحية المسلمين فيما بينهم في الدنيا، وبينهم وبين خالقهم، وهو تحية المسلمين عند ربهم يوم يلقونه فى الآخرة. وأضاف أن الإسلام دين رحمة، وأمان، وسلام للجميع، والمسلمون مسؤولون عن إبراز هذه الحقائق من خلال سلوك صحيح رشيد واع يحقق أهداف الإسلام السامية، ورعايته لحقوق الجميع حتى مخالفيه في العقيدة، ومن يحسن الاطلاع على الإسلام في مصادره الصحيحة ويدرك سمو تعاليمه ونبل غاياته، وشرف مقاصده، فلن يلتفت أبدا إلى تلك الدعاوى المنافية للواقع ، والسلام واجب في الإسلام في العادات والعبادات، وبهذا يعيش المسلم دائما في سلام بالسلام مع الله، والسلام مع النفس والآخر فى الدنيا، وأمان العالم الإسلامي ضرورة حتمية فى كل عصر وفى هذا العصر بالذات، وهذا يتطلب من المسلمين الاعتصام بحبل الله تعالى عقيدة وشريعة، ومنع الخلاف والشقاق في القضايا العامة المشتركة، وتحقيق التكامل المالي والاقتصادي، وتنسيق المواقف العلمية والدينية، والتمسك بتعاليم الإسلام في جميع المجالات بما يضمن إقامة مجتمع متماسك قوي، لا تفكك فيه ولا ضعف ولا تنازع، فتلك أمور يأباها الإسلام وينهي اتباعه عن أي سلوك يجرهم إليها، والمسلم الحق يلتزم بأحكام دينه، ولا يجاوزها، ومن تلك الأحكام الاعتصام بحبل الله وعدم التفرق، قال تعالى «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون»، وقال عز وجل أيضا: «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا». وقال الدكتور واصل إن أمتنا الإسلامية مدعوة إلى المسارعة لتحقيق وحدتها وإنهاء خلافاتها واحتواء نزاعاتها للخروج من آلامها التي تعيشها حاليا، وعلينا أن ندرك حقيقة أن أعداء الإسلام والمسلمين هم المستفيدون من خلافات المسلمين، لأن تلك الخلافات تضعف أمتنا وتلهيها عن التفرغ للدفاع عن قضاياها الكبرى والمصيرية. ينابيع الرحمة ويقول الدكتور أحمد عمر هاشم ـ رئيس جامعة الأزهر الأسبق ـ أن نضوب معين الرحمة بين الناس في هذه الأيام مرجعه إلى انشغالهم بالدنيا، والانسان إذا انشغل بالدنيا شغلته، وينابيع الرحمة التي تتفجر في قلوب العباد، هي ثمرة الايمان والتقوى والصلة بالله سبحانه وتعالى وتطبيق تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو الذي بعثه الله رحمة للعالمين، فكلما انشغل الناس بدنياهم وابتعدوا عن هذه التعاليم، جفت في نفوسهم وقلوبهم ينابيع الرحمة. ويضيف: لو نظرنا مثلا إلى الرحمة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، نرى أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يسمح بأن يضرب الكبير الصغير، أو يقسو المالك على المستأجر، أو السيد على غلامه وعبده، فيرى مثلا موقفا لأبي مسعود البدري، ومعني البدري أنه شاهد غزوة بدر يضرب غلاما له، فيقول له: إعلم أبا مسعود - ثلاثا - إن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام. يقول أبو مسعود: فلما رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم، قلت: يارسول الله أما أنه حر لوجه الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أما إنك لو لم تفعل للفحتك النار». وهذا نموذج بسيط لانسان يضرب غلاما له ، وهو مثال لكل ذي سلطان وذي قوة وذي مال وذي جاه يريد أن يتسلط على من هو دونه، فالرسول صلى الله عليه وسلم اراد أن يرسي مبدأ الرحمة في قلوب الكبار والاقوياء حتى ينظروا إلى الطبقات التي هي أقل منهم نظرة شفقة ورحمة، والرحمة ليست فقط في أن يكون الانسان رفيقا بمن هم دونه، وإنما تتجلى ايضا في تعامل الناس مع بعضهم. دين الحب والسلام ويقول الدكتور مصطفى مراد -الأستاذ بكلية الدعوة جامعة الأزهر-: الإسلام دين الحب والسلام والرحمة والإخاء والألفة‏، وديننا لا يعرف العنف وقسوة القلب واستباحة الدماء بغير حق، بل إنه يحرم مجرد الإشارة بالسلاح، أو إيذاء الآمنين بأي لون من الإيذاء، لأن الإسلام دين السلام مع سائر المخلوقات، فتحيته سلام، والله اسمه السلام، ودينه الإسلام، ومنهجه تحقيق أمن الناس وسلامتهم في العاجل والآجل‏، قال تعالي‏:»ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا‏»،‏ لكن بعض الناس والشباب منهم خاصة تغيب عنه هذه الحقائق أو يتغيب عنها فيعامل الناس بعنف ويقابل الخلق بشدة ويشهر سلاحه في وجه من يخالفه الرأي وقد قال تعالى‏: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين». أسباب الفتنة ويقول الدكتور رأفت عثمان ـ عضو مجمع البحوث الإسلامية ـ: من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الفتنة بين المجتمع الجهل بحقيقة الدين الإسلامي‏، فالفراغ الديني لدى كثير من الشباب أعطى الفرصة لمثل هذه الأفكار الهدامة لشغل هذا الفراغ، وتقصير العلماء في القيام بواجب النصح والإرشاد أفسح المجال لهؤلاء الجهال بأن يفتوا في دين الله عز وجل بغير علم، وإذا ساد وانتشر الجهل بين الناس ارتكبت المحرمات وانتهكت الحرمات وانحلت الأخلاق وأزهقت الأرواح البريئة لأن الجاهل يتجرأ على الله عز وجل ولا يبالي بما يفعل‏، فلا خوف من الله يردعه ولا حياء من الناس يمنعه‏.‏ وأوضح أن من أسباب تفشي الجهل أن يطلب العلم من غير أهله فيطلب العلم من جاهل لا يعرف عن دين الله إلا القشور البسيطة فيفتي بغير علم فيحل الحرام ويحرم الحلال وربما أفتى بالاعتداء على الآخرين أو انتهاك حرماتهم‏.‏ وطالب بمحاربة الجهل وبناء الإنسان بالعلم عن طريق إقامة المؤتمرات والمنتديات العلمية في المدارس ودور العبادة وداخل أماكن العمل حتى يتعلم الناس ويعودوا إلى رشدهم‏ ، فالإنسان العالم بدينه وبهدي نبيه صلى الله عليه وسلم هو الذي يتسع أفقه للآخرين ويقوم الأعوج ويصلح الفاسد ويقاوم الشر ويحارب الفتنة والتطرف‏.‏ قبول الآخر وناشد العلماء أن يتحملوا المسؤولية في محاربة الفتن‏، وحماية المجتمع الإسلامي من هذا الخطر الذي يهدد الأمة بأكملها‏، فدور العلماء يعد محوريا في تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى الشباب والأخذ بأيديهم إلى بر الأمان حتى نحميهم من أنفسهم‏. وطالب العلماء بأن يتعاملوا مع الشباب بفكر خلاق ينبع من أصالة الإسلام في بناء الشخصية وتربية وجدان المسلم على الانتماء لحب الدين والوطن والأمة وقبول الآخر والقسط في التعامل معه وإفهام الشباب الذين هم طاقة الأمة ومشروعها الحضاري في الحاضر والمستقبل أن الإسلام رسالة للتعايش وقبول الآخر والتعاون معه لما فيه الخير‏.‏ كما طالب العلماء بإبراز حق الأمن النفسي والوجداني والحياتي بالمجتمع الإسلامي مؤكدا أن هذا هو مضمون رسالة الإيمان التي جاء بها الإسلام‏،‏ وأضاف: حماية النفس مقصد من مقاصد الشريعة بما يعني الحفظ الشامل الذي يحرم كل أنواع الاعتداء المادي والمعنوي على النفس الإنسانية ويشمل ذلك ترويع الأمنين أو مجرد التفكير في الاعتداء عليهم ومن باب أولى قتل نفس بريئة في موضع أمانها‏، بل ان المسلم مطالب بتحقيق الأمان حتى للمشرك كما ورد في قوله تعالى‏: «وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله‏»،‏ فهذا يدل على أن الأمان لكل إنسان حتى ولو كان ملحدا، ومن يعيش في داخل الوطن أولى وأجدر بتوفير الأمان لنفسه ولماله ولأهله وذويه.‏ تماسك الأسرة والمجتمع يرى الدكتور مبروك عطية ـ الأستاذ بجامعة الأزهر ـ أن هناك العديد من المتغيرات التي طرأت على المجتمع الاسلامي نتيجة لعوامل عديدة من أهمها تراجع دور الأسرة والمؤسسات التربوية والتفكك الأسري والمجتمعي وغياب الآباء عن المنزل وهذا يؤدي الى قيام بعض الشباب بأعمال تخريبية تضر بالوطن وتثير الفتنة إضافة إلى افتقاد الشباب القدوة الصالحة داخل وخارج الأسرة الأمر الذي يجعلهم يلجأون إلى الاقتداء بقدوات سيئة في الانحلال الأخلاقي والسلوكي أو التشدد والتطرف‏.‏ وأوضح أنه لا يمكن حماية أبنائنا من خطر العنف والفوضى إلا بعودة الترابط والتماسك بين أفراد الأسرة وأفراد المجتمع والسبيل لذلك عودة الآباء لتريبة الأبناء تربية إيمانية صحيحة‏، كما طالب الآباء بأن يهيئوا مناخا داخل المنزل يغذي الشاب إيمانيا وروحيا وأيضا يكون فيه استقرار وطمأنينة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©