عريب تغني للكبار والمنهالي ينشد «تعبت من طول السهر»

في سهرة الثلاثاء الفائت كان برنامج «جلسات» على إذاعة «إمارات إف إم « يواصل سيره التقليدي الواثق، ويمارس عادته الأسبوعية المحببة في امداد أمسيات مستمعيه بمزيد من الألق المتميز، وبكم من الانسجام المذهل مع الأصوات الشجية والألحان الفائقة العذوبة. منذ البداية آل البرنامج على نفسه انتزاع الآهات الجذلى من صدور عاشقي الطرب الأصيل، وهو يستمر في مراكمة انجازاته أسبوعاً بعد أسبوع.. لعل الجميل في «جلسات» أنه يتحدى نفسه فقط، إذ ليس لديه من أو ما يتحداه، أما الأجمل فهو أنه ينجح دائماً في هذا السجال المثير، ويتمكن في كل حلقة من الانتصار على ذاته. أمسية الثلاثاء المنصرم شكلت استجابة لموعد إضافي تقيمه «الجلسات» مع نزعة الإصغاء الى الكلمات المموسقة وهي تخترق فضاء الأثير لتستقر في أذهان المتلقين، أما مفاجأة «الجلسات» فتمثلت بمشاركة الفنانة عريب، إلى جانب الفنان محمد المنهالي، معلنة دخول الصوت الأنثوي إلى حلبة المنافسة الشيقة، منافسة الروعة مع الروعة، والجمال مع الجمال، لتكون النتيجة دفقة جديدة من البهاء الإصغائي المتقن يربحها المستمع. الكبار أيضاً كانوا هناك، حضروا عبر أغانيهم التي أنشدها الفنانان على وقع الكثير من المحبة والتقدير اللذين يكناهما لرواد الأغنية الخليجية، كما تحصن حضورهم من خلال التفاعل الملحوظ الذي أبداه الحضور في القاعة والمتابعون عبر الأثير، فأنشدت عريب «آهات» خالد عبد الرحمن، و»احبس دموعي» لمحمد عبده»، و»ضيعوك» لخالد الشيخ، و»سافر وخلاني»، و»على بالي» لحسين الجسمي، و»اللي شايف نفسه» لأحلام، إضافة إلى بعض الأغاني التراثية الدائمة الحضور في الذاكرة الجامعة. كما أنشد محمد المنهالي بصوته المميز أغنيات «على مرقدي»، «تعبت من طول السهر»، «لا ما يكفي»، «وش مليحة»، «تذكرني»، ومن أغانيه الخاصة أتحف محمد مستمعيه بـ «وريث الهم»، «فضيحة» و»طلبة الغالي». في بدايتها لم يكن بوسع الجلسة الطربية أن تتخطى السؤال البديهي عن مآل المنافسة، وإن تكن ودية، بين صوت أنثوي مميز، وآخر ذكوري واثق، لكن انثيال الأغاني كمطر دافق أثبت أن ليس للسؤال من الوجاهة ما يدعم الإصرار عليه، وأن الغلبة الفعلية هي للغناء الحقيقي الباحث عن ذاته وسط الكلمة المتقنة واللحن المبدع والصوت المؤدي باحترافية واتقان.. بكلمة أوضح بدت الغلبة الحقيقية للمستمعين الذين أبدوا تجاوباً بالغ الفعالية مع مجريات الجلسة عبر الرسائل النصية التي أتت تعبر عن أعلى درجات الانسجام.. في حديثها لـ»الاتحاد» أوضحت الفنانة عريب أنها انتهت مؤخراً من إصدار ألبومها الأخير الذي حمل عنوان: «عريب 2001» وهو يتضمن 15 أغنية متنوعة لجهة اللهجة واللون الفني، بينها أغنية «فاكرة» كلمات محمد رحيل، وألحان نغم الوطن، وهي باللهجة المصرية، وفي الألبوم الجديد تتعاون عريب مع بعض الملحنين للمرة الأولى مثل فايز السعيد الذي لحن لها أغنية «حبها مصيبة»، وهي من كلمات سلطان المجلي، وأيضاً مع وليد الشامي وقد لحن لها أغنية «يا مغرور» من كلمات أحمد المري، وأوضحت عريب أنها صورت أغنيتين من الألبوم هما «يا شوق»، و»أول من الأيام». أما الجهة المنتجة للألبوم فهي «شركة خمس الحواس». من جهته محمد المنهالي أوضح أنَّه بصدد وضع اللمسات الأخيرة على أغنية جديدة له تحمل عنوان «يا قلب»، من كلمات سيف خميس الرميثي وألحان سيد الكعبي، مشيراً إلى مشروع أغنية جديدة لا يزال في طور التحضير، وهي بعنوان «يا صاحبي»، وضع كلماتها محمد بن جابر الدوسري، أما اللحن فتولاه الملحن الشعبي المميز الكايد، حيث ثمة تحضير لتصوير الأغنيتين. وأكد المنهالي أنه سبق له تقديم الأغنيات التراثية الإماراتية، وأنَّ أغنية «يا صاحبي» هي الأولى له تنتمي إلى التراث الخليجي، وأنّ ذلك يخدم هدفه في التوسع بحضوره الفني نحو الخليج عامة. وتوقف المنهالي عند مسألة غياب شركات الإنتاج الفني في الإمارات مما يضطر الفنانين إلى إنتاج أغنياتهم على نفقتهم الخاصة، وبأسلوب يبعد عن الاحترافية التي بوسع المؤسسات وحدها أن تتولى مهمة النهوض بها. وتوجه المنهالي بالشكر إلى جلسات إمارات إف إم» التي تسلط الضوء على الفنانين الخليجيين، وتتيح لهم فرصة التماس مع جمهور عريض وفق رؤية مدروسة ومستوفية للشروط.