طالب سكان إحدى البنايات في منطقة الخالدية بأبوظبي بمنحهم مهلة كافية لإخلاء منازلهم تنفيذاً لقرار قضائي صدر أخيراً بهذا الشأن، مشيرين إلى أنه تم إبلاغهم بالقرار لصقاً يوم الأربعاء الماضي ولم تمض 24 ساعة حتى طلب منهم المالك الإخلاء الفوري ما دفع بعضهم، وغالبيتهم من العزاب، إلى افتراش الأرصفة المجاورة اعتراضاً.
وشمل قرار المحكمة إخلاء ما لا يقل عن 2000 من العزاب القاطنين في إحدى البنايات القديمة التي يزيد عمرها على 25 عاماً في شارع زايد الأول بمنطقة الخالدية، بمن فيهم بعض العائلات من الجنسيات الآسيوية. وفي حين تعذر الاتصال بمالك العقار، لفتت مصادر في شرطة أبوظبي لـ «الاتحاد» إلى أن سلطتها بهذا الخصوص «تنفيذية» وهي تقوم بتنفيذ حكم قضائي. وفي هذا الإطار التقت «الاتحاد» أمس ببعض سكان البناية، حيث قال محمد محمود السيد، مشرف عمال بإحدي شركات المقاولات، «فوجئنا يوم الأربعاء بمنشور معلق على باب المصعد بضرورة إخلاء المبنى بموجب حكم محكمة صدر مؤخراً لصالح صاحب البناية، بالإضافة إلى التهديد بقطع المياه والكهرباء من تاريخ أمس الأول (6 أغسطس)». وأضاف السيد أنه يسكن مع سبعة آخرين منذ أربعة أشهر في المبنى كما أنه يعمل في الدولة منذ سبع سنوات إلا أنه لم يواجه مثل هذه المشكلة حيث إنه وزملاءه مطالبين بمغادرة سكنهم وأن يحصلوا على سكن بديل بشكل فوري. من جهته، أشار أحد السكان إلى أن المبنى يتكون من 11 طابقاً، وكل طابق يشتمل على 4 شقق في كل منها خمس غرف ويسكن في كل غرفة ما بين 8 إلى 10 أفراد، إضافة إلى أن هناك عائلات تسكن أيضاً في بعض الغرف. وقال شعبان السيد، عامل، «كنت أعتقد أن هذا المنشور للتهديد فقط، إلا أني فوجئت أمس الأول برجال أمن يطلبون من السكان بضرورة الإخلاء وإلا تعرضنا للمسائلة القانونية». وأكد محمد بخيت، أحد السكان، ؛إذا كان هناك حكم محكمة فهذا أمر لا نقاش فيه ونحن نحترم القانون، لكن من الضروري أن يمهلنا القرار شهراً على الأقل لإيجاد سكن بديل لأنه لا يمكن الحصول على سكن بهذه السهولة». من جهته، قال مدير أحد المحال التابعة للمبنى إنه «منذ 10 أيام أبلغنا مالك المبني بقرار الإخلاء مهدداً بقطع الماء والكهرباء إلا أننا لدينا عقد إيجار يسري حتى نهاية العام الجاري». وأضاف أن المحل يضم بضائع تقارب قيمتها ملايين الدراهم، وذلك بالإضافة إلى مخزن بالدور الأول ومن الصعب نقل كل هذه البضاعة في وقت وجيز. وأشار إلى أن الشرطة طالبتهم وكل المحال الأخرى بالإخلاء يوم الخميس، أي بعد يوم واحد من الإنذار، بالإضافة إلى ما يزيد عن 2000 ساكن من العزاب في البناية. من ناحيته، أشار أحد حراس الأمن المسؤولين عن حماية المبنى أن السكان بدأوا بإخلاء منازلهم من دون حصول أي احتكاكات، لكنه أوضح أن هناك حوالي خمسة شقق لا يزال سكانها مقيمين بها نظراً لتعذر الحصول على سكن بديل.
عدد اليوم
