الأرباح الفصلية لشركات الإسمنت ضعفا الربع الأول

حققت شركات الإسمنت وصناعة مواد البناء المدرجة في أسواق المال المحلية خلال الربع الثاني ضعفي الأرباح المحققة بالربع الأول من العام الحالي، لترتفع إلى 449.26 مليون درهم مقارنة بـ149.57 مليون درهم، رغم تراجع المبيعات وتباطؤ النشاط الاقتصادي، وفق رصد مجمع أجرته «الاتحاد» للنتائج المالية. وأظهرت البيانات المالية المتعلقة بـ11 شركة مساهمة تعمل في مجال صناعات الإسمنت والمواد الإنشائية تراجعاً في أرباح الربع الثاني بنسبة 19.8% مقارنة بالنتائج المسجلة في الربع الثاني العام الماضي، والتي تجاوزت وقتذاك 560 مليون درهم. وتساعد هذه النتائج شركات الإسمنت على تجاوز الخسائر التي تكبدتها في الربع الأخير من العام الماضي، والتي تجاوزت نصف المليار درهم، لتتحول إلى الربحية اعتباراً من الفصل الأول العام الحالي. ويرى خبراء أنه «من المجحف بحق الشركات المساهمة مقارنة أدائها المسجل بنفس الفترة من العام الماضي»، مفضلين مقارنتها بالربع السابق لها، نظراً للظروف والمعطيات المحيطة بأعمالها التشغيلية وبالأداء الاقتصادي في الدولة بشكل عام، في وقت تشير قراءات للنتائج إلى أن الأرباح المعلنة وبرغم تراجعها، إلا أنها جاءت أفضل من التوقعات. وأظهرت البيانات المالية الصادرة في النصف الأول من العام الجاري تسجيل شركات الإسمنت المساهمة العامة تراجعاً في أرباحها بنسبة 40% إلى الإجمالي 609 ملايين درهم، مقارنة بأرباح كانت تتجاوز المليار درهم خلال الفترة ذاتها من العام الماضي. وتعرضت شركات الإسمنت في النصف الأول من العام الجاري لجملة ضغوط أثرت في نتائج أعمالها كان أبرزها تراجع الطلب على الإسمنت ومواد البناء، مما أدى إلى انخفاض مبيعاتها بسبب تأثر القطاع العقاري بتبعات الأزمة المالية العالمية. وأشارت شركة اسمنت الفجيرة في تقرير مجلس إدارتها للنصف الأول إلى انخفاض الطلب على الإسمنت في السوق من 75 ألف طن يومياً إلى 45 ألف طن. وفي السياق ذاته، اعتبرت شركة اسمنت رأس الخيمة أن التراجع في عائدات المبيعات لم يحدث نتيجة تراجع كمية المبيعات فحسب، بل بسبب انخفاض أسعار الإسمنت أيضاً، متوقعة في الوقت ذاته أن يستمر تأثير هذين العنصرين حتى نهاية العام الجاري. من جانب آخر، لم تشهد بعض الشركات تراجعاً في مبيعاتها على غرار منافسيها، مثل شركة إسمنت الشارقة، ولكنها لم تفلح في الوقت ذاته في تحقيق النمو في نتائجها مقارنة بالعام الماضي متأثرة «بارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة». ومن جملة العوامل السلبية التي أثرت في ربحية شركات الإسمنت، ارتفاع تكلفة المواد الخام المستوردة ومواد التعبئة والنقل، بحسب شركة اسمنت أم القيوين. في المقابل، استطاعت شركات مثل اسمنت رأس الخيمة تجاوز مرحلة ارتفاع تكاليف الإنتاج وتحويل استخداماتها إلى الفحم كوقود بديل ما خفض تكاليف الإنتاج. كما أشارت الشركات في تقاريرها وبياناتها المالية إلى تأثر أرباح النصف الأول بتراجع أسواق المال المحلية والإقليمية، ما انعكس سلباً على قيمة وحجم استثماراتها في الأسواق، وألحق بها خسائر في غالب الأحيان. تراجع الأرباح شهدت أربع شركات إسمنت تراجعاً في أرباحها خلال النصف الأول من العام الجاري مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وكان أكثرها تراجعاً من نصيب شركة إسمنت الخليج، حيث تراجعت أرباحها بنسبة 64%، وتلتها شركة إسمنت الشارقة بنسبة انخفاض بلغت 36.8%، وتلتها شركة بلدكو بنسبة 26.8%، في حين كانت شركة الإسمنت الأبيض الأقل تراجعاً بين نظيراتها بنسبة 3.77%. الأكثر نمواً تصدرت شركة اسمنت رأس الخيمة قائمة الشركات الأكثر نمواً بنسبة 127% خلال النصف الأول من العام الحالي مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي، وتلتها شركة الفجيرة لصناعات البناء بنسبة نمو بلغت 51.6%، وتلتها في المركز الثالث شركة إسمنت الاتحاد بنسبة نمو بلغت 49.8%، وشركة سيراميك رأس الخيمة بنسبة نمو بلغت 22.93%، وشركة اسمنت الفجيرة بنسبة نمو بلغت 11.29%. الأكثر ربحية تصدرت شركة سيراميك رأس الخيمة شركات الإسمنت ومواد البناء في النصف الأول من حيث قيمة أرباحها والتي بلغت 143.724 مليون درهم، وتلتها شركة إسمنت الشارقة بأرباح قيمتها 103.7 مليون درهم، وجاءت في المركز الثالث شركة إسمنت الاتحاد بأرباح قيمتها 90.158 مليون درهم، وفي المركز الرابع شركة اسمنت الفجيرة بأرباح قيمتها 81.7 مليون درهم، وتلتها شركة إسمنت الخليج بقيمة 70.3 مليون درهم، ثم شركة رأس الخيمة للإسمنت بقيمة 51.1 مليون درهم، وشركة الاسمنت الأبيض بقيمة 50.1 مليون درهم، و»بلدكو» بقيمة 39.4 مليون درهم، والفجيرة للبناء بقيمة 27.1 مليون درهم. خسارتان في 6 أشهر وشهدت بيانات شركات الإسمنت في النصف الأول من العام الجاري تسجيل شركتين خسائر في أرباحهما، كان أكبرها من نصيب شركة أركان لمواد البناء حيث تكبدت خسائر بقيمة 34 مليون درهم جاءت نتيجة خسائر لحقب بها في الربع الأول من العام الجاري، بسبب تكوين مخصصات قيمتها 50.2 مليون درهم «لمقابلة الانخفاض في قيمة مخزون حديد التسليح»، إلى جانب تحميل حساب الأرباح والخسائر بمصاريف قيمتها 68.3 مليون درهم تخص مشروع مجمع أركان الصناعي والذي تقرر إلغاؤه، بحسب تقرير مجلس الإدارة الصادر في مارس. وجاءت الخسارة الثانية في النصف الأول من العام الجاري من نصيب شركة اسمنت أم القيوين حيث تكبدت نحو 14.2 مليون درهم، جاءت بسبب خسائر بيع في استثمار أسهم متوفرة للبيع بقيمة 13 مليون درهم، بحسب تقرير مجلس إدارة الشركة