الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مغربي يروي قصة المهاجرين «البؤساء» في صوره

مغربي يروي قصة المهاجرين «البؤساء» في صوره
4 مايو 2010 21:18
يتميز المصور الفوتوغرافي المغربي نور الدين الغماري باحترافية عالية وإحساس عميق بالصورة وعوالمها مما مكنه من إنتاج أعمال تستفز عين المشاهد، ومهما تعددت تأويلات النقاد لصوره واختلفت القراءات في تحديد مرجعيتها وجمالياتها وموضوعاتها، إلا أنها تجمع على أن صوره تحمل قيمة بارزة تغير من النظرة الاعتيادية للأشياء. الهجرة السرية استطاع الغماري أن يصل إلى العالمية بعد أن شارك في العديد من المعارض الدولية ببريطانيا واليابان وأوكرانيا ومصر، وفازت صوره بجوائز عالمية عديدة كجائزة أحسن مصور للسنة في بريطانيا والجائزة الأولى في المسابقة الدولية للصورة الفوتوغرافية كما حصل لسنتين متتاليتين على الميدالية الذهبية لأحسن صورة بورتريه في العالم العربي. وعن اهتمامه بموضوع الهجرة السرية، قال إن الهجرة غير الشرعية بين المغرب وأوروبا بالنسبة له قصة غير مسموعة يعاني منها البؤساء والفقراء والمعدمين من المغاربة والأفارقة الذين دفعهم اليأس إلى ركوب أمواج البحر بحثا عن حياة أفضل فتنتهي بهم المغامرة إلى المجهول، وتصبح أجسادهم طعاما لأسماك البحر. ويتابع «قررت أن أكشف هذه القصة المؤلمة من خلال صوري لأن دوري كفنان يلزمني بذلك ويفرض علي أن أساهم في التنبيه لهذه الكارثة الوطنية التي تستنزف الشباب وتقتل حلمهم». ويشير الغماري إلى أنه كان مولعا بالتصوير والرسم منذ الصغر، لكن علاقته الحقيقية بالتصوير بدأت قبل 15 عاما حين أغرم بالكاميرا وادخر نقودا لشرائها، فكانت أول محاولة لاستعمالها فاشلة لأنه أخرج الفيلم بطريقة خاطئة ففقدت الصور، حينها قرر أن يتعلم طريقة عمل الكاميرا فبدأ بقراءة الكثير من المجالات والكتب المتخصصة في التصوير وكان محظوظا بمقابلة سائح بريطاني احترف التصوير الفوتوغرافي فاكتشف من خلاله عالما آخر وأعجب بفن الصورة وتعلم جميع المهارات المطلوبة في التصوير واستخراج الصور والإضاءة والتركيب الفني وفن صنع الصورة الفوتوغرافية، وصقل موهبته بالدراسة الأكاديمية في المغرب ومصر وبريطانيا، حتى أصبح أستاذا ورئيس قسم في أكاديمية بلندن، وفنانا معروفا في أوروبا حصل على جوائز مهمة وحظي بالتكريم في تظاهرات عالمية. منظور مختلف يعتبر الغماري التصوير عالمه الخاص الذي يرى من خلاله الأشياء بمنظور مختلف ويمنحه إحساسا أروع بالحياة، ويقول «صوري تترجم أحاسيسي وتختصر كل ما أود قوله وتعكس مشاعري الداخلية رغم أني لا أقتنع بعملي بسرعة وأحاول جاهدا معالجة الإضاءة في الصورة رقميا أو تقليديا حتى أصنع منها صورة مثيرة وفعّالة». وحول كيفية اختياره المشهد الذي يريد تصويره، يقول «أحاول دائما أن أغيّر وضع الصور ومزاجها حتى تلائم إحساسي وتعبر بشكل أصدق عن الموضوع، وهذا ليس سهلا لأن الحصول على ما أريد من خلال الصورة الفوتوغرافية يحتاج عملا متواصلا ووقتا كبيرا لمعالجة الصورة رقميا وتقنيا والتحلي بالأمانة لنقل كل التفاصيل والفضاء المحيط بالمشهد». ويرى الغماري أن الحركة الثقافية بالمغرب انعكست على فن التصوير الفوتوغرافي فقد تم تنظيم الكثير من المعارض والصالونات الثقافية والندوات التي تهتم بالفوتوغرافيا لكن التصوير الفوتوغرافي مازال يحتاج إلى دفعة حقيقية نحو الانفتاح الثقافي والتقدم كما ينقصه الاهتمام الإعلامي والتشجيع من طرف الجهات المسؤولة. ويقول «حان الوقت لاتخاذ مواقف إيجابية والاعتراف بأهمية وقيمة فن الفوتوغرافيا في العالم العربي وتكريم أبطاله الذين حققوا إنجازات كبيرة وأحرزوا ألقابا وجوائز عالمية». وأضاف أنه من أجل إقناع الآخرين بقيمة هذا الفن وترسيخ ثقافته لدى الأجيال لابد من إيلائه الأهمية التي يستحق من خلال إنشاء المدارس المتخصصة في الفن الفوتوغرافي التي تأخذ في عين الاعتبار كل التغيرات التكنولوجية في هذا المجال، إضافة إلى تنظيم المعارض والمسابقات ونشر المزيد من الكتب والمجلات التعليمية
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©