الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات الاتصالات في مهمة صعبة بالقارة السمراء

شركات الاتصالات في مهمة صعبة بالقارة السمراء
9 أغسطس 2009 00:36
مازالت القارة الأفريقية تعتبر منطقة خصبة ومدرة للأرباح من قبل الشركات العالمية المشغلة للهواتف النقالة التي تبحث عن المزيد من الزبائن الجدد، بسبب الأعداد الهائلة من السكان الذين ما زالوا يفتقدون إلى خدمة الاتصالات الهاتفية. ولكن وبعد أن شهدت القارة موجة هائلة من الاستثمارات في السنوات الأخيرة يبدو أن قطاع الاتصالات بدأ يشهد نوعاً من الانحسار والتراجع في القارة السوداء. ففي مصر على سبيل المثال ظلت شركة «فرانس تيليكوم» في صراع مرير طوال فترة العامين الماضيين مع شريكتها الأصغر حجماً «أوراسكوم» من أجل السيطرة على «موبينيل» الشركة المصرية الرائدة في مجال تشغيل المحمول في مصر. أما في جوهانسبيرج فقد دخلت شركة «بهارتي ايرتل» المشغلة الأكبر للموبايل في الهند في مفاوضات امتدت لفترة عامين من دون أن تحقق النجاح حتى الآن في مسألة الاندماج مع شركة «إم تي إن» المشغلة الأكبر للموبايل في القارة الأفريقية والتي لديها 91 مليون زبون في 21 دولة أفريقية. وكذلك فقد فشلت شركة «فيفيندي» الفرنسية للإعلام في المضي قدماً في المفاوضات مع مجموعة «زين» التي أعلنت عن رغبتها مؤخراً في بيع 16 من أعمالها التجارية الخاصة بالهاتف في منطقة أفريقيا شبه الصحراوية والتي توفر الخدمة لما يزيد على 40 مليون شخص. ويبدو أن اقتناص الصفقات في الأعمال التجارية لتشغيل المحمول في أفريقيا، والتي ظلت تتسم بقلة المخاطر، لم تعد مهمة سهلة كما كانت من قبل وبخاصة في منطقة أفريقيا شبه الصحراوية التي أصبحت تشهد حدة واحتدام المنافسة إلى جانب ارتفاع تكاليف توفير الخدمة للمناطق البعيدة النائية وبشكل يقلل من هوامش الأرباح. وهو ما يظهر في انتهاء العديد من الصفقات الخاصة بعمليات الاستحواذ المقترحة مؤخراً إلى فشل ذريع بسبب المساومات الشاقة بشأن الأسعار. وهي المساومات التي شكلت تحولاً جذرياً مقارنة بما كان يحدث قبل خمسة أعوام عندما كانت معظم الأسواق الأفريقية تفتقد بشدة إلى الخدمة ولم يكن استخدام المحمول يمثل سوى كسر من أعداد المستخدمين في أوروبا وأميركا الشمالية. ولكن منذ ذلك الحين اندفع المستثمرون في محاولة لملء هذا الفراغ، بحيث أصبح العديد من الأسواق في أفريقيا شبه الصحراوية لديها عدد يزيد على سبعة شركات مشغلة تتنافس بشدة على المستهلكين الذين ينفقون في المتوسط أقل من خمسة دولارات شهرياً على الخدمة. بل إن معدل النفاذ إلى خدمة المحمول أصبح يتجاوز نسبة 85 في المئة في بوتسوانا ويزيد على 100 في المئة في جنوب أفريقيا. في المقابل، أخذ هذا النمو في التباطؤ والتراجع في بعض الأسواق الأخرى مثل كينيا حيث أدت حدة المنافسة إلى انخفاض الأسعار وزيادة هامشية قليلة في أعداد المستخدمين الجدد. وأكبر مثال على التحديات التي أصبحت تواجه تحقيق الأرباح في هذه المنطقة إقدام مجموعة «زين» التي لديها 25 مليون مشترك في ست دول في الشرق الأوسط على بيع شركاتها في المنطقة. وتأمل «زين» في تحقيق الأرباح من بيع هذه الشركات في أفريقيا إلا أن القيمة المطلوبة لهذه الأعمال أكبر بكثير مما يرغب السوق في دفعه حتى هذه اللحظة، كما يقول كريستوف بولينكس الشريك والإداري في مكتب دلتا بارتنرز للاستشارات في دبي. ويقول بولينكس «لقد استثمر المشغلون أموالاً ضخمة في تطوير الشبكات وما زال من غير الواضح أن العائدات المالية سوف تصبح كافية في آخر المطاف». ويذكر أن مجموعة «زين» تمكنت من تحقيق إيرادات بنسبة 55 في المئة من مبيعاتها البالغ إجماليها 7.4 مليار دولار في عام 2008 ولكنها لم تحقق أرباحاً إلا بنسبة 7.3 في المئة فقط من هذه الإيرادات. وفي الربع الأول من هذا العام أعلنت سبع من شركات «زين» العاملة في منطقة أفريقيا شبه الصحراء عن تكبدها لخسائر بعد أن أصبحت الشركة تناضل من أجل تحقيق الأموال في الأسواق المنخفضة التكلفة. لذا فإن كافة الشركات المشغلة للموبايل في المنطقة أصبحت تواجه ضغوطاً عاتية جديدة فيما يتعلق بتبرير عمليات شراء الشبكات في ظل تراجع هوامش الأرباح والتي أصبحت حقيقة واقعة في منطقة أفريقيا شبه الصحراوية. إذ يقول فرانك أوهيلر مدير إدارة تنمية الأسواق الجديدة في شركة نوكيا - سيمنز للشبكات «يبدو أن المستثمرين استيقظوا مؤخراً على حقيقة ارتفاع تكاليف أداء الأعمال في أفريقيا كما أن الجهود الرامية للسيطرة على هذه التكاليف أصبحت أصعب بكثير من ذي قبل». «عن إنترناشونال هيرالد تريبيون»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©