الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

سمكة تتعرف إلى الوجوه

سمكة تتعرف إلى الوجوه
13 يونيو 2016 16:58
أثبتت سمكة غريبة قدرة لافتة على التعرف إلى الوجوه على رغم صغر دماغها، في ظاهرة تسجل للمرة الأولى وفق تأكيد باحثين في دراسة علمية حديثة.
 
السمكة صاحبة هذا الإنجاز تعرف باسمها العلمي "توسوتيس تساتاريوس" أو "السمكة الرامية" وتتميز بقوتها في رشق المياه عند البصق على فرائسها خارج المياه.
 
وأشارت جامعة اكسفورد، المشاركة في هذه الدراسة التي نشرت نتائجها حديثا مجلة "ساينتيفيك ريبورتس"، إلى "أنها المرة الأولى التي نثبت فيها قدرة سمكة على التعرف إلى وجوه بشرية".

وهذا ما يدفع إلى النظر بعين مختلفة إلى هذه السمكة الاستوائية ذات الجسم المخطط بأشرطة سوداء والتي في الإمكان تربيتها في حوض للأسماك.
 
وقالت كايتلين نيوبورت من قسم علم الحيوانات في هذه الجامعة "أعتقد أن الرأي العام سيفاجأ لدى معرفة مدى ذكاء هذه الأسماك".
 
وأضافت "القدرة على التمييز بين عدد كبير من الوجوه مهمة قد تثير الدهشة بصعوبتها".
 
من هنا، لطالما اعتبر العلماء أن هذه المهمة لا يمكن إنجازها إلا من جانب حيوانات لديها قشرة مخية حديثة، وهو الجزء الأكثر تطورا واتساعا وحداثة في الدماغ والمسؤول خصوصا عن التعاطي مع المعلومات المتعلقة بالحواس.
 
هذه القشرة المخية الحديثة، الموجودة لدى الثدييات، متطورة بشكل خاص لدى القردة. أما لدى الإنسان، فهي تمثل 80 % من وزن الدماغ.
 
وأراد الباحثون من جامعتي اكسفورد البريطانية وكوينزلاند الاسترالية إجراء اختبارات على قدرات السمكة التي لا تملك قشرة مخية حديثة.
 
واختار العلماء "السمكة الرامية" التي تعيش في غابات المنغروف في آسيا وتعرف بقوة حاسة النظر لديها. وهي تبصق على الحشرات المتمركزة على الأوراق أو الجذوع مع دقة عالية في إصابة أهدافها ما يسبب اضطرابا كبيرا لدى طرائدها ويسقطها في فمها المفتوح.
 
وقد استخدم العلماء عينة صغيرة من الأسماك الرامية لإجراء اختباراتهم بالاستعانة بشاشة جهاز كمبيوتر موضوعة فوق حوض الأسماك الخاص بها.
 
وتم عرض وجهين على السمكة وتعلمت البصق على أحدهما لتنال مكافأة.
 
ولاحقا، تم إظهار الوجه المعروف لها إضافة إلى سلسلة من الوجوه البشرية دون اختلافات كبيرة في ما بينها. وأثبتت السمكة قدرتها على البصق بشكل متكرر على الوجه الذي تعلمت التعرف إليه.
 
هذه التجربة، التي أجريت مع 44 وجها، نجحت بنسبة 80 %.
 
وفي تجربة ثانية، كان على الأسماك العمل مع 18 وجها بالأسود والأبيض. هنا أيضا تخطت نسبة النجاح 80 %.

وقالت كايتلين نيوبورت "لقد فوجئنا إيجابا بسرعة التعلم لدى الأسماك ودرجة الدقة العالية لديها".
 
وأشارت إلى أنه من الممكن أن تكون أجناس أخرى من الأسماك التي تستخدم نظرها من أجل البقاء قادرة أيضا على التعرف إلى وجوه". لكن "من المستبعد للغاية" أن تكون هذه القدرة موجودة لدى كل أجناس الأسماك.
 
ولفتت كايتلين نيوبورت إلى أن "قدرة السمكة الرامية على تعلم هذه المهمة تدفع إلى الاعتقاد بأنه من غير الضروري وجود دماغ معقد للتعرف إلى الوجوه".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©