الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مها السقا تستعد لدخول موسوعة جينيس بأكبر ثوب مطرز في العالم

مها السقا تستعد لدخول موسوعة جينيس بأكبر ثوب مطرز في العالم
9 أغسطس 2009 00:38
سما حسن فلسطين- تكافح الباحثة الفلسطينية مها السقا من أجل المحافظة على التراث الفلسطيني، تستخدم طرقاً عديدة لذلك، هي مديرة المركز الفلسطيني للتراث الفائز بالجائزة الاولى لمنظمة السياحة العالمية، وهي جائزة تندرج في إطار سعي الامم المتحدة الانمائي لتعزيز دور النساء الرائدات في العمل السياحي. إنجاز تاريخي استلهاماً لروح المدن الفلسطينية وتراثها الذي يعبق بسحر الماضي وجماليته، تستعد مها السقا لتصميم أكبر ثوب فلسطيني في العالم، يجمع بين زخارف المدن الفلسطينية كافة بحيث يكون قاسماً مشتركاً يحمل شعار فلسطين للعالم أجمع. وسيدخل هذا الثوب الذي يبلغ طوله 33 متراً وعرضه 17 متراً موسوعة جينيس العالمية للأرقام القياسية والتي أبدت موافقتها على ذلك، وهي تهدف عبره إلى تجميع الوطن بكامله، ولو حتى بثوب تراثي واحد يحمل زخارف متعددة من مدن يافا وبيت لحم والخليل وحيفا والمجدل وغزة وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية، في محاولة لإيصال رسالة واحدة ووحيدة للعالم أجمع مفادها أن الشعب الفلسطيني موجود في هذه القرى منذ القدم، وهذا ما تدل عليه الزخارف الكنعانية للأثواب الفلسطينية التي تعود إلى آلاف السنين. وسيجمع الثوب عدة زخارف تشكل قاسماً مشتركاً في العديد من الأثواب الشعبية الفلسطينية منها النجمة الكنعانية التي ترمز لأم الآلهة الكنعانية عنات، وهي موجودة في أثواب بيت لحم ويافا والخليل وبئرالسبع، كما سيحمل زخرف القمر، أو خيمة الباشا، وهو أيضاً رمز لآلهة كنعانية قديمة. ومن الزخارف التي سيتم تطريزها على الثوب واحدة تشبه رأس الحصان، وهو الزخرف الذي كانت تضعه زوجة القائد على ثوبها في القدم، إضافة إلى زخارف أخرى تستوقف الناظر بجماليتها وإبداع تصميمها، وهويتها الفلسطينية. وسيعمل في تطريز زخارف هذا الثوب 100 سيدة فلسطينية لمدة شهرين تقريباً، بحيث ينتهي الثوب قبل نهاية العام الحالي، وسيدخل في موسوعة جينيس باسم «الثوب الفلسطيني»، ما يعد إنجازاً عظيماً تحققه فلسطين بالحفاظ على ثوبها التراثي الذي يمثل هويتها وتاريخها وحضارتها. مخاطر الكوفيات الملونة تجتهد مها السقا ذات الاصل الطيب في جمع وشراء ما تخاف عليه من الضياع، ولا تبخل على احد في مشاهدته ورؤيته عن قرب، وحتى في استعارته للمناسبات الخاصة ولبسه... بل هي تسافر عبر البحار حاملة ارثاً تراثياً تعرضه في اي زمان ومكان، حتى «لا ينسانا أحد، أو ننسى تراثنا الشعبي الذي يربط الانسان الفلسطيني بأرضه». ومن ضمن نشاطاتها إعلانها الحرب على الكوفيات الملونة، التي انتشرت مؤخراً في الشارع الفلسطيني، وفي أنحاء مختلفة من العالم، وقد نزلت الباحثة السقا إلى أماكن بيع هذه الكوفيات، من اجل محاربتها، ووقف التعامل معها، لأنها تستهدف «تشويه كوفيتنا»، على حد قولها، وتحدثت مع باعة التذكارات السياحية في مدينة بيت لحم، للتوعية مما أسمته مخاطر الكوفيات الملونة، والتي يطلق عليها الباعة المحليون اسم (السَلطة) إشارة إلى أنها خليط من الألوان. وقد قالت مها أن اثنين من المصممين الإسرائيليين هما جابي بن حاييم، وموكي هرئيل، طرحا في الأسواق، كوفية بلون العلم الإسرائيلي، وعليها نجمة داود، وبررا ذلك، بأن إسرائيل هي جزء من الشرق الأوسط، ومن ثقافته. واضافت: «إن ما فعله بن حاييم وهرئيل، ينطوي على خبث واضح، وعمل متعمد لتشويه تراثنا، فالكوفية رمز فلسطيني واضح وجلي، وليس لاسرائيل أي علاقة به». واعتبرت السقا أن ترويج الكوفيات الملونة، هو سعي اسرائيلي جديد لتشويه التراث الفلسطيني، وسرقته، كما فعلت دولة الاحتلال بانتحال الاثواب الفلسطينية، خصوصا ثوب عروس بيت لحم المعروف باسم ثوب الملك، ووضعته في الموسوعة العالمية باسمها، ولكن بعد فوز مركز التراث الفلسطيني في بيت لحم بالمرتبة الأولى في المسابقة العالمية «المرأة والتراث» التي نظمتها منظمة السياحة العالمية، استطاعت أن تزيل هذا الثوب من الموسوعة العالمية، على أنه ثوب لإسرائيل، وستعيده باسمه الحقيقي بوصفه ثوب عروس فلسطين. وتؤكد مها أنَّ الأزياء الشعبية المحلية هي وثيقة وهوية لوجود الشعب الفلسطيني في كل قرية ومدينة فلسطينية، لأن المرأة الفلسطينية طرزت، وعكست من خلال الزخارف على ثوبها البيئة المحيطة بها من أشجار وأزهار ومعتقدات، فأصبحت تُعرف من أي قرية أو مدينة عبرها ثوبها الشعبي. وعن مشاعرها لحظة إزالة الثوب من الموسوعة تقول: «لم اكن راضية، لأنني كنت أطمح الى إبقائه تحت اسم فلسطين، وهو الامر الذي أعمل جاهدة من أجله، من خلال مركز التراث الفلسطيني الذي أتولى إدارته». أما عن أجمل الاثواب الفلسطينية من وجهة نظرها فتقول مها: «أنا أرى أنَّ اجمل اثواب فلسطين، هو ثوب عروس بيت دجن الذي يمتاز بالكتان الابيض، وبالتطريز الكثيف على الصدر، وعلى جوانب الثوب ويزين الرأس الغطاء المحمل بقطع العملة الفضية، وقد حظيت اثواب بيت دجن باهتمام عالمي بسبب تفردها. اللوحة التائهة من الحوادث التي مرت بها في رحلتها للحفاظ على التراث، والتي تكشف عن مدى حرصها على تراث وطنها، تروي مها أنها، وفي إحدى زياراتها للولايات المتحدة الأميركية، دخلت أحد المعارض الفنية, وبالصدفة وقع نظرها على لوحة رسمها أحد الفنانين الأميركيين عام 1922م، وعرفت فوراً أن اللوحة تخص فتاة فلسطينية من بيت لحم، بسبب الثوب المميز الذي ترتديه، والذي تملك واحداً مثله يعود إلى عام 1885م، فاشترت اللوحة، دون أن تسأل عن ثمنها، لأنها اعتبرتها أمراً نادراً، «كل ما شعرت به أنني امتلكت ثروة، وأعدتها إلى بلادي». ولكن بعد ذلك تكشفت المأساة حيث تقول: «فرحتي باللوحة جعلتني أغفل عن كوني اشتريت نسخة منها، وليس الأصل». ترحب مها بأي مبادرات للبحث عن صاحبة اللوحة المجهولة أو الاهتداء لأقاربها، ولكن الكثيرين يرون أن ذلك يكاد يكون مستحيلاً، بسبب الزمن الطويل الذي مرَّ على رسمها
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©