الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخجل ليس حكراً على المرأة وليس عيباً في الرجل!

الخجل ليس حكراً على المرأة وليس عيباً في الرجل!
9 أغسطس 2009 00:39
دائما ما يقرن المسلمون الدعاء للإمام على بن أبي طالب - رضي الله عنه - بقول:« كرّم الله وجهه»، لأنه كما يعرف عنه أنه لم يسجد لصنم، ولأنه كان يخجل من النظر إلى عورته .! وكان القائد الفرنسي نابليون بونابرت، الذي هز العالم بانتصاراته العسكرية، وعقليته الاستراتيجية الفذة، شديد الخجل، وأكثر المواقف التي يصاب وجهه فيها بالحمرة إن امدحته إمرأة ! أما الزعيم النازي هتلر، فقد عرف عنه أنه كان يخفي وراء صرامة وجهه، وجدية ملامحه خجل طفل عذبته الأيام، ودمرته مغامرات والده العاطفية. هناك من يقول:» الخجل ليس حِكراً على المرأه، وليس عيبا ًفي الرجل ! فلماذا الخجل؟ وهل خجل الرجل كخجل المرأة ؟ وما هي المواقف التي نشعر فيها بالخجل أكثر من غيرها؟ صفة بشرية يقول عبدالله راشد الصوالح «موظف»: «من المؤكد أنني مررت بمواقف شخصية كثيرة لا أتذكرها الآن، فالخجل الإيجابي صفة بشرية، وهناك كثير من المواقف التي يخجل فيها الرجل، وأشدها تلك التي تتعلق بعلاقته بربه، فأنا شخصياً أخجل من نفسي إن قصرت في أداء فروضي وواجباتي الدينية، كذلك إذا تصادف وأن رأيت مشهداً أو موقفاً أو تصرفاً سلوكياً يخرج عن حدود اللياقة والآداب العامة والعادات والتقاليد أمام الناس، وإذا صدر من شخص ما، أشعر بالخجل أمام الناس رغم أنه ليس لي علاقة بالموقف من قريب أو بعيد». «ويتذكر عبدالله راشد موقفاً سبب له حرجاً شديداً عندما كان في لندن، ودخل «سوبر ماركت» للتسوق، وعندما تأهب لدفع فاتورة الحساب، اكتشف أنه نسي محفظة النقود، والبطاقات الائتمانية بالفندق، لكنه تدارك الموقف بالاتصال بأحد أصدقائه الذي حضر على الفور، وأنقذ الموقف». يضيف عبدالعزيز عبدالله الشحي «موظف»: «أن أكثر الأمور التي تسبب خجلي إن تفاجأت بموقف غير متوقع أمام الآخرين، وهناك مواقف كثيرة حدثت لي، وأتذكر أكثر المواقف التي خجلت فيها من نفسي، عندما سألني صديق عزيز للغاية في وقت متأخر ليلاً أن أقرضه مبلغاً من المال لحاجة عاجلة، ولم يكن متاحاً لي أن أدبر له هذا المبلغ في التو، وخجلت منه ومن نفسي كثيراً، ولمته كثيراً لأنه لم يخبرني في وقت سابق حتى يمكنني التصرف، ويبدو أنه هو الآخر تعرض لهذا الموقف فجأة، ولازلت حتى الآن أخجل منه بسبب هذا الموقف». ويضيف الشحي: «إن أكثر المواقف التي تخجلني كثيراً، عندما يطلب مني أحد الوالدين شيئاً أو طلباً، ولا أستطع تلبيته، هنا أشعر بالخجل والتقصير، ولا سيما إن كنت غير قادر على توصيل سبب هذا التصور إليهما». تصحيح الأطفال الإعلامي عبدالرحمن نقي، يشير إلى أن أكثر المواقف التي«لا يحسد فيها» وتسبب له حرجاً بالغاً عندما يبدر منه قول أو فعل أو يقول معلومة ما أمام أطفاله، ومن ثم يأتي طفله ليصحح له ما يقول، أو يقدم إليه تبريرات أخرى، أو عندما يقع في خطأ التناقض أمام أطفاله، فإذا تصادف وأراد أن يعاقب الابن الأصغر على موقف أو سلوك معين، فيأتيه طفله ويذكره بأنه لم يعاقب شقيقه الأكبر عندما صدر عنه نفس السلوك، وهنا يشعر بالحرج والخجل الشديد أمامه. ويضيف نقي: «من المواقف المحرجة أيضاً أن ينصح الأب إبنه بشيء، ثم يقوم هو بفعل هذا الشيء، كأن يقول لإبنه «التدخين ضار.. ولا تتعلم عادة التدخين، ومن جانب آخر يدخن هو أمام أطفاله، ففاقد الشيء لا يعطيه». ومن أهم المواقف التي تخجلني كما يقول - «عندما يبدر من صديق أو زميل تصرف يغضبه، ثم يفاجأ بأنه بادر إلى الاعتذار إليه بشكل غير متوقع منه». ومن أكثر المواقف التي سببت له إحراجاً عندما نشر صورة إحدى الفتيات ضمن تحقيق صحفي عن «إسكان الطالبات»، مما أثار إنزعاج أسرتها، وعاقبها والدها بالضرب المبرح لأنها سمحت بنشر صورتها دون إذنه، ورغم أن الصورة التي نشرت كانت محتشمة وعادية جداً، وكاد أن يصيبه جزءاً من غضب والد الفتاة، لكنه قابله وقدم إليه المبررات والهدف من نشر الصورة، ومن إجراء التحقيق، واعتذر لوالدها ولخطيبها، وتم تدارك الموقف. ويتذكر نقي موقفاً آخر أكثر إحراجاً عندما نشر صورة رجل مسن - توفاه الله - ضمن الذين يطلبون زيادة قيمة المساعدات الاجتماعية الممنوحة لهم، وتصادف كون هذا المسن والداً لأحد أصدقائه، وتفاجأ بصديقه يلومه بعد نشر صورة والده، مما سبب خجله الشديد. أيضاً عندما فقد والدته الذي اصطحبها في رحلة علاج بالولايات المتحدة، وعندما كانا يتسوقان معاً في إحدى أكبر الأسواق التجارية بولاية فيسوتا الأميركية، اكتشف فجأة اختفاءها عنه، واستمر البحث أكثر من ثلاث ساعات كاملة، وكان كل همه وتفكيره - كما يقول -: «ماذا أقول لأشقائي عند عودتي؟» المهم أنه وجدها أخيراً خارج «المول»، ولم تكن تعرف من الإنجليزية سوى كلمة «بيبي .. بيبي» وتقصد: «إبني .. إبني» ممزوجة بالكباء.. وكلما أتذكر هذا الموقف أشعر بالخجل الشديد». مواجهة الناس من جانب آخر تقول خديجة دانييلا «فرنسية تعيش في أبوظبي»: «إن المرأة أكثر حياءً وخجلاً مقارنة بالرجل، ولا سيما في المجتمعات الشرقية لكونها محكومة بكثير من العادات والتقاليد، ومن جانبي أخجل كثيراً عندما أواجه الناس، ولا سيما الذين أقابلهم للمرة الأولى، أو أمام أعداد كبيرة منهم، وأكثر المواقف إيلاماً تلك التي يخجل فيها الإنسان من نفسه إذا ارتكب خطأ معين لا يتفق مع طباعه وأخلاقه». وتضيف صديقتها فاطمة شريف: «الخجل صفة تلازم المرأة أكثر من الرجل، ومن جانبي أخجل من أي شيء أشعر أنه يخرج عن حدود المألوف، والمواقف كثيرة لا يمكن حصرها، لكنني كذلك أخجل عندما أواجه الآخرين ممن لا تربطني بهم صلة، لكن سرعان ما أعتاد الموقف». أما خالد الشحي «موظف» فيقول: «أخجل كثيراً من نفسي عندما أقف أمام الله وأتذكر ذنبا أو خطأ معينا ارتكبته دون قصد، كذلك أخجل كثيراً إن كلفني أحد الأصدقاء أو الزملاء بعمل شيء معين، أو وعدت أحدهم مثلاً بأن أحضر له هدية أو شيئاً محدداً طلبه عند السفر، ثم أنسى هذا الطلب، فأشعر بالخجل ولا أعرف كيف أبرر نسياني له». كذلك يقول حمد الشحي: «إن أكثر الأمور تثير إحراجي وخجلي عدم التزامي بالمواعيد، أو التخلف عن أداء الواجبات الاجتماعية ولا سيما في عدم تقديم واجب العزاء مثلاً لصديق أو قريب، أو عدم تلبية الدعوة في مناسبة ما دون عذر، كذلك عندما ارتكب خطأ ما دون قصد بحق إنسان عزيز». ويضيف الشحي: «من الأمور التي تحرجني كثيراً عندما يفاجئني ابني الطفل بسؤال محرج، ولا أعرف كيف أبسط له الإجابة، فأطفال اليوم أوسع إدراكاً من قبل، ومن ثم فإن الأب قد يفاجأ بتساؤلات عديدة وصعبة من أطفاله، ولا يستطيع أن يجيب بصراحة أو وضوح ولا سيما أن الطفل يتصور ويتوقع من الأب أو الأم أنهما لديهما إجابات وافية لكل تساؤل». سؤال شخصي أما مريم المزروعي «طالبة» فترى أن من الأهمية أن نفرق بين الحياء والخجل، أو بين الخجل الحميد والخجل السلبي الذي يعطل الإنسان عن قيامه بواجباته ويؤثر على علاقته بالناس، وتقول: «عن نفسي أخجل كثيراً عندما يسألني أحد سؤالاً شخصياً بشكل غير متوقع. وتضيف شيرين:«الخجل صفة ارتبطت بالمرأة منذ القدم وأصبحت ملازمة لها بل تعتبر من المميزات الجميلة للمرأة، أما الرجل فقد ارتبط اسمه بالجرأة والقوة والمواجهة، لكن لا يمنع ذلك من أن يتصف البعض منهم بشيء من الخجل ولا يوجد شخص لا يخجل أياً كان جنسه». كذلك تضيف شقيقتها كابتن طيار شيرين المزروعي: «الفتاة خجولة بطبيعتها، لكن لا يجب أن يعطلنا الخجل عن التواصل والتعامل مع الآخرين، فالفتاة تخجل عادة عندما تواجه الناس، أو أناسا أكبر منها سنا، أو عندما تصادف مواقف محرجة، أو عندما يضايقها بعض الفضوليين في مكان عام، أو عندما يمتدحها شخص معين، وغير ذلك من مواقف عادية، لكنني أخجل من نفسي عندما أخطئ في موقف معين، وأحاول أن أثبت للآخرين أنني لست مخطئة. هنا أقول لنفسي إنه يجب ألا أكابر، وأن أعترف بالخطأ». مصافحة النساء يقول حمد المنصوري «موظف»: «إن من أهم المواقف التي أشعر فيها بالخجل الشديد عندما تمد أحد النساء يدها لمصافحتي. ونظراً لأنني لم أعتاد ذلك فأشعر بالخجل الشديد، كذلك عندما يصادف وأن ألتقي بإنسان ويصافحني ويكثر في السلام والسؤال والتحية، ويبدو أنه يعرفني جيداً، وأنا في نفس الوقت لا أتذكره، أولا أتذكر اسمه». كما يقص هادف اليامي «أعمال حرة»موقفاً محرجاً للغاية لا زال يشعره بالخجل الشديد رغم مرور أكثر من سبع سنوات على حدوثه، عندما كان «يتحرش» بمعاكسة سيدة وهي تقود سيارتها الخاصة، وطاردها كثيراً من شارع لآخر، ومن بين حين لآخر كانت تنظر إليه في تعجب، وظن أنها تجاريه ما يقصد، أو أنها استجابت لمغازلته، مما جعله يستمر في مقصده، حتى توقفت بسيارتها بجانبه في إحدى تقاطعات المرور، وفتحت نافذة السيارة وكأنها تريد أن تحادثه، فاستجاب لنفس الأمر، وما أن فتح زجاج سيارته، وأزاحت هي النقاب عن وجهها، وخاطبته: «عيب عليك!»، واكتشف أنها زوجة عمه!، وأنه لا يستطيع مقابلتها أو مواجهتها حتى الآن رغم أنه اعتذر إليها كثيراً عبر الهاتف». طبيب النساء تستعيد يارا ف.«مدرسة» واقعة مضى عليها مدة طويلة من الزمن، ولا تنسى كم كانت خجلة عندما صادفت ذلك الموقف، وتقول: «دأب شاب من أبناء الجيران على معاكستها ومغازلتها ومحاولة التقرب منها أيام شبابه، وأرسل إليها كثيراً من كلمات الغزل والإعجاب والهيام بها ورغبة في الزواج منها، وانقطعت الصلة تماماً لعدة سنوات بسبب انتقالها وأسرتها للإقامة في مدينة أخرى، ثم تزوجت، وحملت، ونقلت إلى إحدى المراكز الطبية للولادة في ساعة متأخرة من الليل، وتفاجأت أن الطبيب المناوب ليلاً الذي سيتولى عملية الولادة، هو ذلك الشاب الذي أغرم بها كثيراً، وعرفته وعرفها، وشعرت بخجل لا تنساه، وأنجز هو مهمته بنجاح، وكان أول من أهداها باقة من الورود عندما استفاقت هدية منه يبارك لها نجاح الولادة ويهنئها بالمولودة الجديدة، مما أخجلها للمرة الثانية بلا حدود». وتضيف يارا: «لقد تجاوزنا الموقف، لكنني لا أنكر خجلي الشديد، فلقد كان موقفاً صعباً وقاسياً لا أنساه، لكنني أدركت كم هذه الدنيا ضيقة وغريبة بالفعل»-
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©