بسام عبد السميع (هانوفر)
تبدأ المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة في أبوظبي «زونزكورب»، في صناعة أجزاء من السيارات مع تشغيل المرحلة الأولى من مدينة «رحايل» مطلع العام المقبل، لتصبح المدينة الأولى من نوعها في تكاملية خدمات قطاع السيارات في المنطقة. كما تدرس إضافة الطاقة الشمسية في المناطق الصناعية للمساهمة في خفض تكاليف الإنتاج، ورفع معدل المحافظة على البيئة، حسب سعيد عيسى الخييلي، مدير عام المؤسسة.
وقال الخييلي في حوار مع «الاتحاد» على هامش وجوده في هانوفر ميسي الدولي، ضمن جناح الإمارات المشارك في المعرض: «تنجز المرحلة الأولى من مدينة السيارات في أبوظبي «رحايل» مطلع العام 2018، فيما تنجز أعمال المرحلة الثانية والثالثة بحلول العام 2021، بحيث توفر كل خدمات قطاع السيارات، والبدء في صناعة أجزاء منها وتصبح الأولى من نوعها في المدينة من حيث التكاملية».
وأشار الخييلي إلى أن وجود البنية التحتية على مستوى عالٍ يضمن استدامة المصانع، حيث نعمل على بناء اقتصاد مستدام ومتنوع ذي قيمة عالية متكاملة ليشارك في الاقتصاد العالمي، ويوفر فرصاً أعلى قيمة لجميع مواطنيها والمقيمين فيها، مضيفاً أن المشروع أيضاً يشكل انعكاساً للنمو الاقتصادي الكبير الذي تشهده الإمارات في جميع القطاعات، ومنها قطاع السيارات الذي سجل طفرة كبيرة خلال الأعوام القليلة الماضية.
وأكد أن مدينة «رحايل» تدعم الاقتصاد المحلي كوجهة استثمار إقليمية ومحفز رئيس لسوق الأعمال المهنية في جميع المجالات المتعلقة بقطاع السيارات، ودعم اقتصاد المعرفة في دولة الإمارات عن طريق بناء علاقات وثيقة ما بين شركات السيارات الكبيرة ومعاهد البحث والتطوير لإعداد وتطوير الكوادر الوطنية المتخصصة للتعرف إلى كل ماهو جديد ومبتكر في قطاع السيارات.
وأفاد أن المشروع يستهدف إنشاء وجهة متكاملة لأفضل الفرص الاستثمارية والمتخصصة في الأنشطة المتعلقة بقطاع السيارات وملتقى أهم المصنعين والموزعين والتجار، مؤكداً أهمية المشروع ودوره الفعال في دعم مسيرة التنمية المستدامة في إمارة أبوظبي ونهضة المناطق الاقتصادية المتخصصة، لافتاً إلى أن أعمال تطوير مدينة رحايل تتم بالتعاون والتنسيق مع جهات حكومية أخرى.
وأضاف الخييلي «ستصبح رحايل مدينة جاذبة للسياح وقطاع السيارات والمحركات بشكل عام، ومراكز فحص السيارات الرياضية، وجذب شركات لتقديم تعديلات وتحسينات إضافية للسيارات والأمن والسلامة، حيث توفر سبل التكنولوجيا الحديثة ، اعتماداً على صناعات كبرى في أبوظبي، هي منتجات البتروكيماويات والإمارات العالمية للألمنيوم والإمارات للحديد، وصناعة الجلود».
وتابع الخييلي «سنركز في المرحلة المقبلة على صناعة الكربون فايبر في السيارات الفارهة، إضافة إلى تفعيل خطة العنونة في (آيكاد 1و2 و3)، وذلك بالتعاون مع دائرة شؤون البلدية، ليصبح لكل مصنع في المناطق الصناعية موقع على جوجل ماب يسهل الوصول إليه».
وأضاف الخييلي: «يأتي مشروع (رحايل) تماشياً مع رؤية واستراتيجية حكومة أبوظبي في تطوير قطاع السيارات»، لافتاً إلى أن قيمة الاستثمار في البنية التحتية للمشروع تبلغ 1.6 مليار درهم، مشيراً إلى انطلاق أعمال بناء البنية التحتية للمدينة الجديدة منذ بداية العام الجاري، ومن المتوقع انتهاء المرحلة الأولى منها بالكامل في نهاية 2017.
وشدد على أن أعمال التطوير في مشروع «رحايل»، والذي يمتد على مساحة 12.3 كيلو متر مربع، تتم وفق معايير وشروط تهدف إلى خلق بيئة محفزة وجاذبة لقطاع السيارات في إمارة أبوظبي، وتقديم تجربة فريدة من نوعها للمساهمة في نمو واستدامة المجتمع.
وذكر الخييلي، أن إجمالي استثمارات القطاع الخاص في المناطق الصناعية المتخصصة بلغ 62 مليار درهم لنحو 650 مصنعاً ومنشأة، و28 مدينة عمالية، منوهاً إلى أن المؤسسة أعدت خطة جاذبة للاستثمار لمدينة العين الصناعية، ويتم الإعلان عنها وتسويقها خلال الربع الأخير من العام الحالي.
وتضم المناطق الاقتصادية المتخصصة في أبوظبي أكثر من 650 منشأة صناعية، تحتضن أسماء عالمية رائدة من مختلف القطاعات الصناعية، كما تقوم المؤسسة العليا بإدارة 30 مدينة سكنية، تستوعب أكثر من 450 ألف عامل، تتوافر داخلها جميع المرافق التي تلبي الاحتياجات الأساسية، ووفق أرقى المعايير العالمية.
وكانت المؤسسة استعرضت خلال مشاركتها في معرض هانوفر ميسي في ألمانيا الأسبوع الماضي، أبرز مشاريعها التطويرية في مجال القطاع الصناعي، خصوصاً مشروع «مدينة رحايل»، ومشروع منطقة الصناعات الغذائية في كل من أبوظبي والعين، حيث شاركت في المعرض من خلال منصتي عرض، الأولى ضمن جناح دولة الإمارات، والثانية ضمن قاعة صناعة السيارات التي تقدم من خلالهما عروضاً حية، وشروحاً تفصيلية عن مراحل إنجاز كلا المشروعين والفرص الاستثمارية الواعدة التي يقدمانها إلى جميع المستثمرين المحليين والعالميين.
آليات عمل متطورة
أبوظبي (الاتحاد)
أكد سعيد عيسى الخييلي، مدير عام المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة في أبوظبي «زونزكورب»، أن المؤسسة ستعقد لقاءات مع وكالات السيارات والجهات ذات الصلة في القطاع خلال الفترة المقبلة للوصول إلى آليات عمل متطورة تخدم العملاء وكل الجهات المتصلة بالقطاع.
وأشارت المؤسسة العليا، إلى تصميم المدينة لتضم نطاقاً واسعاً من الأعمال المتعلقة بقطاع السيارات حيث يبلغ عدد الأراضي 1800 قطعة أرض بمساحات متنوعة تضم المرافق الرئيسية كوكالات ومعارض السيارات، ومناطق تخزين المركبات ومنطقة مخصصة للمزادات، وورش ومستودعات قطع الغيار، ومعارض ومراكز خدمة المركبات الثقيلة، إضافة إلى الخدمات المساندة كمرافق إدارة المخلفات وإعادة التدوير، وخدمات فحص وتسجيل السيارات، وخدمات التأمين. كما تتضمن مدينة رحايل المرافق العامة كالمراكز التجارية، والعيادات الطبية، إضافة إلى المدن السكنية للعمال. وأشارت إلى أن مدينة «رحايل» تبعد 12 كيلومتراً غرب جزيرة أبوظبي، وتقع على طريق ممتد يضم طريقين رئيسيين، أحدهما يربط أبوظبي بدبي والآخر يربط أبوظبي بالعين، أيضاً الظفرة والمملكة العربية السعودية، وقد تم اختيار الموقع بعناية ليقدم أقصى خدماته من مواصلات جوية وبرية وبحرية للعملاء والعمال المتواجدين في المدينة.
وأكدت سعيها لإنجاز أعمال تطوير مدينة «رحايل» بأسلوب ذكي ومتطور وبالشكل الذي يجعلها تتمتع ببنية تحتية حديثة من شبكات الصرف الصحي وخطوط الكهرباء والتي تؤمن كل المتطلبات الأساسية للمستثمرين والزوار، إضافة إلى انسيابية في حركة السير الداخلية عبر شبكة طرقات عصرية تؤمن سهولة وسرعة التنقل بين كل المرافق والأبنية.
وشددت على مراعاة توفير المساحات الخضراء الرحبة التي تضفي على المكان لمسة جمالية خاصة إضافة إلى سلسلة من المطاعم والمقاهي ومراكز التسوق المختلفة.
عدد اليوم
